ثلاث شهادت وفاه في إسبوع واحد كانت حديث كل أصحاب الرأي والفكر، الأولي، هي ما أصدرتها وزارة الصحة بالحكومة الإسرائيلية، وهي شهادة وفاة مجرم الحرب السفاح شارون رئيس وزراء اسرائيل الأسبق بعد دخوله في غيبوبه نتيجة لجلطة دماغية استمرت ثماني سنوات. والشهادة الثانية، وهي شهادة وافاة تنظيم الإخوان الإرهابي والتي أصدرها الشعب المصري يومي 14 و 15 يناير الحالي حينما خرج بكل طوائفه كي يقول نعم لدستور ثورة 30 يونية ونعم لاستكمال خارطة الطريق. فنعم وجهت ضربة سياسية قوية لتنظيم الإخوان الذي طالما أكد أن السلطة الحالية بلا ظهير شعبي ومفلسة سياسياً، ولعل هذا ما فسر سر استماتة التنظيم في تعطيل الاستفتاء بشتي السبل وتهديد رموزه بأن: 'هذا الدستور لن يمر إلا فوق جثثنا'، فالجماعة كانت تدرك خطورة أن تكتسب السلطة المؤقتة غطاء شعبياً تتهاوي معه دعاوي الانقلاب العسكري التي نجح التنظيم في تسويقها عبر الإعلام الدولي المشبوه منذ عزل مرسي. ولأن التحدي جزء من طبيعة الشعب المصري فقد خرج بملايينه الهادرة في شكل كرنفالي في يومي الإستفتاء في تحد واضح لكل هذه التهديدات كي يقول لكل جماعات الإرهاب: 'لن ترهبونا لسبب بسيط وهو، أن كل الغزاه بداية من الهكسوس ومروراً بالصلبيين والتتار والصهاينة هُزموا علي أيدينا وكتبنا شهادة وفاتهم، واليوم نكتب شهادة وفاتكم'. ومن عجائب القدر أن العام 1928 الذي بدأت فيه حياة السفاح شارون هو ذاك العام الذي تأسس فيه أيضاً تنظيم الإخوان الإرهابي! فشارون ارتكب جرائم عديده منها مجزرة قبية 1953، وقتل وتعذيب الأسري المصريين 1967، واجتياح بيروت و مجزرة صبرا وشاتيلا، واستفزاز مشاعر المسلمين بتدنيسه لحرمة المسجد الأقصي سنة 2000، وكذلك ارتكابه مذبحة جنين 2002، والكثير من عمليات الاغتيال ضد أفراد المقاومة الحقيقية في فلسطين وعلي رأسهم الشيخ أحمد ياسين. وارتكب أيضاً تنظيم الإخوان الإرهابي منذ نشأته وحتي الآن الكثير من الجرائم الإرهابية، ولم يفرق إرهابهم بين رجل وشاب.. أو طفل وإمرأة.. أو مسلم ومسيحي، أو من يؤدي شرف الخدمة العسكرية ليحرس حدود مصر في شمال أو جنوبسيناء.. هذه هي حقيقة تنظيم الإخوان الإرهابي والذي يعد الأب الروحي لكل التنظيمات الإرهابية في العالم. والسؤال الذي يتردد علي شفاه الجميع وهو إذا كان شارون وتنظيم الإخوان بدأوا في عام واحد وانتهوا في عام واحد وانتهجوا نهجاً واحداً، وهو العنف والإرهاب، فهل هناك علاقة في الجينات الوراثة بين الإخوان وشارون؟! وبعد فترة احتضار استمرت أكثر من ستة شهور بدأت منذ سقوط حكم الإخوان في مصر، وفي نفس اليوم الذي خرجت فيه روح السفاح شارون، صدرت شهادة الوفاه الثالثة والتي كانت من نصيب الإعلام الغربي الذي لم يكتفي بتضليل وغسل عقول الناس وقلب للحقائق مما يحدث علي أرض الواقع في مصر فحسب، بل سعي من خلال ركض مراسليه إلي المشفي الذي كان يعالج فيه شارون لتحسين صورة الإرهابي الذي يكن له العرب عامة والفلسطنييون خاصة الكره والعداء وتناسي المجازر التي ارتكبها شارون في حق المصريين واللبنانيين والفلسطينيين، وتناسي صمت المنظمات الدولية التي تعمل لصالح الغرب الإستعماري عن كل جرائمه التي مثلت انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وكل ما ذكروه فقط وشغلوا به الرأي العام العالمي هو تعريف الإرهابي علي أنه كان مجرد رئيس وزراء سابق للكيان الصهيوني ومن دعاة السلام! وليس غريباً علي إعلام أشعل الفتن السياسية والطائفية والمذهبية والعرقية تحت شعارات خادعة في الدول المحيطة بالكيان الصهيوني لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد لضمان أمن هذا الكيان الغاصب، أن يصف شارون بأنه رجل سلام! علي أية حال سقط شارون والإخوان والإعلام الغربي المضلل صرعي علي الأرض ودخلوا القبر حيث لا عودة مرة أخري وبقيت أعمالهم الدنيئة والخسيسة شاهدة علي حقارتهم وخستهم.