الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الصادق الأمين الذي نعيش الآن في ذكري ميلاده الشريف هذا الرسول العظيم بعثه الله منقذا للبشرية وهاديا للإنسانية فقد كان العالم قبل بعثته يتخبط في الظلام ويهيم من الضلال وكانت أحواله مؤسفة تستدعي التغيير وتتطلب النظام وتنشر الهداية وتبحث عن الصلاح والإصلاح. كانت الأفراد ضائعة ومشتتة لان نفوسهم مقفرة مجدبة بها ليس لها من الدين غذاء وكانت أرواحهم ممرضة لا تعرف لها دواء وعقولهم ضالة فارغة من كل أمل ورجاء وقلوبهم محرومة من كل نفحات السماء تطلب الطعام الديني وتنشد الغذاء الروحي وتشتهي الصلة بالله فلا تجد لها هاديا ولا تعرف لها إماما واعيا ولا تظفر بمن يهديها سواء السبيل أو يرشدها للطريق القويم والصراط المستقيم فقد طمست الوثنية دين إبراهيم وجاءت شريعة موسي بدين كامل وكتاب شامل ومنهج قويم فمحا اليهود اثارها وأطفأوا أنوارها وحرفوا كتابها وكان آخر من جاءهم من الأنبياء عيسي ابن مريم رسول الله وحكمته وبرهانه معجزة الله وآيته في يده الانجيل نورا يرشد ومصباحا يضيء توصف كل ما جاء به كأنه سحر مبين وإفك عظيم وبذهاب الانجيل وغيبة التوراة قامت للشيطان دولة في الأرض وانتشرت الفتن بين الناس فعبدوا الاصنام والاوثان وعبدوا مع الله الف إله وإله وكان لابد للسماء ان ترحم الأرض وترسل اليها نبيا ورسولا ليقيم لله دولة وينشيء للعبادة أمة وليغرس نبات العدل في الأرض وفي انحاء الكون والسلام والإسلام ويملأ أرجاءها بالصلاح والإصلاح وصدق الله إذ يقول: »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين« فكان رسول الله رحمة للعالمين بعدما عانت الإسانية دهرا طويلا تهيم في ضلالتة عمياء وتتخبط في جهالته جهلا يأكل القوي الضعيف ويحرم الغني الفقير ويستبد القادرون بالعاجزين المستضعفين ومن وسط هذا الظلام الدامس وذلك الليل البهيم أرسل الله رسوله محمد »صلي الله عليه وسلم« إلي شاطيء السلامة والنجاة فكان بحق النور المبين والسراج المنير والرحمة المهداة«.. قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلي النور ويهديهم إلي صراط مستقيم«.