يستغرب البعض ما جاء من قصر للأزمة علي المحامين وحدهم دون سواهم فيما يدور علي الساحة علي انه »ازمة« بين المحامين والقضاه ذلك انه وبحكم خبرة السنين فان المحامين والقضاه زملاء دراسة ورفقاء درب واصدقاء حياه لذا فالود والاحترام هو السمه السائدة المفترضه فيما بينهم صحيح قد يقع خطأ او تجاوز بصفه فردية او شخصية من هنا او هناك ولكن.. سرعان ما يتم تدارك الموقف واحتواء الحالة اما ان يكون هناك »ازمة« فهو ما لا يتصور حدوثه ولا ينبغي ان يكون لاختلاف طبيعه الاداء وتغاير وتباين الادوار بفرض حسن المقاصد والنوايا ونبل الغايات!! فاذا ما كان دستور البلاد ينص علي ان السلطة القضائية مستقلة تتولاها المحاكم.. وان القضاه مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون.. ولا يجوز لأيه سلطة التدخل في القضايا او في شئون العداله - فان قانون المحاماه ينص علي ان المحاماه »مهنة حره« تشارك في تحقيق العدالة وكفالة الحقوق والحريات كما ان قانون السلطة القضائية ينص ايضا علي ان اعوان القضاه هم المحامون والخبراء وامناء السر والكتبة والمحضرون والمترجمون واذا كان الرعيل الاول من عظماء المحامين - ومنهم قاده وزعماء ونجباء من الاساتذه الافذاذ قد تمرس المحاماه بنزاهة وشرف وترأس نقابتها بصدق وامانة.. فقد كان له فضل السبق في الارتقاء بمهنه المحاماة إلي درجه »الرسالة« حتي انه اطلق علي المحامين - مجازا - تعبير »القضاء الواقف.. جناح العدالة« - فانه لمن المؤسف ان يأتي من خلفهم من يسمح بتشويه هذه المكانه او محاوله النيل من هذا الشموخ مهما كانت الدواعي او الدوافع والاسباب!! واذا كان الاعلام - خاصة الفضائيات - قد اتخذ من الاحداث مادة خصبة لبرامج »التوك شو« فانه ودون قصد منح الفرصة لهواة »التلميع الاعلامي« لزيادة الاحداث اشتعالا بالنفخ في كيرها دون مقتضي او مبرر مقبول من الشرعية علي ما يقطع جزما ان لكل مصالحه ودوافعه الخاصة التي تتجاوز مجرد التعاطف مع موقف ما.. وانما هي البطالة المقنعه والنفوس غير المطمئة، والاجواء المشحونة المضطربة داخل النقابة العامة للمحامين. ان الاضراب او الامتناع عن العمل لا يتصور ولا يكون الا من العمال في مواجهه رب العمل.. والمحاماه مهنه حره تحتكم دائما وابدا للقانون والمشروعية الاجرائية في كل المواقف مهما كانت عصيبة اما غير ذلك فهم امام »شراك خادع« أربأ بهم الا ينزلقوا اليه او يسقطوا بهاويته!! فهل يعقل احد او يتخيل ان تلك التحركات والحشود من جموع المحامين تمت بطريقة عفوية فطرية لابداء التعاطف او الامتعاض.. ام ان وراءها اجنحه منظمة وتيارات مدبرة تعكس رؤي توجهات أخري لقوي دينية او حزبية او سياسية تتخذ من نقابة المحامين منبرا لصوالحها الخاصة، ومظلة تحتمي تحت لوائها من غوائل المسئولية والحساب!! اذا كان قانون المحاماه يوجب علي المحامي الالتزام في سلوكه المهني والشخصي بميثاق الشرف يدافع عن موكليه بصدق وأمانة دون نكوص عن دفاع او تنحي عن وكاله الا باذن من المحكمة حرصا علي مصالح المتقاضين.. فأي مصلحة يمكن ان تتحقق بالاضراب ومن الخاسر ومن الرابح المستفيد؟؟ واذا كانت الزمالة والصداقة والود وروح المحبة والسماح باقية بين المحامين والقضاه منذ ان عرفت مصر نظام القضاء.. فانها ليست في حاجة الي متاجره او مزايدات.. ومن الضروري ان يفطن الجميع وينتبه لما يدور في خفاء او يدبر بليل من محاولات الوقيعه والفتنة ومواجهه من يختلقون المشاكل لمصالحهم الخاصة والتصدي لمن يجيدون الصيد في الماء العكر من اجل نصر زائف او كسب رخيص.