أكد الدكتور إياد أبومغلي مدير وممثل المكتب الإقليمي لغرب آسيا لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة اليوم، الأربعاء، علي ضرورة شمول نحو 1.2 مليار شخص يعيشون بفقر مدقع في صلب جدول أعمال التنمية المستدامة في المستقبل.. قائلا 'إن ما يحتاجه الفقراء هو فرص لسبل العيش المستدامة وضمان حد أساسي أدني من الحماية الاجتماعية والبيئية ومستوي المعيشة'. وأضاف أبومغلي، في كلمة البرنامج أمام المنتدي العربي الرفيع المستوي حول التنمية المستدامة الذي انطلقت فعالياته اليوم في عمان، أن المتضررين من الفقر المدقع والبطالة المزمنة لا يحصلون أيضاً علي خدمات المياه والصرف الصحي والطاقة والأسواق والصحة والتعليم والمأوي، وذلك بسبب عدم شمول سيادة القانون والتمييز، داعيا العالم إلي تبني نهج متكامل يهدف إلي التضمين الشامل لأهم القضايا العالمية في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأخذ بعين الاعتبار الترابط فيما بينها كمحور أساسي في هذه العملية. وتابع 'أننا بحاجة إلي تغيير نظم وأنماط الاستهلاك والإنتاج وتقنيات العمل، وكذلك السلوكيات المصاحبة التي تؤثر علي الاستهلاك والتماسك المجتمعي، أي التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر الشامل والاستهلاك والإنتاج المستدامين'.. داعيا إلي ضرورة معالجة أوجه عدم المساواة والتمييز في الحصول علي الموارد الطبيعية. ولفت إلي أن حوالي ثلث المواد الغذائية المنتجة عالميا والتي تبلغ قيمتها حوالي تريليون دولار تفقد أو تضيع في إنتاج أو استهلاك المواد الغذائية.. قائلا 'إن هذا يمثل أكثر من صافي مجموع الإنتاج الغذائي لجنوب الصحراء الأفريقية، وهذه كافية لإطعام ما يقدر ب 842 مليون شخص يعانون من نقص التغذية في العالم اليوم'. وقال أبو مغلي، إن الاقتصاد الجديد يجب أن يكون اقتصادا يدعم التنمية المستدامة ويبني علي العدالة الاجتماعية ويعمل ضمن الحدود التي تفرضها الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية، مضيفا 'أن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها أبدا إلا إذا كان الاقتصاد محركها'. ودعا الحكومات الوطنية إلي ضرورة أن تلعب دورا رئيسيا لأنها غالبا ما تكون الوحيدة القادرة علي سن قواعد الاقتصاد ووضع السياسات وصياغة اللوائح والاستثمار في البحث والابتكار، وممارسة المساءلة علي الأسواق. وأفاد بأن برنامج الأممالمتحدة للبيئة سيقدم خلال الأيام الثلاثة القادمة التفكير العالمي حول إطار تضمين الاستدامة البيئية في أهداف التنمية المستدامة، 'والتي نأمل أن تسهم في التوافق علي أهداف مستدامة قابلة للتطبيق في المنطقة العربية'. وأعرب أبو مغلي عن تطلعات البرنامج إلي جدول أعمال بعد عام 2015 يلبي توقعات هذه الفرصة التاريخية للانتقال من التنمية المنعزلة إلي نهج أكثر تكاملا حيث يمكن لكل شخص التمتع بحياة كريمة.