بسم الله الرحمن الرحيم معالي السيد عمرو موسي رئيس لجنة اعداد الدستور المصري ' الموقر ' سعادة السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية 'الموقر' الأخوات والاخوة أعضاء البرلمان العربي ' الموقرين ' السادة الحضور ' الموقرين ' السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنه ليسعدني أن اشكر معالي رئيس لجنةِ إعداد الدستور المصري، والأمينِ العامِ السابقِ لجامعةِ الدولِ العربيةِ، السيد عمرو موسي علي تلبيته دعوتنا وحضورِ اجتماعنا، فقد كانَ البرلمانُ العربي فكرةً تبناها حتي ظهرت علي الساحةِ السياسيةِ العربية، كداعمٍ رئيسٍ للعملِ العربي المشترك. ولا يفوتني في هذه المناسبة، أن أتوجهَ بالشكرِ والتقديرِ لجامعةِ الدولِ العربية، وعلي رأسها معالي الدكتور نبيل العربي، أمينُ عامِ الجامعةِ علي ثقتها وتعاونها الدائمِ والمثمرِ مع البرلمان العربي. كما أشكركم لما بذلتموه من عملٍ جادٍ ومثمرٍ لتحقيقِ النجاحِ المنشودِ لأعمال البرلمان العربي، خلال دورِ الإنعقادِ الأول من الفصلِ التشريعي الأول. إن الأحداثَ المتلاحقةَ بوطننا العربي، وما يمرُ به من أزماتٍ في مجالاتٍ عدة، خاصةً في مجال الأمن القومي العربي، تحتمُ علينا مراجعة ما صدر من اتفاقياتٍ وقراراتٍ والاستمرارُ في إصلاحِ منظومة العمل العربي وتنقية الاجواءِ العربية، وتدعيم الوفاق العربي، فما اصدرته الجامعة العربية من قراراتٍ وتوصياتٍ سابقة، بحاجة الي موائمةٍ بما يتوافق مع الاحداث العربية المتلاحقة، والاخذ بالاعتبار الوضع الحالي بالوطن العربي، واهمية مواجهة القوي السياسية التي تسعي إلي تفتيتِ الامةِ العربية، وانشاءِ دويلاتٍ جديدة، ويفرض ذلك علينا كممثلين للشعب العربي، مضاعفة العمل، والبحث بجديةٍ وعمقٍ عن كيفيةِ تفعيلِ دور برلماننا العربي إزاءَ هذهِ الأحداثِ المتلاحقة، والمطالبة، علي الصعيدين العربي والدولي وبإلحاح علي اخلاءِ الشرقِ الاوسط باكمله من اسلحةِ الدمارِ الشامل، والضغط علي اسرائيل للانضمامِ الي اتفاقيةِ نزع اسلحةِ الدمارِ الشامل، فهذا البرلمان هو صوت الشعب العربي. وأشكركم جميعاً علي الجهدِ المبذولِ في الفترةِ السابقةِ علي هذه الجلسة، فلقد إتسعت أدوارُ برلماننا وتطورَ أدائه، كما تعددت مشاركتُنا في قضايا عدةٍ علي الاصعدةِ العربيةِ والإقليميةِ والدولية. فعلي الصعيد العربي: أكدنا إلتزامنا بتكريس الديمقراطية، وتعزيزِ مشاركةِ المرأة والشباب في العمل البرلماني، واختيارِ أفضلَ السبلِ لاقامةِ حوار مع المواطنين في مختلف المؤسسات، ولا يفوتنا في هذا المجال، أن نؤيدَ اعتذارَ المملكة العربية السعودية، عن قبولِ عضويتها بمجلسِ الامن، وذلك لازدواج المعايير الحالية، التي تحولُ دون أداءِ واجباته وتحمل مسؤوليته تجاه حفظ الأمنِ والسلمِ العالميين. أما علي الصعيد الاقليمي: فقد دفعنا علاقاتِ التعاونِ بين البرلمانِ العربي والبرلمانِ الافريقي قُدماً الي الأمام، لتعميق العلاقات والمصالح والاهداف المشتركة الافريقية العربية. وعلي الصعيد الدولي: قمنا بتبادل وجهات النظر، مع عدد من المسؤولين الاوربين للتعريف بالبرلمان العربي واهدافه، واكدنا للعالم الغربي اننا دعاة سلام، وان المتغيرات التي يشهدها عالمنا العربي الآن، بحاجة الي تفهم عميق، من المجتمع الاوربي دون ان يتأثر بالاعلام الموجه لقضايا معينة. الاخوات والاخوة لا يفوتني أن أذكر ما قامت به اللجانُ الدائمةُ للبرلمان من مجهودات مشكورة، وما توصلت اليه من قراراتٍ وتوصياتٍ كل في مجاله، وذلك تدعيماً للعملِ العربي المشترك، وإقراراً لبرلمانٍ مستقرٍ فاعل، فقد تم إقرارُ النظام الداخلي والنظامِ المالي ونظام الموظفين، وذلك بعملٍ متواصلٍ ودءوبٍ قامت به الأمانةُ العامةُ للبرلمان، فشكراً لهذا الجهد راجين من الله عز وجل إستمرار التقدم والإزدهار. الاخوات والاخوة الأعضاء الموقرين إن القضية الفلسطينية هي قضيةٌ محوريةٌ للأمة العربية جميعا، فقد أدان البرلمانُ العربي، سياسات إسرائيلَ التعسفية، وضربها عرض الحائط لكل المواثيق الدولية بشأن الإستيطان، فهذه الأفعال تتنافي تماما مع مباديء السلام، وتعتبرُ تعدياً صارخاً علي الأراضي العربيةٍ الفلسطينية، وفرض سياسة الأمرِ الواقعِ في ظلِ تخاذلٍ دوليً عن درءِ هذه الانتهاكات، واستنكر البرلمان العربي ما ينوي القيام به رئيسُ جمهوريةِ التشيك، بشأن نقل سفارة بلاده من تل ابيب الي القدس، ومن هذا المنبر، ادعو العربَ جميعاً الي تكثيفِ الاتصالاتِ مع كافةِ المنظماتِ الدولية، لوقف تلك السياسات، من ترهيبِ الشعبِ الفلسطيني وتدنيسِ المقدساتِ الاسلاميةِ والمسيحية. ويراقب البرلمانُ العربي باهتمامٍ بالغٍ كل ما يحدثُ بسوريا الشقيقة، وقد طالبنا مراراً وتكراراً الوقفِ الفوري لإطلاق النار، ودعونا المجتمع الدولي لايجاد آلياتٍ لوقف حماماتِ دمِ الشعبِ العربي السوري بكلِ مكوناته، كما ندعو العالمَ كله، الي دعمِ احتياجاتِ اللاجئين السوريين في فترة الشتاء، والوصولِ الي حلٍ دائمٍ يجنبُ الشعبَ السوري والمنطقة ويلاتِ الإقتتالِ وعدمِ الاستقرار. كما أدانَ البرلمانُ العربي، الإعتداءاتِ الارهابيةَ وعملياتِ التهجير، التي يتعرضُ لها الشعبُ العراقي، وسقوط عددٍ كبيرٍ من الضحايا الأبرياء، في المدنِ العراقية يوميا، ويقف البرلمان الي جانبِ الشعبِ العراقي، في مواجهة قوي التطرفِ والإرهابِ الأعمي بجميع أشكاله. ويدينُ البرلمانُ العربي بشدة، كافةَ صورِ الإرهابِ والتطرف، الذي لا وطنَ له ولا دين، ويستهدفُ الأمنَ والإستقرارَ في بعض دولنا العربية. كما أننا ندعم التكاتفَ والتكاملَ العربيين، للشعب المصري من دعم سياسي ومادي والذي ظهر جليا وعلي سبيل المثال لا الحصر ما قامت به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وباقي الدول العربية، لتتجاوزِ جمهورية مصر العربية المرحلةِ الحاليةِ، ولاجهاض كافة المحاولاتِ الراميةِ للنيل من امنها واستقرارها، حيث إن مصر قلبُ الامةِ العربيةِ النابض. أدعو الله لنا جميعا أن يوفقنا في مسيرتنا هذه لما فيه صالح الامة العربية، ولكم مني فائق احترامي وتقديري.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته