في اعقاب اعتداء إسرائيل علي أسطول الحرية وقتلها عدداً من دعاة السلام أغلبهم أتراك.. خرجت المظاهرات المنددة بالجريمة الاسرائيلية، ورفع المتظاهرون الاعلام الفلسطينية والتركية، وزادت شعبية تركيا بين العرب.. فهل كان رد الفعل التركي تجاه المجزرة علي قدر توقعات هؤلاء الذين رأوا في تركيا نصيرا لقضايا الأمة؟ وهل تناسب الموقف التركي مع حجم الجريمة؟.. أن رد الفعل التركي انحسر في المطالبة باعتذار إسرائيل وتعويض الضحايا وتحقيق دولي.. وهو ما رفضته اسرائيل كليا.. هذا هو رد الفعل التركي بعيدا عن التصريحات المنددة التي صدرت من قيادات الحكومة والتي رأي فيها الكثيرون احساسا بالعزة والكرامة.. ولكن حتي الآن لم تتخذ تركيا أي خطوة بعد الرفض الاسرائيلي لمطالبها، ومما لاشك فيه انها تملك من أدوات الرد الكثير، ولا اتحدث عن عمل عسكري أو انتقام بأسلوب تخريبي كما تفعل دولة الاحتلال، علي الرغم من هذا الاعتقاد راود الكثيرين ممن بالغوا في توقعاتهم.. فانقرة علي سبيل المثال لديها العديد من التعاقدات الاقتصادية والعسكرية مع اسرائيل وتوجد علي أراضيها قاعدة للمخابرات الاسرائيلية وعملاء الموساد الاسرائيلي يتنقلون بحرية هناك، كما انها يمكن ان تخفض التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل، إلا اننا وجدناها في الوقت نفسه تدعو اسرائيل لحضور قمة عن »الأمن في آسيا« ومما يثير الدهشة بعد كل ذلك ان يخلو بيان القمة من الاشارة إلي المجزرة الاسرائيلية..! فالواضح ان لتركيا حسابات خاصة تمنعها من الرد علي اسرائيل بشكل ما، هذه الحسابات تتجاوز ما يصبو إليه الشارع العربي.. ولاشك فإن الاتراك أنفسهم يدركون ذلك، فلم يضغطوا علي حكومتهم لاتخاذ موقف صارم ولم يتهموها بالخيانة لانها لم ترد علي الجريمة.. وفي النهاية فان علي الرأي العام العربي إلا يفرط في آماله وتوقعاته حيال تركيا إلي حد المبالغة مما يحمل وريثة الخلافة العثمانية أكثر مما تحتمل وفوق ما تطيق فلديها توجهات أوروبية ومشكلات اقتصادية وصراعات داخلية.. وربما نصحو يوما علي نبأ انقلاب يطيح بآمال الرهان علي حصان اردوغان. حسين نجاح [email protected]