أكد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي المهندس 'سيمينيو بيكيلي' أن مشروع هذا السد لايهدف إلي إلحاق أي ضرر بالشعب المصري جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلي بها مدير مشروع سد النهضة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في موقع إنشاء السد الذي يقع علي مسافة تبعد عن العاصمة الأثيوبية /أديس أبابا/ بحوالي تسعمائة وتسعة كيلومترات. وقال مدير مشروع سد النهضة الاثيوبي 'إن الرسالة التي أود إرسالها إلي الشعب المصري هي أننا تربطنا علاقة عريقة بأشقائنا وأخواتنا في مصر, ولذلك فإننا لم نحاول ولن نحاول أبداً فعل أي شيء يلحق ضرراً بهم, ولن نسعي للتسبب في إلحاق ضرر بآخرين'. وأضاف قائلا 'إنني أود أن أوضح أن الحكومة لدينا والمواطنين في إثيوبيا يسعون من أجل إنجاز مشروع السد علي إعتبار أنه يمثل أداة لمكافحة عدونا المشترك الذي يتمثل في الفقر, ولذلك فإننا نبحث عن وسائل عملية لمكافحة الفقر ويتعين علينا مكافحته حتي يتم إستئصاله, وقمنا بإعداد استراتيجيات مختلفة للتنمية ونقوم بتنفيذ مشروعات للتنمية في مختلف المجالات بهدف تحسين مستوي معيشة مواطنينا'. ورداً علي سؤال عن مخاوف المواطنين في مصر من أن يؤدي إنشاء السد إلي التقليل من تدفق مياه نهر النيل إلي مصر والتأثير علي معيشتهم, قال مدير مشروع سد النهضة الذي يعمل بهيئة الطاقة الكهربية الاثيوبية ' أود طمأنة أشقائنا في مصر بأن محطات توليد الطاقة بالقوي المائية في هذا المشروع لن تستهلك مياه لأن /التوربينات/ المستخدمة فيها لتوليد الكهرباء مصممة بطريقة تجعلها لا تستهلك مياه'. وأضاف قائلا 'إن مسئولين مختلفين في الحكومة وزملائي أوضحوا في مناسبات عديدة أن هذا المشروع سيفيد الدول الأخري, وخاصة دول المصب, مثلما سيفيد إثيوبيا, وأنه ستكون هناك فائدة متساوية'. وشدد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي قائلا 'أنه ستكون هناك كثير من الفوائد لمصر من هذا المشروع, من حيث توفير المياه وإدارة المياه واستخدامه لأدوات تساعد علي التحكم في مياه الفيضانات, وذلك وفقاً لحقائق علمية, وسيؤدي أيضاً إلي التقليل من معدل تبخر المياه مما يساعد علي توفيرها وتدفقها, وسيؤدي إلي إطالة أمد الملاحة النهرية التي تحتاج إلي استمرار تدفق المياه, وذلك إذا تم الأخذ في الاعتبار أن طرق الملاحة النهرية تتوقف فترات طويلة أثناء موسم الجفاف حيث ينخفض منسوب المياه وتتسبب الرواسب وتجمعات قطع الأحجار بقاع النهر في عرقلة الملاحة واضطرار الجهات المختصة إلي تقصير الرحلات الملاحية, وأعتقد أن الأشقاء في مصر يعانون من ذلك أثناء الجفاف, ولكن السد سيؤدي إلي توفير المياه اللازمة وإتاحة الفرصة لإطالة أمد فترات الملاحة, ولهذا فكر الاثيوبيون في إنشاء هذا المشروع, ونحن نستثمر فيه الكثير لأن النتيجة ستفيدنا'. وتابع مدير مشروع سد النهضة قائلا 'إن الجيل الحالي من المصريين والسودانيين والاثيوبيين عليه مسئولية تسليم كوكب الأرض إلي الجيل القادم وهو في حالة صحية, وذلك يتم عن طريق التنمية وتطوير البنية الأساسية, ونحن نعتقد أن الاستثمارات قادمة وأن الطاقة الكهربية هي بمثابة العمود الفقري للاستثمار, ولذلك فإنه بمجرد أن نبني السد لتوليد الطاقة الكهربية فإننا سنحافظ علي سلامة البيئة لأنه سيؤدي إلي توليد الطاقة بطريقة نظيفة, وبالتالي يمكن أن يساعد علي مكافحة إنبعاثات الكربون الذي يتسبب في تلوث البيئة من جراء استخدام وسائل أخري لتوليد الطاقة تكون ملوثة للبيئة, ولذلك فإنه سيفيد إثيوبيا ومصر والسودان علي قدم المساواة, وستمتد هذه الفائدة لتشمل المنطقة أيضاَ لأن توليد الكهرباء وتحقيق التكامل سيؤديان إلي الحفاظ علي الاستقرار, وإذا تحقق الاستقرار سيمكننا تحقيق التنمية المستدامة, وإذا تحقق ذلك فإن مستوي معيشة مواطنينا سيتحسن, ولذلك يتعين علينا العمل معا لتحقيق هذا الهدف حتي يمكننا المشاركة في الفائدة بصورة متساوية'. وقال مدير مشروع السد 'إن هذه بعض الفوائد التي يمكنني إلقاء الضوء عليها, ولكن ستكون هناك كثير من الفوائد الضخمة التي سيحققها مشروع هذا السد لأشقائنا وأخواتنافي مصر والسودان والمنطقة بسبب الآثار الاقليمية والقارية لهذا المشروع'. وأضاف قائلا ' إن هذا المشروع صديق للبيئة, وإن هناك خطوط ربط كهربي بين إثيوبيا والسودان وجيبوتي, وأنه بمجرد إنجاز هذا المشروع سيتم مد شبكة الكهرباء لمسافات بعيدة, وهذا سيؤكد مدي فعالية مشروع السد في سوق الطاقة العالمية, ولذلك فإنه سيكون مفيداً لنا وسيساعد علي تحسين مستوي معيشتنا, ومن أجل هذا فإننا أعربنا في كثير من المناسبات عن حرصنا علي التعاون, ونحن نقدر علاقاتنا التاريخية العريقة مع مصر'. واختتم مدير مشروع سد النهضة تصريحاته لوكالة الأنباء الشرق الأوسط بقوله ' إنه في إطار شعوري الشخصي بالمسئولية وشعور الحكومة الاثيوبية أيضا بالمسئولية نقوم ببناء هذا المشروع بطريقة إحترافية عالية وبمسئولية كبيرة, ولقد أنشأنا كثيراً من المشروعات المماثلة, ولدينا خبرة طويلة ونعرف كيف نبني السدود بطريقة آمنة, والذي أود أن أقوله هو أن هذا السد سيفيدنا جميعاً حقاً'. جدير بالذكر أن الرحلة إلي موقع السد قطعهتا الحافلة في يومين ونصف يوم, وتم خلالها الاستراحة في أربع مدن هي مدن ' أمبو ونيكيمبت وجيمبي وأسوسا ' حتي تم الوصول إلي موقع السد بمنطقة جوبا ويردا الجبلية في ولاية بينيشانجول جومز الاقليمية الاثيوبية القريبة من الحدود السودانية, وذلك في رحلة نظمها بطريقة جيدة المكتب الحكومي الاثيوبي لشئون الاتصالات بمناسبة قرب حلول الذكري الثالثة لتأسيس مشروع سد النهضة الذي تم وضع حجر أساسه في الثاني من شهر أبريل عام 2011, وشارك في هذه الرحلة ثلاثون صحفياً من الصحفيين الاثيوبيين والمراسلين الأجانب. من جانبه ذكر مركز /والتا/ الاعلامي الاثيوبي اليوم أن المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الاثيوبية السفير دينا مفتي قال'إنه علي النقيض من ذلك, فإن إثيوبيا ستستمر في إبلاغ شعب وأصدقاء مصر بأن سد النهضة لن يفيد إثيوبيا فقط, بل سيفيد مصر أيضا'.