يشهد قطاع الصحة بالشرقية انهيارًا وتدنيًا في مستوي الخدمات الطبية وسوء إدارة وإهمال ولا مبالاة، الأمر الذي كشف النقاب، خلال زيارات مفاجئة للمستشفيات آخرها فجر اليوم، عن دخول الدكتور سعيد عبد العزيز عثمان، محافظ الشرقية، مستشفي بلبيس العام، وحمل أنبوبة أكسجين وخرج دون معرفة أحد، بالإضافة إلي سابق توبيخه لمديري المستشفيات ووكيل وزارة الصحة، قائلا: 'اتقي الله لو والدك أو والدتك مريضة هل تقبل أن تعالجها في مستشفي زي دي'. وبالرغم من امتلاك المحافظة مبانٍ ومنشآت طبية وكوادر بشرية، إلا أنها مهملة والطبيب أو الممرض يعتبر نفسه يعمل كاتبًا عند الحكومة وعلاقته بالمستشفي هي التوقيع في الدفاتر واستلام شيك الراتب كل شهر، وبرر بعض الأطباء إهماله بعبارة 'علي قد فلوسهم'. ومن يتابع مستشفي بلبيس المستشفي العام الثاني علي مستوي المحافظة، والتي تم إقامتها وتوفير لها إمكانيات لكي تساهم في سرعة إنقاذ حياة المرضي خاصة في حالات الطوارئ لوقوعها علي طريق القاهرة الصحراوي ومدينة العاشر من رمضان، واللذين يشهدان حوادث طرق يومية وحوادث بالمصانع، يجد أنه لا يوجد فيها أطباء وبها شكاوي متعددة من سوء الخدمات الطبية، وقيام الأطباء بالغياب وتوقيع فيما بينهم دفاتر الحضور كتسديد الخانات وهو ما كشفته زيارات المحافظ المتعددة للمستشفي، وأحاله مديرو وقيادات المستشفي 3 مرات للتحقيق دون أي جدوي، ووصل الأمل فجر أمس الثلاثاء، حيث دخل المحافظ المستشفي لم يجد أي كائن فيها سوي طبيب عناية مركزة، حيث تجول المحافظ بين الطرقات بحثًا عن طبيب أو ممرض لم يجد أحدًا فحمل أسطوانة أكسجين علي كتفه، وتنقل بها بالمستشفي دون أن يسأله أحد. أما مستشفي القنايات وهي أقرب مستشفي لمدينة الزقازيق والتي كانت مطروح لها مشروع منذ سنوات لتحويلها مستشفي عام، وإعادة صيانتها وترميميها لكي تستخدم في حالة الطوارئ كعامل مساعد للمستشفي الأحرار العام، فنجد غرفة العمليات لاتصلح لإجراء خياطة جرح قطعي، حيث إنها تفقد أبسط قواعد الحماية من العدوي من نظافة وتعقيم، بالإضافة أن سقف مبني الاستقبال وغرف الحجز متصدع وسبق أن أحيل مسئولو المستشفي قبل شهرين للتحقيق بسبب عدم تواجدهم أو أيضًا سوء الخدمة إلا أنه كسبقها من المستشفيات لم تتحسن الأداء، وقام المحافظ بزيارته، فجر أمس أيضًا، وقرر نقل مديرها لتقاعسه عن العمل. أما مستشفي مشتول السوق، فتعاني من سوء الخدمة الطبية ووصل الإهمال إلي رفض علاج مريض بالأنفلونزا، شخصت حالته بعد ذلك بالخنازير، ويدعي 'عصام حسن عباس عرابي '26 سنة بسبب إضراب الأطباء، إضافة لعدم وجود أخصائي حميات وقت دخول الحالة وشخص الحالة آخر باطني، الذي صرف له علاج غير مناسب، ورفض احتجازه بدعوي وجود إضراب وتوفي بعد يومين متأثر بالمرض. أما مستشفي الحسينية العام، فقد شهدت حالة وفاة طفل كان من الممكن إنقاذه، حيث كان الطفل ويدعي 'محمد أحمد عبد العزيز' 5 سنوات نقل في حالة اختناق شديد نتجه حريق في منزله وتوفيت شقيقة الصغري كارمن 3 سنوات في الطريق، إلا أنه بسبب عدم وجود أخصائي لوضعه علي جهاز التنفس الصناعي توفي الطفل. وفي مستشفي ههيا المركزي، تم غلق وحدة المناظير والجهاز الهضمي بها بسبب عدم صيانة الجهاز الذي لا يتكلف بضعة آلاف، والأكثر من ذلك هو عدم وجود تنك للأكسجين خاص بالمستشفي، لعلاج الحالات الحرجة الواردة إليه. أما مستشفي فاقوس العام فحدث ولا حرج، فقام المحافظ بزيارة قبل أسبوعين، وجد الأطباء ممتنعين عن العمل والمرضي الفقراء، يشكون إهمال الأطباء فقام بتوبيخ قيادات المستشفي، قائلا 'إن مهنة الطبيب رسالة سامية ومهنة إنسانية وأخلاقية في المقام الأول'. وقرر المحافظ مجازة رئيس قسم الصدر بخصم 5 أيام من راتبه لامتناعه عن الكشف الطبي علي المرضي وإنذار أطباء الجلدية وأيضًا مجازاة أخصائي الحميات، بخصم 5 أيام من راتبه، لعدم تواجده بالمستشفي وإنذار مدير مستشفي الحميات حالة عدم الالتزام بتواجد الأطباء والتوقيع في دفتر. وفي مستشفي منيا القمح ورغم مجازة كل من مدير المستشفي ونائبه لغيابهم ورئيس قسم الجراحة يومين خصمًا من راتبه وإحالته للشئون القانونية للتحقيق قبل شهرين، لتدني مستوي الخدمة العلاجية المقدمة للمرضي، إلا أنه مازالت الشكاوي مستمرة للمرضي من عدم وجود رعاية صحية كافية لهم، فضلاً عن عدم وجود أسطوانات أكسجين. كما وبخ المحافظ مدير مستشفي الإبراهيمية، بسبب شكاوي المرضي من سوء الخدمات الطبية.