قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رئيس بعثة الحج، إن الوزارة تسعي لضبط الخطاب الديني بعدما استخدمت الأحزاب الدينية والجمعيات المساجد في شق الصف الوطني لخدمة النظام السابق. الوزير وصف الزوايا الصغيرة بأنها كانت وكراً للتشدد والتطرف، وبالتالي كان لا بد من غلقها أثناء صلاة الجمعة والاعتماد علي المساجد الكبيرة، وقال إن من يرفع شعار رابعة أو غيره في موسم الحج، حجه باطل، فيما نفي عقد صفقة مع مشايخ السلفية.. إلي نص الحوار: ■ كيف تعاملت بصفتك رئيس بعثة الحج مع تهديدات الإخوان باستخدام شعارات سياسية في موسم الحج؟ - والله نحن عملنا علي إخراج موسم متميز يليق بمكانة مصر وتاريخها الحضاري ونقدم نموذجاً محترماً للشخصية المصرية وفق المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، واتفقت مع السفير المصري بالمملكة العربية السعودية ورؤساء بعثات الحج علي مواجهة أي تجاوز من أي حاج يحاول تسييس الموسم أو رفع لافتات سياسية من نوعية إشارة رابعة وخلافه. كان هناك اتفاق وتعاون تام مع السلطات السعودية علي مواجهة من يحاول إفساد مناسك الحج علي ضيوف الرحمن ويسعي لاستغلال الموسم سياسياً، وكما قلت المساجد للدعوة والموعظة الحسنة، وكذلك فالحج للشعائر والنسك وليس لتحقيق مكاسب سياسية أو دعاية حزبية. هل هذا أبلغ رد علي الإخوان؟ - هذا كان رداً علي كل من تسول له نفسه إفساد الشعيرة علي ضيوف الرحمن أو مناوأة الوطن، فمن يذهب لغرض سياسي فحجه باطل، ومحرم شرعاً تسييس الحج، ومن يفعل ذلك فهو من وجهة نظري خيانة وطنية. ماذا تقول وأنت رئيس بعثة الحج؟ بعون الله أنا كنت مسئولاً عن بضعة وستين ألف حاج، وقدمنا لهم خدمة طيبة من دعوية وطبية وخدمات وانتقالات ومسكن والحمد لله هذه البعثة محظوظة، حيث حظيت بتنفيذيين محترمين أمثال اللواء مصطفي بدير، مساعد وزير الداخلية، وناصر ترك، ممثل وزارة السياحة، ودعم من وزارات الطيران والسياحة والتضامن والصحة، وأنا قبل السفر كنت وضعت كل اللمسات الأخيرة. وماذا عن المشاكل التي واجهها الحجاج؟ - أطمئن الجميع، لأول مرة يحدث تنسيق وطني كامل بين كل البعثات لتذليل كل العقبات، وإن كانت هناك بعض الأمور الخارجة علي الإرادة أثناء أداء المناسك، ولكن بفضل التنظيم والمتابعة بذلنا قصاري الجهد لمواجهتها. لماذا نصحت كل من يفكر في السفر لرفع شعار رابعة بعدم الحج؟ - أنا قلت لكل من فكر في رفع شعار رابعة أثناء المناسك، اجلس في بيتك، لأن ما تفعله مخالف للشريعة وخيانة. ماذا عن تحديد مدة خطبة الجمعة؟ - أنا أصدرت تعليمات لكل مديريات الأوقاف علي مستوي الجمهورية بشأن تحديد خطبة الجمعة بحيث تتراوح بين 15 و20 دقيقة، لأن بعض الدعاة ينسون أنفسهم ويظنون أنهم يستعرضون علمهم بإطالة الخطبة، غير مدركين أن من فقه الخطيب قصر الخطبة وإطالة الصلاة، وكل خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين المهديين من بعده مدتها تتراوح بين 7 و10 دقائق باستثناء خطبة الوداع، وهذا رسول الله الرحمة المهداة، ونحن في الوزارة قلنا مدة الخطبة من 15 إلي ثلث ساعة وذلك حرصاً علي التركيز في الموضوع وعدم تشتيت المستمعين لطرح العديد من الموضوعات في الخطبة الواحدة ومراعاة لظروف الناس، فمنهم المريض والمسافر والعامل وأصحاب الحاجات، أما الفقه والسيرة والقضايا التفصيلية، فمجالها الدروس العلمية للإمام، ثلاثة دروس كل أسبوع، وحضور الدروس اختياري لمن أراد الاستزادة من العلم بمحض إرادته. ولكن هناك أئمة يطيلون الخطبة لمدد تتجاوز الساعة؟ - هؤلاء ينقصهم فقه الدعوة وعليهم مراجعة أنفسهم. وهل توجد عقوبة لمن يطيل الخطبة؟ أنا مش هامسك لهم الساعة، ولكن عندنا مناهجنا في المتابعة، حيث نبدأ بنصح الإمام ونعلمه ونفهمه، وإذا خرج علي سياسة الوزارة، فلنا إجراءاتنا التي تنظم العمل الدعوي. مسألة إقحام المساجد في السياسة خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسي، كيف تراها؟طبعاً توظيف الأحزاب الدينية والجمعيات للمساجد سياسياً أسهم في الشقاق المجتمعي، وبلا شك المجتمع المصري شهد في العامين الماضيين انشقاقاً مجتمعياً لم يشهده في تاريخه، ووصل إلي الشقاق بين الزوج وزوجه، والابن وأبيه، والأخ وأخيه، والزميل مع زميله، كما أن سيطرة فصائل وأحزاب وجمعيات متعددة علي المشهد الدعوي كان له أثر كبير في هذه الفرقة وهذا الاختلاف. هل ما زالت المساجد تعاني من توظيفها سياسياً؟ - بفضل الله أصدرت عدة قرارات حازمة لعودة المساجد لدورها الحقيقي وإبعادها عن السياسة ولعل أبرزها قصر الخطابة علي الأزهريين المتخصصين وإبعاد المنتسبين للدعوة من الإخوان والسلفيين ممن استخدموا المساجد مطية لترويج أفكارهم والدعاية لأحزابهم، فضلاً عن قرار منع صلاة الجمعة في الزوايا الصغيرة لأنها تعد وكراً للتطرف والتشدد من جانب تلك التيارات. هل زيارة حزب النور لوزير الأوقاف أسفرت عن استثناءات للحزب ولمشايخ أمثال محمد حسان وياسر برهامي ومحمد حسين يعقوب وغيرهم؟ أتحدي حصول أي تيار أو أشخاص علي استثناءات من قراراتي، وأتحدي من يخرج لي أي استثناء أصدرته للشيخ حسان أو برهامي أو يعقوب أو غيرهم، فالقرار يطبق علي الجميع، ونحن نضع القواعد التنظيمية الضابطة ولا نتعامل أو نبني مواقف تجاه أشخاص أو أحزاب، ونحن لا نعني بهدم أحد وإنما نبني أنفسنا.