عقب العدوان الإسرائيلي علي غزة 7002.. القي الرئيس حسني مبارك خطابا مهما، حمل عدة رسائل إلي جميع الأطراف، محذرا فيها من ابعاد المؤامرة الاسرائيلية، التي رآها الرئيس أنها الأكبر فيما وراء العدوان.. وحذر الرئيس من عدم الانتباه إلي هذه المؤامرة التي تقضي نهائيا علي حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. حيث تسعي إسرائيل إلي فصل غزة عن الاراضي الفلسطينية والقاء تبعتها علي مصر، طالب الرئيس اسرائيل بوقف العدوان فورا وسحب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة.. كما ناشد الفلسطينيين الوحدة وانهاء الانقسام وعدم اتاحة الفرصة لاسرائيل لتنفيذ مخططاتها، كما اكد علي ان غزة أرض فلسطينية محتلة، تتحمل اسرائيل المسئولية الكاملة عنها كسلطة احتلال حسب المواثيق والقوانين الدولية. حينذاك لم يكن أي مسئول اسرائيلي قد تحدث بالنوايا الحقيقية لفصل القطاع عن الضفة الغربية.. وحينذاك لم يستوعب الفلسطينيون من حركة حماس أو في العالم العربي والاسلامي الرسالة، بل والاسوأ ان البعض اعتبر هذا نوعاً من التنصل المصري من فتح معبر رفح، الذي اعتبروه القضية الاساسية وليس العدوان الاسرائيلي أو الحصار علي غزة من المعابر الإسرائيلية وليس المخطط الاسرائيلي بفتح معبر رفح لنزح الفلسطينيين من سكان القطاع إلي سيناء والتخلص من مشكلة غزة إلي الأبد. وأخيرا كشف مسئول بالحكومة الاسرائيلية عن ابعاد المؤامرة بالكامل.. قال وزير المواصلات اسرائيل كاتس انه مستعد لوضع خطة لربط غزة بالبنية التحتية المصرية.. وهو حديث واضح وصريح لتنفيذ المخطط الاسرائيلي، مما دعا مصر علي لسان المتحدث الرسمي للخارجية إلي الرفض الحاسم لهذه الافكار، التي حذرت منها مصر منذ سنوات ومن خطورتها علي مستقبل القضية الفلسطينية، مؤكدا علي ان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية المحتلة.. وجزء من الدولة المستقبلية. فهل يتدبر الفلسطينيون الأمر.. هل تعي حركة حماس خطورة الموقف.. وهل تتنبه بعض وسائل الاعلام العربية في معالجتها للقضية إلي خدمة المخططات الاسرائيلية سواء عن قصد أو بدون قصد؟!