دخلت منافسات الدور الربع النهائي للمونديال رقم 91 مرحلة تكسير العظام وولجت طريق اللا عودة خاصة للمنتخبات الكبيرة والتي تضم النجوم الشهيرة من أصحاب الامكانات الخطيرة والمواهب العميقة.. وشهدت تلك المنافسات أول أمس احدي المفاجآت من العيار الكبير بخروج المنتخب البرازيلي بعد ان تهاوي تحت وطأة الضربات الساحقة لعناصر الطاحونة الهولندية وخسر 1/2 بعدما كان متقدما في الشوط الأول بهدف لنجمه الموهوب روبينيو والذي جاء من تمريرة طولية رائعة ضربت مدافعي وسط هولندا لتجد قدم راقصي السامبا الأول فيسددها داخل الشباك الهولندية.. وكان بمقدور البرازيل تعزيز فوزها وزيادة رصيد أهدافها غير ان الرعونة والمشاهد التمثيلية التي حرص علي ادائها لويس فابيانو والاداء المظهري الجمالي الذي ظل متمسكا به كاكا والتسديدات غير المتقنة لالفيس حالت دون ذلك.. وكان طبيعيا ان تستفيق تروس الطاحونة الهولندية وتقوم بتوسيع جبهة هجومها يمينا ويسارا ويتحرك روبن وبيرس ويتعلق الداهية شنايدر ويستعيد الولنديون هيبتهم المهدرة في الشوط الأول ويستردون خطورتهم التي لم تبد في الافق طوال ال54 دقيقة الأولي ويساعدهم علي ذلك السكون والكمون البرازيلي في ظل عدم توفيق غير عادي من كاكا الذي لاحت له بعض الفرص المؤكدة وغياب فابيانو الذي تواجد بجسمه فقط وغاب بذهنة وعقله ويخطيء خوليو سيزار الحارس المحترف ببرشلونة الاسباني فتتحول التمريرة العالية من جسم المدافع فبليوميلو إلي هدف غريب ينبيء بسوء حظ البرازيل وقرب خروجها من هذا الدور ويتحقق الفأل السيء للجماهير العاشقة للاداء الجمالي واللمسات الابداعية فيحرز شنايدر هدف التفوق والتقدم برأسه الذهبية ويزيد فيليب ميلو »المبلة« وحلا عندما يرتكب حماقة شديدة ويدهس بقدمه روبن وهو مسجي علي الارض فلا يتردد ناشيموزا الحكم الياباني في أبراز البطاقة الحمراء له ولتخسر البرازيل جهوده وحتي اخر اللقاء وتفقد ما تبقي لها من طموحات نحو التأهل.. وعبثا حاول دونجا المدير الفني المجتهد من خلال المغامرة سواء باصدار توجيهاته لليسيو للتقدم للامام أو بالتبديلات التي اجراها غير انه لم يوفق بينما أدركت عناية السماء الجماهير البرازيلية المدعومة باعداد هائلة من البشر بعد عاشقي هذه الرشاقة الجمالية لان الدقائق الأخيرة شهدت هجمات مرتدة خطيرة انفرد في بعضها ثلاثة مهاجمين هولنديين بالحارس سيزر الذي ساعدهم احيانا باخطاء قاتلة في التمرير والتصدي وحتي في التقدم بدون داع ولولاالعنايةالربانية لكانت الشباك البرزيلية قد استقبلت عددا لا بأس به من الأهداف. الغريب ان هولندا لم تقدم ما يستحق عليه منتخبها للتأهل باستثناءالتألق الذي صادف صانع العابها ومخها الناضج شنايدر والتحركات الواعية واللمسات الماهرة التي اداها روبين حتي لو اعترفنا بانه بالغ احيانا في اداء مشاهد تمثيلية شربها الحكم الياباني واحتسبها كثيرا من الاخطاء لصالحه واشهر العديد من البطاقات الصفراء.. ولعلها ستدفع ضريبة باهظة من خلال غياب العديد من الركائز الاساسية بسبب الايقاف عن المشاركة في المباراةالتالية فضلا عن خروج فان بيرس مهاجمها الاساسي لثاني مرة علي التوالي وهو غير راض عن تغييره وكأنه يعاني من آلام واعراض الارهاق أو الاصابة. النهاية المآساوية وكأن الاقدار ارادات ان تلعب دور البطولة الرئيسي والوحيد.. وترسم بعناية ودقةالنهاية المأساوية التي ختمت بها النجوم السوداء مشوارها في هذا المونديال.. لم يكن منتخب غانا يستحق الخروج. ولم يستحق لاعبو الأوراجواي التأهل لنصف النهائي علي حسابهم.. صحيح تبادل الفريقان السيطرة علي مجريات اللعب.. وترجما هذا التفوق والسيطرة النسبية إلي هدفين.. لكن الفرص الخطيرة الحقيقية كانت لصالح السفير الافريقي المتبقي في هذا المونديال والذي آزرته وايدته كل جماهير القارة السمراء وهتفت للاعبين وشجعته بحرارة وحماس شديدين.. فبعد تفوق نسبي لم يدم لأكثر من ربع ساعة لاورجواي.. استعاد الغانيون توازنهم بالرغم من غياب ثاني أمهر اللاعبين ايوا واعتمدت الهجمات الغانية علي انطلاق اسامواه الموهوب وبدعم من لاعبي وسط الملعب خاصة مونتاري الذي نجح في احراز هدف غانا من تسديدة بعيدة قوية خدعت الحارس وسكنت الشباك.. وضغط لاعبو اورجواي بتوجيهات حثيثة من مديرهم الفني تاباريز وتعاون كل من سواريز وفورالان في المراوغةوالانطلاق لخلخلة الدفاعات الغانية الحصينة ونجح فورلان في احراز هدف التعادل من تسديدة ثابتة ايضا عن بعد خدعت الحارس كينجستون وسكنت شباكه. ولم يسع طرف من الجانبين لانهاء الوقت الاضافي لصالحه حتي وان لاحت بعض اشباه الفرص لهما وتكفل سواريز وفورلان باهدار ما لاح لاوروجواي بينما كان اسامواه وايسان هما الابرز في الاضاعة لغانا إلي ان جاءت اخطر الفرص طوال المباراة وفي اللحظة الأخيرة لصالح غانا من كرة مركبة ضغط الغانيون فيها بكل قوة وتم تسديدها نحو الشباك عدة مرات واستمات مدافعو أورجواي وحارس مرماهم في منعها من الدخول وكانت اخر محاولاتهم بايدي المهاجم سوارير فلم يتردد الحكم في طرده محتسبا ضربة جزاء.. وتصور الجميع ان الاقدار ابتسمت أخيرا للنجوم السمراء حيث تصدي اسامواه أفضل وأمهر اللاعبين لتسديدها بقوة فارتطمت الكرة بالعارضةوارتدت داخل الملعب ولتدير الاقدار وجهها لغانا في ضربات الجزاء الترجيحية ويصعد أورجواي الذي لا يستحق التأهل ليواجه هولندا التي لم يكن لها نصيب وافر في ترشيحات الجميع في مواجهة البرازيل.. غير ان هذه هي كرة القدم التي احيانا ما تركن إلي من لا يتسحقها وتعاند رغبة وطموح الملايين وتصدمهم بنتائج غير متوقعة. كان من الطبيعي ان يعتلي شنايدر لاعب وسط هولندا وصانع ألعابها ومخ الفريق والذي اسهم بقدراته ووعيه في احراز الهدف الأول وجاء الهدف الثاني من تسديدة بالرأس له ايضا قمة النجوم في المباراة الأولي وحصوله علي لقب رجل المباراة الأول.. اما في اللقاء الثاني فقد اختارت الجماهير فورلان ليكون رجل المباراة ليس لانه احرز هدف الأورجواي الذي تحقق به التعال الثمين ولكن لانه كان وراء كل هجمات الفريق وتصدي لكل الضربات الثابتة سواء من خارج المنطقة أو حتي علي الاجناب.