اثار وصف الهيئة القومية لضمان جودة التعليم للكتب المدرسية ب"الرديئة"، حفيظة مؤلفي هذه الكتب والدارسين.. لتطورها، معتبرين أن هذا الوصف " ظالم" وأن المشكلة تكمن في وجود فجوة بين منهج الكتاب المدرسي وما يصل إلي التلميذ لعدم تدريب المعلمين علي المناهج الجديدة. في غضون ذلك، طلبت وزارة التربية والتعليم من داري نشر الكتب الخارجية اللتين تمت الموافقة علي منحهما تراخيص الطبع، سرعة الانتهاء من طباعة الكتب ونزولها السوق منتصف الأسبوع المقبل، لحل الأزمة القائمة بسبب الكتب الخارجية. وقال الدكتور شعبان حامد الاستاذ بالمركز القومي للبحوث التربوية ومؤلف كتاب العلوم الذي فاز في مسابقة الكتب المطورة هذا العام للصف الثالث الاعدادي، "هذا الوصف "ظالم" وغير حقيقي، لأننا نؤلف كتبنا وفقا لمعايير للتأليف ومؤشرات للقياس، ويحكمها الخبراء بناء علي هذه المواصفات". وتابع الدكتور حامد الكتاب مبني علي ألا تقدم جميع المعلومات جاهزة للطالب، بل اعطاؤه الفرصة للاستنتاج للوصول إلي المعلومة وتصحيح الخطأ بمساعدة المعلم، ليتعود الطالب علي البحث العلمي، والكتاب لا يقل اخراجا أو طباعة أو ألوانا عن الكتب العالمية، بحسب صحف محلية. واعترف بوجود فجوة بين منهج الكتاب المدرسي وما يصل إلي التلميذ بالفعل، مؤكدا أن الطريقة التي يقدم بها المعلم الدرس تجعل ما يصل للطالب 80% فقط من المنهج، وإذا قسنا ما استوعبه الطالب نجد أن النسبة لا تتعدي 60% فقط من المنهج، والخطأ هنا يكمن في أن المناهج الجديدة يدفع بها إلي الميدان دون تجريب، ودون اعطاء الوقت الكافي لتدريب المعلمين عليها. من جانبه، وصف الدكتور علي الجمل المدير السابق لمركز تطوير المناهج، وأستاذ المناهج بعين شمس وأحد المشاركين في تأليف الكتب المدرسية المطورة في الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الإعدادية، بيان هيئة جودة التعليم والاعتماد ب"الكلام المرسل"، الذي لم يبن علي دراسة علمية تصدر عن مركز متخصص، إلا انه اتفق مع الدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة، في توحيد المعايير التي تؤلف علي أساسها الكتب المدرسية. وقال إن المعايير التي وضعتها الهيئة لتأليف الكتب المدرسية، معلنة منذ فترة طويلة ولم تأخذ بها وزارة التعليم، فهناك معايير أخري للوزارة، ومعايير ثالثة لتأليف الكتب التي تقرر لامركزيا في محافظات اللامركزية والمطلوب توحيد كل هذه المعايير. وكان تقرير الهيئة القومية لضمان جودة التعليم قد تضمن أن الكتاب المدرسي يعاني التكرار والركاكة وضعف المحتوي وتنافر الألوان والخطوط ورداءة الطباعة والتجليد، بما يجعله صيدا سهلا للمنافسة في سوق الكتب الخارجية بحسب تعبير بيان الهيئة. وعلي صعيد أزمة الكتاب الخارجي، طلبت وزارة التربية والتعليم من داري نشر الكتب الخارجية اللتين تمت الموافقة علي منحهما تراخيص طبع الكتب وفقا للمعايير التي حددتها الوزارة، سرعة الانتهاء من طباعة الكتب ونزولها السوق منتصف الأسبوع المقبل، لتكون في متناول الطلاب لحل الأزمة القائمة حاليًا بسبب الكتب الخارجية. ووضعت الوزارة معايير وأسسًا واضحة أمام داري النشر، لمراجعة الكتب فور طباعتها وقبل نزولها السوق مباشرة، مانحة إياها قائمة واضحة بالمحذوفات الخاصة في المناهج التي وافقت عليها اللجان العلمية التي شكلتها الوزارة هذا الأسبوع، لتراعيها في الكتب قبل نزولها، مع منحها كتب الصفين السادس الابتدائي والثالث الإعدادي المطورة. وفي سياق آخر، استمرت مشكلة عدم تسليم الكتب المطورة للشهادتين الإعدادية والابتدائية، بسبب عدم وصولها بعض المدارس حتي الآن، علي الرغم من انتهاء الوزارة من طباعتها الأسبوع الماضي بزيادة 5%، ففي القاهرة، شكا أولياء أمور 30 طالبة في مدرسة العبور الإعدادية بإدارة شمال القاهرة، من عدم تسليم بناتهم الكتب، مما دعاهن ل"استعارتها" من زميلاتهن اللواتي تسلمنها. وفي المنيا، شكا أولياء أمور، من عدم تسلم أبنائهم بمدرسة الشيخ شبيكة الإعدادية الكتب الدراسية بالصف الثالث الإعدادي، فضلا عن تدني مستوي التعليم بالمدرسة بدليل أن نسبة النجاح في المدرسة عام 2009 لم تتعد نسبة ال 8%. ويعاني عدد كبير من أولياء أمور مركز ملوي من عدم وجود مدارس بديلة لنحو 6 مدارس، صدرت لها قرارات إزالة أو ترميم، وفقا لتوصيات المجلس المحلي. وأكد مصدر مطلع في الوزارة أن قطاع الكتب يقوم حاليا بحصر مطالب جميع المديريات التعليمية بالمحافظات، لزيادة أعداد الكتب المطورة، خاصة أن هناك عددا كبيرا منها يعاني من قلة هذه الكتب، علي أن يتم عرض مطالبها علي الوزير أحمد زكي بدر، لاتخاذ قرار فوري بشأنها خلال الأيام القليلة المقبلة.