في الساعات الأولي التي قضاها الرئيس المعزول محمد مرسي داخل محبسه بسجن برج العرب، حاول أعضاء الجماعة المحبوسين في نفس السجن علي بعد آلاف الأمتار الوصول إليه ومعرفة أخباره، من خلال عساكر السجن الذين أعلنوا أمام مسئولي إدارة السجن رفضهم الإبلاغ عن أي معلومات عنه، تخوفًا من أن يكون ذلك خطر قد يهدد بتهريبه. وكان مرسي قد وصل إلي مقر محبسه بسجن برج العرب في تمام الثانية والنصف، تقله مروحية من أمام مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة وحتي مقر محبسه داخل السجن بصحبة أفراد العمليات الخاصة، يرتدي بدله 'كحلي' وفور استقبال ضباط إدارة السجن له، بدأ مرسي يلقي بعض الكلمات عليهم التي لم يستطيعوا سماعها في البداية بسبب أصوت المروحية، ثم ردد كلماته بأنه الرئيس الشرعي المنتخب من الشعب المصري، وأن ما يحدث معه الآن باطل بموجب الدستور والقانون، وإن من يستحق أن يكون مكانه هم ' الانقلابيون '. ثم بدأ مرسي في اتباع الإجراءات التي كان قد تعود عليها في محبسه قبل ثورة يناير، حيث بدأ بتسجيل اسمه في دفاتر السجن، واستلم رقم عمومي، ثم تم تصويره، والكشف عليه وعلي صحته، وبيان معاناته من أمراض يتناول بسببها عقاقير، وقام بعدها بتنفيذ لوائح السجن وارتداء زي الحبس الاحتياطي الأبيض، ثم دخل غرفته التي قامت القوات المسلحة صباح اليوم بتجهيزها له، وهي غرفة العناية المركزة بمستشفي برج العرب، وذلك لإبعاده عن عناصر جماعة الإخوان المحظورة، الموجودين بالسجن، وعلي رأسهم صبحي صالح وحسن البرنس وحسين إبراهيم وغيرهم، والذين تميزوا اليوم أيضًا بالصمت في محاولة منهم لجمع معلومات بشكل هادئ عن موقف رئيسهم المعزول. ووقع مرسي علي لوائح السجن التي تنص علي أن أول زيارة له ستكون بعد 11 يومًا، كما وقع علي الوجبات التي سيتناولها داخل السجن وهي وجبتين يوميًا للإفطار والغذاء، ويؤخذ طعام العشاء مع الإفطار الذي يكون جبنة وحلاوة وفول و3 قطع خبز، وإحدي الفواكه الموسمية، أما الغذاء فيكون لحم ونوع من الخضروات يومي الاثنين والخميس، والثلاثاء بيض، والأربعاء عدس، ونوع من الخضروات في باقي أيام الأسبوع ولا توجد فراخ في مطبخ السجن، وإنما توجد في الكافتيريا التي يتم سداد بونات مقابل اختيار الطعام منها. وبسبب وصول المعزول، متأخراً عن موعد الغذاء المخصص للسجناء، قام بطلب طعام من الكافيتريا، عبارة عن فراخ وخبز وطبق سلطة، وثمرة جوافة، بعدها تناول الماء، وتوضأ وقام بالصلاة، ثم ارتكن إلي سريره وظل صامتًا طوال الوقت. فيما تم تشديد التأمينات علي غرفة محبسه بالتنسيق مع ضباط الأمن المركزي والقوات المسلحة، بالإضافة إلي تأمينات السجن. جدير بالذكر أن هذا السجن شديد الحراسة، ويوجد في صحراء برج العرب ومؤمن بشكل كامل، من خلال الأسوار التي يصل طولها إلي سبعة أمتار بالإضافة إلي أبراج المراقبة المعين عليها عدد من أفراد الشرطة المأمورين بإطلاق الأعيرة والتعامل الفوري مع أي محاولات للهروب أو اقتحام السجن. من جانبه، أكد اللواء أمين عز الدين استحالة وصول عناصر الإخوان التي تدعو الي التظاهر أمام السجن، وذلك بسبب تأمين كافة الطرق المؤدية إلي السجن، بالإضافة إلي وجود نقاط تفتيش في عدة أماكن.