شدد أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي، على أن الأحداث المتلاحقة في الوطن العربي، وما يمر به من أزمات فى مجالات عدة، خاصة في مجال الأمن القومي العربي، أصبحت تحتم مراجعة ما صدر من اتفاقيات وقرارات والاستمرار في إصلاح منظومة العمل العربي وتنقية الأجواء العربية، وتدعيم الوفاق العربي، موضحا أن ما أصدرته الجامعة العربية من قرارات وتوصيات سابقة، بحاجة إلى مواءمة بما يتوافق مع الأحداث العربية المتلاحقة، والأخذ بالاعتبار الوضع الحالي بالوطن العربي، وأهمية مواجهة القوى السياسية التي تسعى إلى تفتيت الأمة العربية، وإنشاء دويلات جديدة. ودعا الجروان في كلمته أمام الجلسة العامة الجديدة للبرلمان العربي التي انطلقت هنا اليوم بالجامعة العربية إلى تفعيل دور البرلمان العربى باعتباره صوت الشعب للمطالبة على الصعيدين العربي والدولي وبإلحاح على إخلاء الشرق الأوسط بأكمله من أسلحةِ الدمارِ الشامل، والضغط على إسرائيل للانضمام إلى اتفاقية نزع أسلحة الدمار الشامل. وأكد الجروان التزام البرلمان العربي بتكريس الديمقراطية، وتعزيز مشاركة المرأة والشباب في العمل البرلماني، واختيار أفضل السبل لإقامة حوار مع المواطنين في مختلف المؤسسات، مؤيدا اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول عضويتها بمجلس الأمن؛ وذلك لازدواج المعايير الحالية، التي تحول دون أداء واجباته وتحمل مسئوليته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين. ونبه الجروان إلى أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المحورية، موضحا إدانة البرلمان العربي سياسات إسرائيل التعسفية، وضربها عرض الحائط لكل المواثيق الدولية بشأن الاستيطان، التي تتنافى تماما مع مبادئ السلام، وتعتبر تعدياً صارخاً على الأراضي العربية الفلسطينية، وفرض سياسة الأمر الواقع فى ظل تخاذل دولي عن درء هذه الانتهاكات، كما عبر عن استنكار البرلمان العربي ما ينوي القيام به رئيس جمهورية التشيك، بشأن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، داعيا العرب جميعاً إلى تكثيف الاتصالات مع كافة المنظمات الدولية، لوقف تلك السياسات، من ترهيب الشعب الفلسطيني وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية. وعلى الصعيد السوري قال: إن البرلمان يتابع باهتمام بالغ كل ما يحدث بسوريا، وقد طالب مراراً وتكراراً الوقفِ الفوري لإطلاق النار، ودعا المجتمع الدولي لإيجاد آليات لوقف حمامات دم الشعبِ العربي السوري بكل مكوناته، كما ندعو العالم كله إلى دعم احتياجات اللاجئين السوريين في فترة الشتاء، والوصول إلى حل دائم يجنب الشعب السوري والمنطقة ويلات الاقتتال وعدمِ الاستقرار. كما أدان البرلمان العربي الاعتداءاتِ الإرهابيةَ وعملياتِ التهجير، التى يتعرضُ لها الشعبُ العراقي، وسقوط عددٍ كبيرٍ من الضحايا الأبرياء، في المدنِ العراقية يوميا، ويقف البرلمان إلى جانبِ الشعبِ العراقي، فى مواجهة قوى التطرفِ والإرهابِ الأعمى بجميع أشكاله. وعبر الجروان عن إدانة البرلمان كافة صورِ الإرهابِ والتطرف، الذى لا وطن له ولا دين، ويستهدف الأمن والاستقرار فى بعض دولنا العربية. وقال: إننا ندعم أيضا التكاتفَ والتكاملَ العربيين، للشعب المصري من دعم سياسي ومادي والذي ظهر جليا وعلى سبيل المثال لا الحصر ما قامت به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وباقي الدول العربية، لتتجاوز جمهورية مصر العربية المرحلةِ الحاليةِ، ولإجهاض كافة المحاولاتِ الراميةِ للنيل من أمنها واستقرارها، حيث إن مصر قلبُ الأمة العربية النابض.