يأبي الحزن أن يفارق لجامعات المصرية ففي كل يوم يسقط طلاب بين صري وجرحي، كما أصبحت الدراسة مهددة بالتوقف كما هو الحال بجامعة الأزهر بعد امتناع العديد من طلاب الجامعة عن دخول امتحانات الميدترم بعد الدعوة التي أطلقها اتحاد الطلبة بالجامعة بالتعاون مع ائتلاف صوت الطلبة إلي الاضراب عن الدراسة لحين تحقيق مطالبهم التي تتمثل في إقالة رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد وخروج قوات الأمن خارج الجامعة والإفراج عن الطلاب المعتقلين. وقد جاء ذلك بعد الاشتباكات الأخيرة التي حدثت بين قوات الأمن والطلاب المؤيدين لجماعة الإخوان المحظورة والتي نتج عنها مقتل الطالب عبد الغني محمد، ورغم أن الدعوة لاقت استجابة عدد كبير من الطلاب فإن عددًا أكبر كان ضد الإضراب ويري أن هذا تعطيل للدراسة وسيترتب عليها ضياع سنة كاملها من دراستهم في اعتصامات ومظاهرات لا ينتج عنها سوي سقوط ضحايا وأبرياء، كما تقول نسمة السيد طالبة بجامعة الأزهر وتضيف: انها من محافظة الغربية وقد تركت أسرتها ووالدتها المريضة حتي تكمل دراستها بجامعة الأزهر حيث إنها في السنة النهائية وتتمني ان تستقر الأحوال حتي تعود إلي بيتها وأسرتها وانها رفضت هي وعدد كبير من أصدقائها دعوة الإضراب. وتقول إحدي الطالبات بالفرقة الرابعة كلية الشريعة والقانون 'رفضت ذكر اسمها' إنها حريصة علي حضور المحاضرات وحضور الامتحانات وانها رافضة تمامًا دعوة الإضراب التي تبنتها اتحادات الطلبة بالجامعة والتي ينتمي بعض أفرادها لجماعة الإخوان وهذه محاولة منهم لتعطيل الدراسة بالجامعات كما أكدوا من قبل. أما أحمد إبراهيم الطالب بالأزهر فيقول إنه ضد دعوة الإضراب التي سعي لها البعض ولم يستجب لها إلا كليات الطب والصيدلة والتجارة أما باقي الكليات فهي رافضة الفكرة لأنها لا تحمل إلا تعطيلاً للعملية الدراسية. وفي المقابل يؤكد الطالب مطيع ياسين بالفرقة الثالثة كلية الزراعة أن الإضراب شمل بعض الأقسام علي مدي الفرق الأربع وان الإضراب مستمر لحين تحقيق مطالبهم وأن الإضراب ليس من جانب طلاب الإخوان فقط وإنما هو إضراب كامل اعتراضًا من الطلبة علي دخول الأمن إلي الجامعة ومنع الأنشطة الطلابية ومنع المظاهرات داخل الجامعات. ويضيف محمد سامح 'الطالب بكلية التجارة عضو المكتب السياسي لائتلاف صوت الطلبة' أن حركة ائتلاف صوت الطلبة قامت بعمل توثيق مشترك بينها وبين اتحاد الطلاب بالجامعة للوقوف علي الأهداف الطلابية وليست السياسية والتي كان منها خروج الشرطة من الجامعة وإقالة رئيس الجامعة والإفراج عن الطلاب المعتقلين، وبناء علي ذلك تم الاتفاق علي الإضراب عن الدراسة والامتحانات لحين تحقيق هذه المطالب وقد استجاب الطلاب خاصة في كلية التجارة، وتم تأجيل الدراسة لحين إقناع الطلاب بالامتثال لدخول الامتحانات. أما الطالب حسام الخولي 'طالب بكلية الهندسة' فيقول إن الدعوة جاءت من اتحاد الطلاب بالجامعة ومن كلية الهندسة بالتحديد علي أن يبدأ الإضراب في جميع الكليات مع تعليق للدراسة وقد كانت استجابة الطلاب كبيرة للغاية خاصة في كلية الهندسة يليها الطب ثم التجارة معتقدًا أن تعليق الدراسة سيستمر ربما لأسبوع أو أكثر خاصة بعد قرار تحويل مجلس الاتحاد بكلية الهندسة للتحقيق معهم وإخلاء سبيلهم من المدينة الجامعية. يوسف النجار أحد الطلاب المحالين للتحقيق وكذلك ضمن الطلاب الذين تم إخلاؤهم من المدينة الجامعية يقول إن الاقتحام الأمني للمدينة الجامعية واستشهاد الطالب عبد الغني تركت أثرًا سلبيًا علي الطلاب سواء من له توجه سياسي أم لا، وسواء كان من المؤيدين جماعة الإخوان أو المعارضين لها وهو ما جعل العديد من الطلاب يؤيدون الدعوة إلي الإضراب. وبالانتقال إلي جامعة القاهرة التي شهدت حالة من الكر والفر بين طلاب جماعة الإخوان ورجال الأمن نتج عنها مقتل الطالب محمد رضا الطالب بكلية الهندسة وإصابة البعض وهو ما جعل الاتحاد بكلية الهندسة يقوم باصدار بيان بوقف الدراسة بالكلية ويعيش عدد كبير من طلاب الجامعات حالة من الحيرة والتخبط بأمرهم حيث تشهد الجامعات كل يوم فقدان واحد من أبنائها لا يستطيع أحد ان يحدد علي وجه اليقين من المسئول عن وفاة هؤلاء الطلاب خاصة في حالة الطالب محمد رضا الطالب بكلية الهندسة فقد أثبت الطب الشرعي انه مات متأثرا بثلاث رصاصات من طلق ناري بلي وان قوات الأمن لم تستخدم هذا النوع من الرصاص كما أن قوات الأمن لم تدخل إلي الحرم الجامعي من إذا المسئول؟ هل عادت من جديد نغمة البحث عن الطرف الثالث؟! أسماء ناجح أمينة اللجنة الفنية بكلية التجارة جامعة القاهرة تقول إن الداخلية ليست لها علاقة بموت الطالب لانها كانت تقف خارج سور الجامعة وأن الأوضاع الثائرة في الجامعات سببها الأساسي هو قانون التظاهر ورغم انها مع وجود قانون يحكم المظاهرات التي أصبحت تحدث باستمرار فإن توقيت وضعة أو تطبيقه كان خطأ كبيرًا لأن المظاهرات هي المنفذ الوحيد أمام الطالب الجامعي ليعبر فيه عن آرائه وهو ما جعل الطلاب ثائرين. أما الطالبة أسماء شكر فتقول إن الطلاب لن يسكتوا علي ما حدث ولن يسكتوا عن مقتل طلاب الجامعات 'إما أن نجيب حقهم اما ان نموت زيهم' هذا شعار رفعته الطالبة أسماء. ومن جانبه أعرب محمد بدران 'رئيس اتحاد مصر' عن حزنه الشديد لما يحدث داخل الجامعات وأنه طالب النائب العام المستشار هشام بركات بفتح تحقيق عاجل وفوري في قتل الطالب محمد رضا علي أن يكون التحقيق واسع النطاق مع جميع الجهات المسئولة خاصة وزارة الداخلية كما أنه علي اتصال مع رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة لايضاح الموقف والذي أكد له أن سقوط الطالب كان خارج الجامعة مشيرًا بدران إلي أنه اجتمع مع دكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة لمتابعة الموقف في مقتل الطالب محمد رضا.