جائزة »نوبل للسلام« لم تشفع لحاملتها: الناشطة الإيرانية شيرين عبادي لدي زبانية الحرس الثوري للتوقف عن مطاردتها، واضطهاد كل أفراد عائلتها، ومعارفها، والمقربين منها، والعاملين في مركزها المخصص للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني المقهور. في يونيو 2009.. كان أنصار النظام الديكتاتوري الإيراني يتوقعون فوزاً ساحقاً ماحقاً لديكتاتورهم القصير:»أحمدي نجاد« في معركة الانتخابات الرئاسية التي كانت جارية، في مثل هذه الأيام من العام الماضي. وقتها.. استعد زبانية النظام قبل الهنا بسنة لتبادل القبلات، وتلقي التهاني في إجماع عشرات الملايين من الناخبين علي التصويت لصالح التمديد لفترة حكم تالية للرئيس محمود أحمدي نجاد، وكانت المفاجأة المذهلة أن تقارير البصاصين المزروعين في جميع لجان التصويت خاصة البعيدة عن العاصمة طهران تحذر مبكراً من أن المرشحين من رموز المعارضة يحصدون الأصوات مما يؤكد سقوط »نجاد« علي عكس كل التوقعات المسبقة، مما ينذر بسقوط مدو للرئيس »نجاد«! وبسرعة البرق.. نشط سادة التزوير من حملة العمم علي رؤوسهم، واللحي التي تتدلي حتي منتصف صدورهم ربما.. ورعاً وتقوي (..) في تنفيذ الخطة: (خامئني/ 2) ذات القدرات والفعاليات غير المسبوقة. فبدلاً من تكرار إعادة إغراق الصناديق ببطاقات جديدة ومزورة لصالح مرشحهم المهدد بالسقوط ، فإن الخطة خامئني/ 2 »تاخدها من قصيرها« كما يقولون بحيث تسقط من حسابها الصناديق الموجودة داخل اللجان، وترسل الصناديق البديلة لها إلي مقار فرز الأصوات فيفاجأ المفرزون، والمراقبون، والواهمون بأن 99و99٪ من البطاقات داخل الصناديق في طول البلاد وعرضها تجمع علي انتخاب: محمود نجاد! وكانت فضيحة كبري.. أفقدت المعارضة الإيرانية كل ما أجبرت، وتعودت، عليه من »ضبط النفس« و»التشبث بأحبال الصبر لتحمل إذلال القهر«. وفوجيء العالم بالمعارضة الإيرانية التي خرجت عن الطوع تجوب شوارع المدن والقري .. تلعن نظام الحكم، وتندد برئيسه، وتطالب المرشد الأعلي للثورة: »خامئني« بإعادة الانتخابات وكأن الرجل ليس هو الآمر بالتزوير، وقلب النتيجة رأساً علي عقب؟! الناشطة العالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان الإيراني: »شيرين عبادي« لعبت دوراً مبهراً في تسليط أنظار وأبصار شعوب العالم علي انتفاضة بلادها ضد التزوير والمزورين.. منذ الكشف عنهما في يونيو 2009 وحتي اليوم. كانت »شيرين عبادي« الأكثر تأثيراً والأشد إقناعاً.. بما قالته، وكتبته، وكشفت عنه، من معلومات عن حملات القهر، والسحق، والطحن، التي مارستها قوات الحرس الثوري ضد القطاعات العريضة من الشعب الإيراني التي رفضت التزوير، ونددت بالمزورين، وأصرت علي رفضها الاعتراف ب »نجاد« رئيساً. بكل الأدلة والمستندات والوثائق.. فضحت »شيرين عبادي« حاملة جائزة نوبل للسلام وحشية النظام الثوري الإيراني في إجراءات القمع والترهيب التي مارسها ضد المعارضة. لم يكتف الزبانية بإلقاء القبض علي الآلاف من شباب الجامعات الذين ساقوهم من الديار إلي النار، وإنما حرصوا علي الإمساك برموز المعارضة من بين كبار الشخصيات في البلاد كرسالة قوية إلي عموم المواطنين بأن من يذل ويهين الكبار، لن يتردد في طحن عظام الصغار! كانت »شيرين عبادي« علي رأس قوائم الكبار جداً المطلوب تحديد إقامتهم داخل أماكن مزرية، ومهيأة لممأرسة آخر ما ابتكرته العقلية الجاهلية من فنون تحطيم النفس وتعذيب الجسد. وبالفعل.. خرجت دورية من »جوارح« الحرس الثوري، مسلحة حتي أسنانها، وفي طريقها إلي منزل حاملة جائزة نوبل في الدفاع عن حقوق الإنسان، للقبض عليها وجمع أو علي الأصح: زرع أي شيء وكل شيء يمكن أن يكون دليلاً علي »خيانتها« للبلاد، و»كفرها« بالثورة الإسلامية الإيرانية، و»عمالتها« لحساب الإمبريالية الغربية والصهيونية العالمية (..). كانت التعليمات لأشاوس دورية الحرس الثوري أن تكون عملية اقتحام منزل »شيرين عبادي« وتقييد يديها بالكلابشات واقتيادها والدفع بها داخل صندوق سيارة الترحيلات.. تحت سمع وبصر أفراد أسرتها، والمارة في الشارع، والسكان والجيران أمام منازلهم، ومن وراء نوافذ غرفهم.. وللمأساة بقية.