وصفت صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' الأمريكية الرئيس باراك أوباما بالمحارب المتردد الذي يبحث عن مهرب من المأزق السوري. وقالت الصحيفة - في تعليق علي موقعها الإلكتروني- إنه علي الرغم من أن أوباما ساق في حديث الثلاثاء ما يكفي من المبررات لتوجيه ضربة عسكرية محدودة ضد سوريا حال فشل الدبلوماسية, إلا أنه لا يزال يبدو كما لوكان يبحث عن مهرب. وأشارت إلي قوله 'لقد قضيت أربعة أعوام ونصف أعمل علي إطفاء نار الحروب لا علي إيقادها.. ها هي قوات لنا قد خرجت من العراق وأخري قادمة من أفغانستان.. وأنا أعلم أن الأمريكيين يريدون مني أنا تحديدا التركيز في مهمة بناء الوطن'. ورصدت أن حديث أوباما في هذا الخطاب وأحاديثه في عدد من الحوارات التليفزيونية في اليوم السابق لهذا الخطاب شهدت جميعا التفافه بشدة حول المبررات التي تجعله يتجنب توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا, بينما لم يتحدث عن الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد سوي قليلا. ورأت الصحيفة الأمريكية أن الأسابيع الثلاثة الأخيرة كانت سيئة بالنسبة لأوباما وفريق سياسته الخارجية, مشيرة إلي أن أوباما جعل السلاح الكيماوي خطا أحمر وحذر من انتهاكه فإذا بالنظام السوري ينتهكه مرات ومرات. وأوضحت أن أوباما الذي اعتمد علي فصاحته في ذم الحروب لحشد أصوات ناخبيه حتي يتولي منصب الرئاسة وجد أن تحريك الرأي العام أمر أكثر صعوبة عندما حاول الترويج لتدخل عسكري بينما هو نفسه غير مقتنع به تمام الاقتناع. ولفتت إلي أن أوباما الذي ارتكزت سياسته الخارجية علي رفض المواقف أحادية الجانب وجد نفسه عاريا من الحلفاء, لاسيما بعد إخفاق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في إقناع مجلس العموم بالتصويت لصالح توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري. ورصدت الصحيفة تنافرا وعدم اتساق في نغمة أعضاء فريق أوباما إزاء طريقته في الإدارة والتي تعبر عن أهدافه من استقرار واعتدال, لافتة إلي أن وزير خارجيته جون كيري يبدو أكثر تشددا منه, فيما يبدو رئيس هيئة الأركان المشتركة, مارتن ديمبسي أكثر تشككا. ورجحت 'لوس أنجلوس تايمز' أن يكون أوباما الآن يأمل في أن يساعده كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد في إيجاد مخرج, قائلة إنهما قد يتيحا له هذا المخرج ولكن ليس ثم ما يشير إلي أن هذه الفرصة ستكون سهلة.