لو أن شخصا غير مرغوب فيه، تقدم إلي أحد البنوك يطلب قرضا.. سيعتذر المدير المختص. وحتي لا يغضب الزبون، سيقول له بصرامة: فلوس البنك ليست مالي الخاص، إنها أموال المودعين، وما نحن إلا حراس وأمناء عليها. قول المدير صحيح تماما، وهو التوصيف الكلاسيكي لأموال البنوك، في العالم لكن، هل يتصرف »البنكيرة« دائما، وفق هذا التوصيف.. المقدس! في الآونة الأخيرة، أمامنا - علي صفحات الجرائد- نموذجان لتعرف رجال البنوك الأول، ظهور خلافات حول تسوية مديونيات ثلاثة من رجال الأعمال، هم: رامي لكح، وحسام أبوالفتوح، ومجدي يعقوب، ولن أدخل في تفاصيل الاختلافات فهي محل تحقيقات ونيابات، وإنما فقط سأتوقف عند »حجم« القروض التي منحها »البنكيرة« لهؤلاء الثلاثة. أحدهم وهو رامي لكح أعلن بوضوح أنه اقترض، من عدد من البنوك، الخاضعة كلها للبنك المركزي.. كم؟ ملياران و25 مليون جنيه أي ألفين واثنين وخمسين مليون جنيه! هل يستطيع السادة المسئولون عن هذه البنوك، ان يقولوا، كيف ولماذا قدموا لرجل أعمال واحد، خلال ست سنوات فقط، 3002 إلي 9002.. هذا المبلغ المهول؟.. وما الذي فعله سيادته بهذا المبلغ المهول؟.. ماذااضاف به إلي الاقتصاد المصري؟.. هل كانت هناك متابعة، أم إعطاء أموال اصحاب الودائع، ومعظمهم غلابة!.. وخلاص!! ثم.. عن كم من الملايين تنازلت البنوك، مقابل ألا يواصل رجل الأعمال هروبه الذي دام عشر سنوات.. تحت شعار »إنقاذ ما يمكن انقاذه«؟ لقد سمعت أحدهم في برنامج تليفزيوني يحاول التخفيف من الخسائر، بالقول ان لدينا »صندوق مخاطر« لتعويض هذه الخسائر وكأن أموال هذا الصندوق منحة من السماء، وليست من أموال المودعين أيضا! وحالة حسام أبوالفتوح ومجدي يعقوب.. مشابهة النموذج الثاني أشد هولا!.. مما نشر من التحقيقات مع الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الاسكان السابق، أنه منح ستة من اصدقائه مساحات من أراضي البناء دفعوا 01٪ فقط من ثمنها، 5 جنيهات للمتر، من 05 جنيها، وبضمان هذه الأرض، وبرغم عدم سداد كامل ثمنها.. وبخطاب تزكية من الوزير.. اقترضوا من البنوك.. كم؟ أحدهم، هو يسري زغلول، أخذ من البنك العقاري العربي مليارين و005 مليون جنيه، ومن البنك الأهلي مليار و007 مليون جنيه، أي أربعة آلاف ومائتي مليون جنيه! ومع ذلك، لم يسددوا بقيمة ثمن الأرض إلا بعد 9 و21 سنة، بنوا علي الأرض فيلات باعوها بأغلي الاثمان.. وتربحوا - بالمخالفة للقانون وكل القواعد الإجرائية- مليارات أخري، وصار هؤلاء أغني من الذين اقرضوهم، لكن يا تري كم كان ثمن هذا الثراء المسروق من أموال المودعين، وما مسئولية »البنكيرة«.. الخبراء.. الشطار.. الذين تتبدي مهارتهم في »خفس« فوائد الايداع إلي أدني حد.. والحصول علي مرتبات وحوافز وارباح تفوق الخيال؟! كم أتمني من أحد الباحثين المتخصصين بحث كيف يدير رجال البنوك.. أموال البنوك. نشر في صفحات الحوادث أن مدير الائتمان في بنك معروف أبلغ أن أفريقي وأفريقية نصبا عليه.. بأن أخذا منه عشرين ألف جنيه، لكي يولدا له منها »بالسحر« مائتي ألف دولار لكنهما لم يردا له لا الدولارات ولا العشرين ألف جنيه. مجرد خبر!