أتابع نشاط الدكتور البرادعي منذ حضوره إلي القاهرة بعد انتهاء خدمته من وكالة الطاقة الذرية وكنت أراقب وصوله وكنت أتوقع أن يدخل المعترك السياسي من بابه سواء من خلال الأحزاب أو من خلال فكر متميز وألا يكون وسيلة لتسلق بعض الفاشلين في الحياة السياسية المصرية الذين يريدون الاقتراب من الدكتور البرادعي لأن الأضواء والكاميرات مازالت محيطة به وبعد أن خبي ضوء الكاميرات عن الدكتور البرادعي وانفضوا من حوله ويقومون بنقده ومهاجمته. كنت أتمني ألا يلاحق الدكتور البرادعي التجمعات الطبيعية مثل خروج المصريين من المساجد يوم الجمعة أو زيارة الكنائس إذا كان مقتنعا بأن هناك من يؤيده ويأتي من اجله وليس من أجل التجمعات الدينية وغيرها والتي يوجد بها تجمعات موجودة بالفعل تتواجد ولكن ليس لكي تؤيده لأنها لا تعلم عنه شيئا بل لوجود هذه التجمعات الجماهيرية وفي بعض الأحيان تلتف من حوله فنحن شعب نحب الفرجة لكل ما هو جديد وغريب. وكنت أتمني من الدكتور البرادعي الذي قال إنه لايؤيد تولي الإخوان للسلطة وفي نفس الوقت يقوم بالتقرب إليهم وزيارتهم حيث كان لابد من أن يتمسك برأيه. الدكتور البرادعي رجل عالمي ولذلك هناك اهتمام به وتصرفاته وتحركاته، ومن ثم عليه مسئولية في احترام تاريخه وعالميته من خلال احتساب حركاته ومراجعتها قبل القيام بها فهو إنسان مصري عالمي وأن فشله هو فشل لمصري ناجح. ولذلك لا يجوز أن يقلل من قدره في مصر وعالميا ونظرا لقيمته فإنه لا يستطيع أن يقوم بكل ما يقوم به محترفو السياسة الفاشلين. ويثور السؤال الآن هل سيزور الدكتور البرادعي عائلة ومقبرة المواطن محمد خليفة الذي استشهد وتم قتله دون أي سبب أو دافع بل تم قتله لأنه جندي مجند كان يقوم بواجبه في سيارة الترحيلات لنقل مسجون متهم بالاتجار في المخدرات وحمل سلاحا من محكمة الجنايات واستوقفه عائلة متهم من تجار المخدرات وقاموا بقتل المجند محمد خليفة من قوة مركز شرطة العياط وإصابة كل من سيد جبريل محمد ومنصور محمد علي وشعبان عبدالتواب من أفراد الشرطة علاوة علي إصابة أربعة متهمين داخل سيارة الترحيلات في نطاق محافظة 6 أكتوبر. هل سيقوم بزيارة عائلة هؤلاء الضحايا أم لأنه لا يوجد اجهزة إعلام وتجمع عشوائي عند منزل أسرته فلن يقوم الدكتور البرادعي بهذه الزيارة هل سيثبت الدكتور البرادعي الذي زار بعد صلاة الجمعة عائلة قتيل البانجو في الإسكندرية انه سياسي محنك ومن ثم هو سياسي لكل مصر ولكل المصريين وأنه ليس لديه تمييز بين شخص وآخر أم أنه سيستمر في ملاحقة أجهزة الإعلام بحثا عن استمرار الأضواء خاصة بعد أن تلاشت تقريبا عنه في كل اجهزة الإعلام. أرجو من الدكتور البرادعي ليكون له مصداقية تتفق مع عالميته ووطنيته أن يقوم بالمساواة بين كل الشعب المصري سواء استمر في العمل السياسي أو توقف أو تجمد نشاطه لحين استيعاب ما يحدث في مصر من حراك سياسي وأن تستوعب أن مصر مهما قال من حوله فهي دولة قوية ودولة مؤسسات حتي لو كانت دولة نامية أو تسعي إلي مزيد من تنمية مصر وشعبها. كاتب المقال: أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق وعضو اتحاد القانونيين الدوليين