ليتني أحلم بأن تكون كل أمهات مصر، تحمل لقب الأم المثالية التي ربت وكبرت وعلمت وأنشأت جيل يحمل في جعبته المسؤولية تجاه وطنه. بلا أدني شك، هناك أمهات نفخر وتفخر بها أبنائها، لما قامت به تجاه أولادها في زرع الوطنية وحب الخير للوطن. إن هذه الأم تستحق الفخر والاحترام والتقدير. وأن هذه الأمهات هي من تدفع أبنائها نحو العلم الذي يصنع ويضع بين أيديهم المفاتيح الرهيبة التي تحكم الطبيعة الحكيمة، هكذا يدفع الشباب إلي نيل ما لا ينبغي له أن يناله، وهذا كله يصب في مصلحة الوطن والمواطن. وبنظرتنا الثاقبة علي الطرف الآخر شباب يسمي شباب مسيرات الإخوان، الذي يلقب بالسخافة والتفاهة في هدم وتخريب وتعصب في الآراء، ويفقد الثقة والجدية والاعتبار في أفعاله. لم أكن أعتقد وأتصور أن هذا الشباب يفقد معالم القيم والأخلاق وإنعدام التعاون في وطنه، إنهم شباب يترك الطرق السوية وينحرفون عن السبل المستقيمة، ويسلكون الطرق الوعرة التي لا تفيد ولا تغير بشيء علي الإطلاق. وأأسف كل الأسف علي هذا الشباب المخضوع الذي يتحدي بلده وناسه ومؤسساته من جيش وشرطة وقضاء، محطماً ومحقراً وهازئاً بهم، وأصبح سلوكهم منفر ومخرب في المجتمع. إنه شباب الإخوان الضائع والهائم في بحر يغرق من فيه. شباب لا يعرف أن صيحاته ما هي إلاّ ألفاظ مدوية داخله فقط، لم تنشق فيها الجدران لكي تخرج مهللة، ولكنها حبيسة الأنفاس فقط. يا شباب الإخوان.. تعلموا أنهم يضروكم ويفتنوكم في دينكم ووطنيتكم، ويغتنوا ويفقروكم، فالذي يدفع لك ويمولك يريد هدمك، وهدم مستقبلك. أيها الشباب.. أؤمن كل الإيمان أنا وغيري بأن مصر لا تموت، لأن مصر منذ الأزل تعمل وتكد وتكافح منذ آلاف السنين لهدف بنائها، وسوف تفوز مصر ببغيتها، وسوف تنهض بكل شبابها وليس فئة من الشباب دون غيره. أيها الشباب الإخواني.. لابد أن تعرفوا واجبكم تجاه وطنكم في المحافظة علي حضارته واستمراره في الطريق المتطور وطريق التقدم بأسلوب الحياة العامة، وليس بأسلوب حياتكم أنتم! أيها الشباب الإخواني.. ليست من الرجولة والشهامة والوطنية وحبك لوطنك أن تفخر بمصريتك وها أنت تهدم وتخرب وتقود المسيرات الهدامة من قطع الطرق وقتل الأبرياء. فهل لكم من الاستخزاء والخجل؟ أيها الشباب الإخواني.. قد أقسوا عليكم، ولكن مصريتي ووطنيتي تدفعني أن أبلغكم أن ما تقوموا به لا فائدة ولا إستفادة. أيها الشباب الإخواني.. ابتعدوا وانظروا إلي مستقبلكم في إصلاح ذات أنفسكم ووطنيتكم. أيها الشباب الإخواني.. ويحكم.. أبكوا علي أنفسكم وتنبهوا ونبهوا قبل رمسكم، فها أنتم قد تندمون يوماً ما وعندئذ لا ينفع الندم. أيها الشباب الإخواني.. هلموا واصعدوا بمصر، وسوف تكونوا أصحاب الزهو والفخر المنتعش في أركان الوطن. واحزنوا لحزنه، وافرحوا لفرحه. هكذا تكونوا في وطن يسعد وتسعدوا به.