"أبو قير" تلك المنطقة المتطرفة علي حدود الاسكندرية الساحلية التي تعتبر من أقدم المناطق الأثرية القديمة في الاسكندرية..كانت و مازالت بمثابة مصيف للبسطاء والذين لا يقدرون علي دفع تكاليف مصايف الساحل الشمالي..و تعاني المنطقة من ضعف الخدمات والتي تكاد تكون معدومة و يعتبرها سكانها مدينة منفصلة عن الاسكندرية الا ان في هذه الأيام وبعد ان حصلت الاسكندرية علي لقب عاصمة السياحة العربية .. فيجب ان يكون هناك وقفة امام كل التعديات و المناظر المشوهة للاسكندرية امام اعين زائريها.. استغاثة يقدمها سكان منطقة أبو قير من خلال "الأخبار" إلي محافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب يشكون فيها من مياه المجاري التي يسبحون بها يومياً بدلاً من مياه البحر.. فالجانب المطل علي البحر والذي يمتلئ بالمصطافين .. تظهر فيه مساوئ التخطيط العمراني والذي و يضم عدداً كبيرا من المصطافين.. والتي لم تمنع معظمهم من نزول البحر أو التواجد علي الشواطئ.. فما باليد حيلة.. يقول السيد حسن مهني ساكن من سكان المنطقة في احدي المباني التي تطل علي البحر مباشرة انه في هذه الفترة تعاني هذه المنطقة من كل عام من طفح المجاري علي الشوارع.. و تستمر هذه الظاهرة في بداية كل صيف.. وبدأت هذا العام منذ أسبوع و حتي الآن لم يصل أحد من المختصين لشفط المجاري و اصلاح الأمر حتي بعد الإبلاغ..و يكون رد المسؤلين دائماً "اصبروا شوية.. جايين في السكة" أو " الماكينة معطلة" ويضطر السكان إلي حفر ممرات في الرمال لصرف المجاري إلي البحر حتي يستطيعوا الخروج من بيوتهم.. ويؤكد عمرو علي "عامل شواطئ" ان هذه الظاهرة علي امتداد اكثر من 6 شوارع من الشوارع الرئيسية التي تؤدي الي البحر و ان معظم الكافيتريات والمطاعم التي تكون بين الشاطئ و الشارع تتضرر بسببها إلي جانب تضرر السكان .. و أرجعت الحاجة "عطيات احمد" صاحبة مقهي طفح المجاري كل عام في هذا التوقيت الي التخطيط العمراني السيئ و الذي كان يعتمد علي ان تكون أكبر عمارة في أبي قير تتكون من 7 شقق.. ولكن الهدم وإعادة البناء بشكل خاطئ و بدون توسيع لشبكات الصرف و المياه أدي الي طفح المجاري في أوقات الذروة من العام في الصيف حتي نهايته وخاصة و ان ارتفاع العقارات في المنطقة لم تصبح مثل السابق فوصلت الي 10 طوابق وهو ما يعتبر من أهم اسباب انفجار شبكات الصرف و طفحها في الشوارع. و يقول هشام المصري مهندس بالكويت انه يأتي في هذه الفترة من كل عام للاستمتاع بفترة الإجازة في منطقة أبي قير .. و كل عام من الأعوام الخمس الأخيرة كانت تكرر هذه الازمة .. وقال" كنت اتمني ان اسبح في مياه أبي قير لكن المشهد غير آدمي بسبب المجاري التي تجري أمام اعين الناس الي البحر" واضاف اتمني لو التفت إلينا احد المسؤلين لنتمكن من تكرار نجاح تجربة انقاذ البيطاش والهانوفيل... " الاخبار" من جانبها تضع هذه الشكوي امام المسئولين للتحقق منها وحسمها للاستمرار في الحفاظ علي الصورة الحضارية المتميزة للاسكندرية .