بعد اطلاق سراح رئيس الوزراء الليبي علي زيدان عقب ساعات علي حادثة اختطافه، مازال هناك حالة من الجدل وردود الافعال الواسعه علي هشاشة الوضع الأمني والسياسي في دولة لا تزال تبني نفسها بعد ثورة 17 فبراير التي اسقطت معمر القذافي، حيث تضاربت الاقوال حول هوية الخاطفين، حتياعلن مجموعة من الثوار السابقين مسئوليتهم عن الحادث كرد فعل علي اعتقال أبو أنس الليبي السبت الماضي.. وكان علي زيدان الذي استلم مهام رئاسة الحكومة الليبية في مراسم وصفت بالتاريخية في نوفمبر من عام 2012، يسعي لإحداث توافق بين كل أركان السلطة في ليبيا، لكن المصاعب الأمنية حالت دون تحقيق أي استقرار.. أكد المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، أن رئاسة الوزراء تجتمع حاليا لمناقشة اختطاف رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان. وذكر المكتب اليوم الخميس، أن رئاسة الوزراء تجتمع حاليا بشأن هذا الموضوع، وسيكون هناك مؤتمر صحفي في الساعات المقبلة حول الاختطاف، كان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان، قد اختطف فجر الخميس، إلي جهة غير معلومة لأسباب غير معروفة. وقال مصدر بجهاز مكافحة الجريمة التابع لوزارة الداخلية الليبية إن زيدان تم القبض عليه من قبل الجهاز، ولم يختطف، وفي المقابل أعلن وزير العدل في الحكومة المؤقتة بأن النائب العام لم يصدر بحق رئيس الوزراء علي زيدان أي أمر اعتقال أو قبض. ومن جانبه نفي المتحدث باسم مكتب النائب العام الصديق الصور، اليوم الخميس، صدور أي أمر بالقبض علي رئيس الوزراء علي زيدان. وأكد الصور اليوم الخميس، أن'مكتب النائب العام لم يصدر أي أمر بالقبض علي زيدان'، واصفاً الأنباء التي تشير إلي مسئولية مكتب النائب العام عن الواقعة بأنها خلط للأوراق. وأضاف الصور 'أن مكتب النائب العام يحقق في قضية الصكوك الخاصة بإغلاق الموانئ النفطية من قبل رئيس لجنة الطاقة بالمؤتمر ناجي مختار وأن المكتب لم يصدر أي قرار بخصوص التحقيق أو القبض علي رئيس الحكومة حتي في هذه القضية'. وأشار إلي أنه في حال تطلب الأمر التحقيق مع زيدان في هذه القضية أو غيرها فإن هناك مذكرة رسمية ستصدر من قبل النائب العام لطلب الأذن بالتحقيق مع شخصه. ولفت الصور إلي أن ' النائب العام أصدر فقط أمرا بالحبس الاحتياطي للمراقب المالي وموظف آخر برئاسة الوزراء علي خلفية هذه القضية لحين انتهاء التحقيقات كما اشار العضو بالمؤتمر الليبي شعبان أبو ستة الي أن الميلشيات أو الغرف الأمنية المشكلة داخل ليبيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، بل تخضع لآراء وأجندات القائمين عليها، معربا عن اعتقاده بأن 'غرفة ثوار ليبيا'، والتي أعلنت في وقت سابق مسئوليتها عن احتجاز رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، ربما تصرفت هذا التصرف لتضع المؤتمر الوطني أمام خيار سحب الثقة منه. وأوضح أبو ستة اليوم الخميس، في اتصال هاتفي مع شبكة تليفزيون 'سكاي نيوز الاخبارية' أن جدلا بشأن أداء زيدان كان يدور في جنبات المؤتمر الليبي مع تشاور أعضائه خلال الأسبوع الماضي علي سحب الثقة منه، ولاسيما مع اتفاق الآراء حول ذلك، فالوضع في عهده تردي بشكل كبير عما سبق. وتابع العضو بالمؤتمر الليبي: 'لا شك أن فرض سحب الثقة من زيدان بهذا الأسلوب غير مقبول سياسيا وأمنيا، فإذا كان هناك عدم رضا من أدائه نطالب بسحب الثقة منه حيث إنه كان يسير بالبلاد إلي الهاوية ولم يعد قادرا علي إدارة الدولة'. وأضاف أن ذلك الحادث يؤدي إلي المزيد من المشكلات مستقبلا، فالتجرؤ علي شخص رئيس الوزراء واختطافه أمر ليس بالهين، غير أننا أمام أمر كان متوقعا من فترة. وعلي صعيد متصل ارتفعت أسعار النفط العالمية، بداية تعاملات اليوم الخميس، بعد تأكيد نبأ اختطاف رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، علي أيدي مسلحين فجر اليوم. وارتفع البرنت 1% بعدما سجل نحو 110.15 دولار للبرميل في تمام الساعة 7: 50 بتوقيت جرينتش، بعدما أغلق تعاملات أمس الأربعاء عند 109.2 دولار للبرميل. ويدفع حادث اختطاف رئيس الحكومة الليبية، في اتجاه تعزيز مخاوف السوق العالمي من تعطل إمدادات بعض دول الشرق الأوسط من النفط بفعل تفاقم الاضطرابات في ليبيا. ومن الجدير بالكر ان ليبيا تنتج حاليا نحو 650 ألف برميل نفط يوميا، مقابل 1.4 مليون برميل في مارس الماضي، بسبب إضرابات واعتصامات قام بها حراس الموانئ وعاطلون عن العمل بموانئ وحقول النفط. ومن شأن الاضطراب الحاصل في ليبيا، الحد من مخاوف الدول المنتجة للنفط من تراجع أسعار البترول بالسوق العالمي تأثرا بأزمة ميزانية الولاياتالمتحدة، والتي قد تؤثر علي الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم حسب محللين. كما ارتفعت أسعار النفط الخام إلي نحو 102.26 دولار للبرميل في تمام الساعة 7: 50 بتوقيت جرينتش، بعدما أغلق عند مستوي 101.56 دولار للبرميل بتعاملات أمس الأربعاء. وفي سياق متصل قالت مصادر أمنية وحكومية ليبية اليوم الخميس، إن معارضين سابقين أفرجوا عن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان بعد اختطافه من أمام مقر إقامته بطرابلس. كما ندد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الخميس، بعملية اختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، والتي وقعت في وقت سابق اليوم بطرابلس. وذكر الإليزيه – في بيان صحفي – أن الرئيس هولاند يدين وبقوة عملية الاختطاف التي تعرض لها رئيس الحكومة الليبية في وقت سابق اليوم. وشدد هولاند علي دعم بلاده للسلطات الشرعية في ليبيا، والتي وصلت إلي الحكم بعد الانتخابات التي جرت في السابع من يوليو 2012. ودعا الرئيس الفرنسي، المجتمع الدولي، إلي تقديم دعمه الكامل لعملية الانتقال السياسي في ليبيا وكل التعاون اللازم في مجال الأمن.