بقلم :عيسي مرشد [email protected] تأملت مناقشة مجلس الوزراء في اجتماعه الاربعاء الماضي برئاسة د. أحمد نظيف رئيس المجلس لمخطط القاهرة 0502 كخطوة مهمة علي طريق اعادة الحياة لهذه العاصمة الغالية علينا جميعاً.. فلقد تم اعداد هذا المخطط الذي عرضه علي المجلس المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية. وقدم تصوره العام الدكتور مصطفي مدبولي رئيس هيئة التخطيط العمراني بإحكام ورؤية تفاؤل قد تكون في ظاهرها الواقعية وفي باطنها الحلم المستحيل. فلقد اصبحت قاهرة المعز مختنقة من الازمات المرورية التي فشل الجميع في حلها بسبب غياب الوعي والثقافة المرورية وكذلك من التدهور البيئي الذي جعل القاهرة تحتل مركزا متقدما في المدن والعواصم الموبوءة والأكثر تلوثا واصبحت كل قوانين حماية البيئة حبرا علي ورق الامر الذي زاد من معدل الاصابة بالامراض وتكاليف العلاج علي نفقة الدولة واصبح طابور المرضي في المستشفيات ولدي الاطباء يسابق طابور رغيف الخبز. القراءة المتأنية في مخطط تطوير العاصمة علي مدي 04 عاما قادمة ركز علي تطوير العشوائيات وتطبيق عدة مراحل بشأن الحد منها والقضاء عليها نهائياً في إطار وضع اشتراطات بنائية لكل محافظة.. أضافة إلي التعامل مع المناطق غير الآمنة وغير المخططة من خلال خطة تنفيذية ونطاق زمني محدد لانشاء مساكن بديلة علي مساحة 0001 فدان في مدينة 51 مايو و 005 فدان في مدينة السادس من أكتوبر بهدف خلخلة الكثافة السكانية في القاهرة الكبري ونقل عدد من الوزارات والهيئات الحكومية إلي خارج العاصمة. الحقائق تؤكد عدم تنفيذ ذلك كله في إطار شيوع المسئولية بين الاجهزة المختلفة وعدم تحديد جهة أو هيئة واحدة للتنفيذ والالتزام ببرنامج زمني لمواجهة التحديات التي تفترض النقل خارج العاصمة حيث باءت جميع المحاولات السابقة بالفشل، يضاف إلي ذلك تأخر القرارات الخاصة بتفريغ العاصمة وضياع هيبة الحكومة والفشل في تثقيف الرأي العام بأهمية ذلك. فالعشوائيات تزداد.. واستراتيجية حماية البيئة والنظافة فشلت في تحقيق أهدافها. أعتقد أن قرارات مجلس الوزراء في هذا الشأن تحتاج إلي تكليف وزارة او هيئة محددة بمتابعة التنفيذ لانها لا تخاطب هذه الاجيال الحالية بل تخاطب الاجنة في أرحام أمهاتهم.. انها تحتاج إلي تصحيح للمسار وتقييم اجراءات اصلاح مداخل العاصمة ومخارجها.. وقواعد النقل منها إلي المحافظات المكملة للعاصمة.. ان توطين المشروعات التنموية خارج العاصمة يحتاج إلي منظومة متطورة لربطها بمواصلات سهلة ميسورة وتوفير السكن البديل وإصلاح ما افسدته البيروقراطية والنظم الحكومية المتلاحقة. إضافة إلي تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.. آن الأوان لرؤية جديدة لتطوير العاصمة في إطار هذا المخطط الذي قد يتكلف ما بين 052 و 003 مليار جنيه، مطلوب ضغط المدة من 0202 إلي 0302 حتي يتابع الناس بأمل وطمأنينة ما يريدونه لانقاذهم من العذاب والمعاناة لان تلاحق الاحداث والمشاكل اصابتهم بفقدان الثقة.. المخطط الحالي شعاره يا مين يعيش.. طولة العمر تبلغ الامل.