كشفت صحيفة 'ذي اندبندنت' البريطانية عن مخاوف جديدة أثيرت حول قيام بريطانيا بتشغيل موقع في غاية السرية فوق سطح سفارتها في برلين للتجسس علي الحكومة الألمانية. وذكرت الصحيفة -في تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- أن وثائق وكالة الأمن القومي الأمريكية التي سربها المتعاقد السابق مع الوكالة إدوارد سنودون والمترافقة مع صور التقطت من الجو ومعلومات حول أنشطة تجسس سابقة في ألمانيا، تشير إلي أن بريطانيا تشغل محطة تجسس علي مرمي حجر من مقر البرلمان الألماني 'البوندستاج' ومكتب المستشارة أنجيلا ميركل باستخدام معدات عالية التقنية فوق سطح السفارة البريطانية في برلين. وقالت الصحيفة إن هذه المزاعم التي يحتمل أن تكون 'سامة' والتي تشير إلي أن بريطانيا تشغل محطة تجسس في عاصمة حليف وثيق لها بالاتحاد الاوروبي سوف تختبر العلاقات بين لندنوبرلين، وذلك بعد أيام فقط من الخلاف الذي نشب بين ألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن أنشطة واشنطن السرية. ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الالماني والناشط البارز بشأن حماية الخصوصية والمعلومات جان البريخت، قوله 'إذا كانت وكالة الاتصالات البريطانية تشغل موقعا للتجسس فوق سطح السفارة البريطانية في برلين، فهي تستهدف بشكل واضح السياسيين، فهل يشكل هؤلاء الأناس تهديدا؟'. وأضاف البريخت -وفق الصحيفة- أن الاتحاد الأوروبي سبق أن طلب من حكومة ديفيد كاميرون توضيح الأنشطة التي تقوم وكالة الاتصالات الحكومية البريطانية في أوروبا لكنها امتنعت عن عمل أي شيء، وقالت إنها لا تعلق علي الأنشطة المتعلقة بمصلحة الأمن الوطني، وأوضح أنه من الصعب أن يكون ذلك في إطار روح التعاون الأوروبي. وأشارت 'ذي اندبندنت' إلي أن المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال في رده علي هذه المخاوف التي اثيرت الليلة الماضية 'نحن لا نعلق علي تساؤلات تتعلق بالاستخبارات'. وقالت إن الصورة الفوتوغرافية التي التقطت من الجو للسفارة البريطانية في برلين تظهر محطة تجسس محتملة مطوقة داخل هيكل أبيض يبدو كمظلة أسطوانية الشكل ولا يمكن رؤيتها بسهولة من الشوارع وإن هذا الهيكل في مكانه منذ افتتاح السفارة عام 2000 والتي بنيت بعد إعادة توحيد المانيا، مشيرة إلي أن المعدات الموجودة بوحدة التجسس المحتملة بالسفارة بوسعها اعتراض مكالمات الهواتف الخلوية والبيانات من خلال 'الواي فاي' والاتصالات بعيدة المدي عبر العاصمة الألمانية بما يشمل مباني الحكومة المجاورة مثل مقر المستشارية. وعلي الصعيد نفسه، ذكرت الصحيفة البريطانية أن الوثائق المسربة تشير أيضا إلي أن وكالة الاتصالات الحكومية البريطانية تشغل بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وشركاء آخرين رئيسيين شبكة من مواقع التجسس الإلكترونية من خلال مباني دبلوماسية في كل أنحاء العالم لاعتراض البيانات في الدول المضيفة. وأشارت الصحيفة إلي أن 'عشا' أمريكيا للتجسس مقام فوق سطح السفارة الأمريكية في برلين علي بعد أقل من 150 مترا من البعثة الدبلوماسية البريطانية يعتقد أنه أغلق الأسبوع الماضي في إطار مساعي الولاياتالمتحدة للحد من الأضرار الناجمة عن الانكشافات المتعلقة بأنها كانت تتنصت علي مكالمات الهاتف الخلوي الخاص بالمستشارة أنجيلا ميركل. وأوضحت 'ذي اندبندنت' أن صور الإشعة تحت الحمراء التي التقطتها محطة 'إيه آر دي' التلفزيونية الألمانية أظهرت ما يبدو أنه منشأة تجسس تابعة للسفارة الأمريكية فوق سطح المبني، مشيرة إلي أن هذه المنشأة أغلقت الآن بعد خلاف أبلغت خلاله ميركل الرئيس باراك أوباما بأنه لا يتعين علي دولتين صديقتين التجسس علي كل منهما الآخر.