هناك تصريحات كثيرة تروج لها آلة أو آلات الدعاية لتوجيه ضربة عسكرية لايران كحل لازمة الملف النووي الايراني. اوباما رفض هذا السيناريو وكذلك مصر والدول العربية، الا ان هناك ضغطا صهيونيا كبيرا في هذا الاتجاه، وكان آخر هذه التصريحات التخوفية الكبيرة هو ماجاء علي لسان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس حينما اكد امام لجنة القوات المسلحة ان ايران قادرة علي شن هجوم علي أوروبا بواسطة عشرات أو حتي مئات الصواريخ، الأمر الذي دفع واشنطن الي اعادة نظر جذرية بنظامها الدفاعي.. الي آخره بالاضافة الي توجيه جيتس النقد لروسيا. واصفا اياها بأنها تعاني حالة من انفصام الشخصية تجاه ايران نظرا لوجود حسابات غير مندفعة لديها.. هذه التصريحات ومثلها اصبحت متكررة بشكل أو بآخر في اطار حملة لغة الدعاية المنادية بحشد الرأي العام الدولي حول فكرة حسم الملف الايراني النووي بضربة عسكرية.. ولكن الجديد هو ماتناقلته وسائل اعلام عربية بخصوص استقصاءات صادرة عن مركز ابحاث »مجهول الهوية« بعنوان »يوريسيرتش سنتر« يوصف كذلك بأنه معهد امريكي حيث يفيد من خلال عينة اجراها ذلك المعهد بأن 55٪ من المصريين اعلنوا موافقتهم علي مهاجمة ايران مقابل رفض 16٪ منهم (علي حسب كلام أو عك المعهد)، وان شعوب 16 دولة من بينهم دول اسلامية عديدة قد اعلنت موافقتها علي توجيه ضربة عسكرية لايران (انظر الاهرام 91 6 0102 ص 8).. وبغض النظر عن كون هذه النسبة الموافقة (55٪) تعبر عن معلومات صحيحة او معلومات خاطئة او مغلوطة ومفبركة، فإن من المهم اظهار طبيعة ونتائج هذا السيناريو الذي اسميه سيناريو »الصعود للهاوية« وذلك فيما يلي من نقاط: 1 عند توجيه ضربة عسكرية لايران، سترد الأخيرة بضرب القواعد الامريكية ومراكز قيادتها المنتشرة في دول الخليج العربي وسيكون شريط النفط العربي كله في خطر داهم. 2 ستدخل دول عربية في مدي النيران بالخليج وسيتم ضرب لبنان، لان ضرب حزب الله قبل او بعد ان يدخل في المعركة سيكون حادثا مطلوبا في خطة الضربة العسكرية الموجهة لايران. 3 قد تتعرض سوريا للتدخل في الحرب حيث ان فكرة المحور الايراني السوري ستكون واردة كما في خطة اسرائيل لادارة حرب اقليمية علي عدة جبهات ومنها الجبهة السورية. 4 قد تدخل غزة حماس في هذه الحرب أو يزج بها او تجد اسرائيل ان هذا ضروريا. 5 ان نتيجة مثل هذه الضربة العسكرية ستكون كارثية علي المنطقة العربية وكل الدول العربية سواء نجحت تلك الضربة العسكرية او اخفقت بما سيكون له تداعياته علي المدي القصير والمدي البعيد، فهذه الضربة فرصة لهروب اسرائيل للامام وقد تكون ذات نتائج كارثية علي اسرائيل ذاتها وأكثر من غيرها.. ولكن المؤكد ان فقدان القدرة علي ادارة مباريات غير صفرية يرشد فيها التعامل مع ايران ويجبر اسرائيل فيها علي اقامة الدولة الفلسطينية ويدعم فيها استقرار المنطقة والعالم لهو الخيار الأكثر رشدا وانسانية بعيدا عن استقصاءات مفبركة تتعامل مع الضربات العسكرية علي كونها لعبة من العاب الكمبيوتر وكأنها لن تسال فيها دماء ولن يسمع فيها صراخ الاطفال والثكلي والكثير من البؤس الانساني.. حمي الله مصر ومنطقتنا من كل الحمقي واصحاب الاستقصاءات وسيناريوهات »الصعود للهاوية«.. والله ولي التوفيق وهو وحده المستعان.