ما أن تطأ قدمك أرض السنغال إلا ويترامي إلي سمعك أصوات خالدة صنعت لمصر تاريخا ومجدا وحبا يتألق في قلوب الأفارقة فتجد صوت الشيخين الجليلين: الحصري وعبد الباسط عبد الصمد تصدح بهما المساجد والمحلات العامة لا بل احتفالات الجمهورية السنغالية، ويكمل هذه المنظومة الرائعة سفيرًا وطنيًا مخلصًا يترك لديك انطباعا وتقديرا لمصر هو شعلة من التفاني والإخلاص انه السفير هشام محمد ماهر فهو سفير لدي ثلاث من الدول الإفريقية في آن واحد السنغال وجامبيا والرأس الأخضر، وفي أول لقاء مع البعثة الأزهرية إلي السنغال اجتمع بالمبعوثين في لقاء أخوي قائلا: 'أنتم سفراء لمصر مثلي فإن أحسنتم أحسنتم لمصر وان أسأتم فلمصر أيضا' وما أن تتجول في أروقة داكار العاصمة إلا وتجد حبا لا يضاهيه حب لمصر وتاريخها وعظمائها يذكرون عبد الناصر وقت أن كانت إفريقيا تتوق إلي من يحرر إرادتها من المحتل البغيض، يذكرون العملاق الذي مازال يؤدي دوره بحكمة واقتدار انه الأزهر الشريف يذكرون، الشيخ جاد الحق عندما خطب عندهم في مدينتهم الدينية في الشمال 'طوبة' يذكرون الشيخ المجدد عبد الحليم محمود، كل طالب هنا في السنغال يتمني أن يذهب إلي الأزهر ولو حافي القدمين لينهل من علمه وشيوخه، السفير المصري هنا حريص كل الحرص علي التواصل مع كل ما يخدم مصر والسنغال في وقت واحد, ومعه طاقم مثل خلية النحل في عمل دؤوب، فما أن علم سيادته أنني اكتب مناهج الشريعة الإسلامية بناء علي طلب مدراء المعاهد والمدارس هنا وبالتواصل مع أساتذة جامعة الأزهر بالقاهرة، إلا ووضع كل إمكانات السفارة متاحة أمامي حيث أمدني بالأجهزة والكتب وطرق التواصل مع جامعة الأزهر، وأجد نفسي حيال هذا الأمر أقول في خاطري والله لو توافر لمصر مثل هؤلاء الرجال ما عاشت مصر في محنتها، لو في كل سفارة علي مستوي سفارات مصر رجل بهذا الحجم والقدر والوطنية لكتبوا لها تاريخا ناصعا ينحني له القاصي والداني، يا سادة الشعوب الإفريقية محبة لتراب مصر قبل شعبها لدرجة إن بعضهم يقولون لنا: إننا من أصول فرعونية، الشعوب الإفريقية رغم فقرها المدقع وهمومها الكثيرة لا تنسي الدور المحوري لمصر منذ إنشاء المنظمة الإفريقية في خمسينيات القرن الماضي وجسور المودة مع شعوبها في السراء والضراء، يا سادة ويا من بيدكم مقدرات الأمور في مصرنا العزيزة السنغال من أهم دول غرب إفريقيا وعملتها تسري في ست دول غيرها ويحج إليها آلاف الطلاب للدارسة، يتمنون من مصر الكبيرة والأم أن تكون هناك رحلات طيران مباشرة من القاهرة إلي داكار وهذا ليس بطلب معجز ولو رحلة واحدة أسبوعيا، يقولون لسنا أقل من دول كثيرة يذهب إليها الطيران المصري، ألا من مستمع وألا من مجيب؟!.