أطلق علماء الأزهر المشاركون في القافلة الدعوية المشتركة بين مشيخة الازهر ومديرية الاوقاف بالاسماعيلية برعاية فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الازهر- وفضيلة الدكتور محمد مختار جمعه وزير الاوقاف- دعوة للشعب المصري بضرورة احياء قيمة التسامح الانسانية بما تحمله من معاني المودة والرحمة والتسامح الواردة في الكتب والاديان السماوية واوضح العلماء في خطبة الجمعة بمساجد الاسماعيلية ان الشرائع الاسلامية أجمعت علي جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية، من أهمها: حفظ النفس البشرية قال تعالي: ' أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً '.ولهذا قدَّر نبينا صلي الله عليه وسلم للنفس الإنسانية حرمتها، فلما مرت عليه جنازة يهودي وقف لها، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال صلي الله عليه وسلم: أليست نفساً؟!. ومن القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، والصدق في الأقوال والأفعال، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد، ولهذا قال نبينا صلي الله عليه وسلم: - ' الأنبياء إخوة لعلَّات أممهم شتي ودينهم واحد ' وأشار العلماء الي ان الشرائع قد تختلف في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساساً للتعايش لم تختلف في أي شريعة من الشرائع، وأورد فضيلته جملة من النصوص الدينية التي تظهر عظمة الاسلام في الحث علي التمسك بالقيم الانسانية وايجاد السبل للعيش السلمي المشترك بين ابناء الامة خاصة وبين المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون معهم علي أرض واحدة في وطن واحد وقال الدكتور رمضان عبد العزيز عطا الله رئيس قسم التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية في خطبته بمسجد بدر بالشيخ زايد إن المتأمل للقران الكريم والسنة النبوية يجد فيها ان الله سبحانه وتعالي امر المؤمنين بالتعامل الحسن مع الاخر أيا كان هذا الاخر مسلما أو غير مسلم ذكرا كان اوانثي طالما كان الاخر مسالما واكد ان النصوص القرآنية والسنة النبويةاكدت تكريم الله للإنسان دون النظر الي لونه او جنسه وكذلك الأمر بالمعاملة الحسني الي غير المسلمين من أهل الكتاب وقبول هداياهم واحل طعامهم والتزوج منهم وعيادة مرضاهم وهذا دليل علي ان القيم الانسانية في الاسلام لا تحصي ولا تعد وفي خطبته بمسجد الصالحين اكد الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة الأوقاف ان المولي عز وجل كرم بني آدم جميعا وطالبهم بعبادته وانعم عليهم بنعمة العقل وصورهم فاحسن صورهم وأمرهم بالمعاملة الحسني منوها الي أن المولي سيحاسب كل من قصر في ذلك مستدلا علي ذلك بما ورد في القران الكريم والسنة النبوية وقال الدكتور نادي حسين عبد الجواد الأستاذ بجامعة الازهر في خطبة الجمعة بمسجد الشيخ زايد إن الاسلام خاطب انسانية الانسان التي يجب ان يتعامل من خلالها مع جميع الكائنات علي وجه الارض لكي يتحلي بكل جميل ويتخلي عن كل رذيل ويتعامل مع الناس بما هو اهله من تسامح وعفو وايثار غيره علي نفسه كما خاطب الاسلام الانسان من خلال ما منح من ادوات تكليف لكي يتعامل معها بعقل واتزان وبفكر واع وقلب منيب فطلب منه عبادة الله وتعمير الارض علي اساس من التعايش البشري والتعاون الانساني مشيرا الي ان الرسول عليه الصلاة والسلام خير من يقتدي به في العطاء والعفو والتسامح مع الناس جميعا مستدلا بما حدث يوم الحديبية وواكد الدكتور رمضان محمد حسان الاستاذ بكلية الدراسات الاسلامية بالقاهرة في خطبة الجمعة بمسجدعين غصين بسرابيوم إن كثيرا من العنف الذي نشهده هذه الأيام علي الساحة المصرية والدولية يرجع الي فقدان او ضعف الحس الانساني واختلال منظومة القيم الانسانية ومنها حق الجوار وحسن المعاملة مما يجعلنا في حاجه ملحه للاهتمام بمنظومة القيم الانسانية من التسامح وحسن المعاملة والعفو وحفظ النفس والوفاء بالعهد وهذه القيم وغيرها اتفقت عليها جميع الشرائع السماوية وقال الدكتور حسن خليل الباحث الشرعي بمشيخة الازهر في خطبته بمسجد الرحمن نفيشه إن الاسلام دين التعاون والرحمة والتقوي دين الاخوة الصادقة التي تسعد بسعادة جميع البشر وتتألم لتألم أي فرد من بني الانسان وأشار الي ان الاسلام دين المحبة و المودة التي لا يتحقق الايمان الا بتحقيقها عمليا بين بني الانسان وقال الدكتور محمد سالم عاصي الاستاذ بجامعة الازهر في خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بعنوان' القيم الإنسانية من خلال سورة العصر' إنه من المعلوم ان القيم الانسانية تسري من خلال مقاصد الشريعة الاسلامية واول شيء في سورة العصر الايمان بالله سبحانه وتعالي فقضية الايمان تعني بنيان الامة الاسلامية والتي اساسها الاول ولبتنها الاولي بنيان الفرد والمجتمع الصالح اساسه الفرد الصالح والانسان الصالح هو مسلم سورة العصر واستشهد في خطبته بما قام به النبي صلي الله عليه وسلم خلال بداية الدعوة الاسلامية بمكة وانه ظل ثلاثة عشر عاما شغله الاول غرس العقيدة الصحيحة في العقول وفي النفوس مشيرا الي ان جميع الانبياء جاءوا جميعهم لتحرير الناس من عبادة غير الله وأضاف ان الايمان لا يكمل الا بالعمل فعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر وكسحاب بلا مطر يأتي بعد ذلك التواصي بالحق وتقبل الوصية من غيرك يليها التواصي بالصبر