وكأنما عز علي العام 2013 أن يرحل دون أن يخلف وراءه مثل هذه الجريمة السوداء التي وقعت في 24 ديسمبر عندما تم استهداف مديرية أمن الدقهلية بسيارة مفخخة ليسقط 15 شهيدا وأكثر من مائة جريح. جريمة ارتكبها آثمون أعمتهم الفتاوي الشيطانية وأغرتهم بسفك دم الأبرياء. ولم يدر هؤلاء بأن مآلهم في النهاية سيكون الجحيم. لقد خرجت جماعة بيت المقدس التي تتخذ من سيناء معقلا لها لتعلن أنها هي التي قامت بتنفيذ هذه الجريمة. وكانت هذه الجماعة قد قامت بأكثر من عملية إرهابية استهدفت خلالها جنود الجيش والشرطة ومن بينها استهداف وزير الداخلية في سبتمبر الماضي في محاولة لاغتياله. ويجدر بالذكر أن هذه الجماعة المحظورة كانت قد كثفت هجماتها في سيناء وفي مناطق أخري في معرض الرد علي عزل مرسي في 3 يوليو الماضي. وتعد هذه الجماعة محسوبة علي الاخوان الذين كشفوا عن أهدافهم الخبيثة ومؤامرتهم الممنهجة، فكان أن فقدوا شعبيتهم وحضورهم في المشهد السياسي. لقد تأكد لكل ذي عينين أنهم أنصار ثقافة الموت والقتل ودعاة فتنة وتخريب وتدمير، ولابد أنهم يحشدون القوي للقيام بمزيد من العمليات الارهابية بهدف ترويع الآمنين والحيلولة دونهم ودون المشاركة في الاستفتاء علي الدستور. ولهذا يتعين علي كل مواطن ألا يتأثر بالضربات التي توجهها عصابة الإفك والضلال وأن يفشل مخططهم عبر الذهاب إلي الاقتراع علي الدستور وصولا إلي مرحلة اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. يجب أن يتكاتف الجميع من أجل التصويت بنعم علي الاستفتاء وتوجيه ضربة نجلاء لذوي الإعاقة الفكرية ومروجي الصفقات المريبة ممن يسري في دمهم شبق التخريب ونشر الفوضي وضرب الاستقرار. مطلوب من المواطن المصري اليوم التكاتف مع مؤسسات الدولة من أجل إتمام مشروع خريطة المستقبل لقطع الطريق علي كل من يشكك في مسعاها بهدف فرض مخطط الفئة الباغية الذي أسقطته ثورة الثلاثين من يونيو. ولا شك في أن محاولات العبث بالوطن ستستمر كلما اقترب موعد الاستفتاء علي الدستور باعتباره نقطة فاصلة في وضع خريطة الطريق موضع التنفيذ وهو أول اختبار حقيقي لإرادة الشعب منذ ثورة يونيو 2013. لو نزل شعب مصر يوم الاستفتاء ليقول نعم للدستور ستكون هذه بداية النهاية لارهاب الاخوان. وعندئذ سيتبدد القلق والخوف من قلب كل مصري. وسيبعث المصريون وقتئذ برسالة إلي العالم كله تقول إن الدولة قد سددت ضربة قاصمة للارهاب، وضربة قاصمة ضد المخطط الغربي الذي حلم بأن يكون يوم الاستفتاء علي الدستور يوم هزيمة لثورة الثلاثين من يونيو. سيبعث المصريون برسالة إلي العالم الخارجي تقول إن مصر اليوم هي الحريصة علي العمل والانجاز والاستقرار. أما الاخوان فهم الفئة المريضة بأفكارها المسمومة لكونها بلا قلب وبلا عقل وبلاشعور. قادتها رؤية مضللة أرادت معها تدمير مصر من خلال الارهاب لكي يؤول إليها الحكم. ولا أدري كيف لزمرة ضالة أن تحكم من تسعي لتدميره؟! ستستمر محاولات العبث بالوطن كلما اقترب موعد الاستفتاء علي الدستور باعتباره نقطة فاصلة في وضع خريطة الطريق موضع التنفيذ. وسيكون هذا اليوم هو أول اختبار حقيقي لإرادة شعب مصر العظيم منذ ثورة يونيو 2013. أما الفئة الباغية فستثبت لها الأيام أن كل رهاناتها كانت خاسرة....