صلوات علي شعب يحتضر, , مأساة حقيقية لشعب مسلم في زاوية منسية من خليج 'البنغال' فهم مسلمي 'الروهينجا ' فحتي الآن لا تعترف ميانمار بوجودهم، وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين أو غرباء، فهم أكثر شعوب الأرض اضطهاداً, شعب تتكلم عنه حقوق الإنسان في وسائل الإعلام لكنها مجرد أقوال ولا توجد أفعال حتي الآن فأن مسلمي ميانمار هم الأكثر قلقا واضطهادا في العالم. حيث وجد الروهينجا أنفسهم مطاردين ومنبوذين، و تحاربهم السلطة الحاكمة وتضيق عليهم الخناق ويبغضهم كهنة المعابد البوذية، فيحرضون أتباعهم ضدهم. ويعمل الروهنجيون في صيد الأسماك والرعي والفلاحة والمهن الاجتماعية الرخيصة، أما الوظائف الحكومية فأبوابها موصدة بوجوههم، ولا يحق لهم إطلاق الأسماء الإسلامية علي أولادهم وبناتهم، فالأسماء البوذية هي الخيار الأوحد، وهي المسموح بها في التداول، وهم أيضا ممنوعون من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية ولمن لا يعرف بورما الي ' ميانمار ' فهي كانت جزءا من الهند إلي أن قامت بريطانيا بإعلانها مستعمرة بريطانية منفصلة عام 1937 واستقلت عن بريطانيا عام 1948, , فتقع بجانب الصينوالهند وهي إحدي دول شرق آسيا، و تعد ثاني أفقر بلد في قارة آسيا.. فهم مهاجرون من بنجلاديش, , وقننت ميانمار التمييز والاضطهاد ضد مسلمي 'الروهينجا' حيث أصدرت السلطات عام 1982 قانون الجنسية الذي وصفهم بأنهم مهاجرون من بنجلاديش مما جعلهم بلا وطن، كما منعتهم من ممارسة كافة حقوقهم السياسية وصادرت ممتلكاتهم ومحالهم.. فلا يسمح لهم بالسفر دون إذن رسمي ومنعوهم من امتلاك الأراضي وطلب منهم التوقيع بالالتزام بأن لا يكون لهم أكثر من طفلين, , فهم بحسب نص القانون 'مواطنون من الدرجة الثالثة'، فقد صنفتهم منظمة الأممالمتحدة أنهم من أكثر الأقليات الدينية اضطهادا في العالم.. وتعترف هذه الأقلية، التي تشهد موجة تهجير وقتل كبيرة من قبل بقية الأطياف الأخري لمجتمع ميانمار، وتتركز بالخصوص في إقليم 'أراكان'. ويعيش في هذا الإقليم حوالي مليون من مسلمي برما في مخيمات في ظروف إنسانية سيئة للغاية, , ويعتبر الروهنجا هم 4%من شعب ميانمار وحسب تقارير منظمة العفو الدولية فإن مسلمي الروهينجا لايزالون يعانون من العنف الشديد و انتهاكات لحقوق الإنسان. وقد بلغ هذا العنف أوجه في السنوات القليلة الماضية. حيث بلغ عدد ضحايا المسلمين البرماويين خلال الاشتباكات مع الأغلبية البوذية الي عشرات آلاف مابين قتلي وجرحي وخلال العام الماضي، قتل البوذيون حوالي أكثر من 200 شخص، في 'أراكان'، معظمهم من المسلمين، كما تم هدم وإحراق مئات من منازل المسلمين ومحلاتهم، مما أجبر حوالي 250 ألفا منهم علي ترك المنطقة. ويهاجر المئات من الروهينجا سنويا 'أراكان'، ويحاولون الهرب إلي الدول المجاورة، باستخدام القوارب.. وهناك العديد منهم يعيشون لاجئين في مخيمات في بنغلاديش المجاورة وعدة مناطق داخل تايلاند علي الحدود مع ميانمار.. حيث صرحت منظمة 'حقوق الإنسان الدولية ″ أن نحو 1، 000 شخص من الروهينجا ما زالوا محتجزين، من أصل 2, 000شخصا منذ اندلاع العنف الطائفي بين البوذيين والمسلمين. فأن أكثر من عشرات الآلاف من الروهينجا الفارين من ميانمار بحرا يسقطون في أيدي مهربين في عرض البحر ويحتجزونهم في مخيمات نائية في تايلاند قرب الحدود مع ماليزيا إلي أن يدفع أقاربهم آلاف الدولارات مقابل إطلاق سراحهم. وتغتصب النساء ويتعرض البعض للضرب والقتل ويحتجز آخرون في أوضاع بائسة يعانون فيها سوء التغذية فيتم أجبار النساء الروهينجيات في ميانمار علي ممارسة الدعارة والرضوخ للعبودية الجنسية. فتتعرض النساء للضرب والتخدير والاعتداء الجنسي من قبل رجال يرتدون زي الجيش في ميانمار. فكل يوم يزداد الوضع سوءا في بورما ويتصاعد العنف يوم بعد يوم, , و تتكدس الأسر المسلمة الفقيرة في منازل من القش دون كهرباء, , ويعيش هذا الشعب المضطهد وسط الغابات.. ويتعرض للتشريد والتعذيب والموت والإبادة ' ويمكن للحكومة أن تحل ذلك إذا أرادت في غضون خمس دقائق.. ولكنها لا تفعل شيئا'. في الليل وفي الظلام المخيف يعيش المسلمون هناك في قلق وخوف ورهبة من الغارات البورمية المسلحة، التي اعتادت علي القيام بمداهمات مفاجئة لاختطاف من تجده في طريقها ليعثروا عليه أهله في اليوم التالي مقتولا رميا بالرصاص خارج حدود المنطقة، وكل جريمتهم أنهم لا يعتنقون الديانة البوذية، ' فليست المشكلة في اختلاف الطوائف, , المشكلة وجود متطرفين في كل طائفة لا يعرفون سبيل للتعامل مع الاختلاف إلا بالعنف '.