اكد وزراء المالية والمصرفيون في دول مجموعة العشرين أمس ان الاقتصاد العالمي "ينمو بأسرع مما كان متوقعا" لكن بشكل غير متساو بين الدول. وبدأ الوزراء بمجموعة العشرين اليوم الثاني من محادثاتهم في كوريا الجنوبية حيث تتصدر السلامة المالية وسبل إصلاح النظام المالي العالمي جدول المناقشات في ظل تفاقم أزمة الديون الاوروبية. ويأتي هذا الاجتماع بهدف اعداد القضايا المدرجة علي جدول أعمال قمة العشرين المقررة في مدينة تورنتو الكندية آواخر الشهر الجاري. ومن المقرر ان تركز المناقشات علي ضوابط الاسواق المالية، وإصلاح المؤسسات المالية العالمية وإقامة شبكات أمان مالية عالمية للحيلولة دون تكرار الازمة المالية العالمية التي اندلعت اواخر عام 2008 ولاتزال تلقي بظلالها علي بقاع شتي في أنحاء العالم. يشار إلي وجود انقسام بين أعضاء المجموعة حول مقترحات بفرض ضريبة علي البنوك توضع حصيلتها في صندوق خاص لتستخدم في إنقاذ القطاع المصرفي في حال تكررت الازمة المالية مستقبلا، حيث يؤيد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة هذا الاتجاه في حين أعربت كندا واستراليا عن معارضتهما له. وفي اليونان اعلن رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو لاعضاء البرلمان إن الساسة اليونانيين يخاطرون بمواجهة ردة فعل عنيفة من الشعب اذا اخفقوا مرة اخري في القضاء علي الفساد. وقال "لو لم نستعد النظام الي هذا البلد ولو لم نخلق احساسا بالعدالة واذا غاب احترام القانون سيطاردوننا جميعا بالشوارع ويرجموننا بالحجارة وهذا حقهم" وأكد محللون اقتصاديون انه لو اخفقت الحكومة في تقديم كبار المتهربين من الضرائب والسياسيين الفاسدين للعدالة قريبا فربما نزل المزيد من عامة الشعب الي الشوارع مطالبين باتخاذ اجراء. وفي بريطانيا بدأ أفراد طواقم الطائرات التابعة لشركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتش إيروايز" أمس إضرابا جديدا عن العمل من المفترض أن يستمر خمسة أيام، احتجاجا علي الأجور وظروف العمل. وأعلنت مصادر إعلامية أن هذا الإضراب، وهو الأخير سيستمر حتي يوم الأربعاء المقبل. وكانت "بريتش إيروايز" قد أعلنت عن تكبدها خسائر سنوية بلغت 531 مليون جنيه إسترليني في العام المالي المنتهي في شهر مارس الماضي نتيجة انخفاض عدد المسافرين إثر الأزمة المالية العالمية وارتفاع التكاليف، بالإضافة إلي سلسلة الإضرابات التي قام بها أفراد طواقم طائراتها. من جهته قال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان زيادة في الوظائف قدرها 431 ألف وظيفة في مايو الماضي هي علامة علي أن الاقتصاد الامريكي يزداد قوة بالرغم من أنه ستكون هناك فترات صعود وهبوط في المستقبل. وقال اوباما الذي كان يتحدث اثناء رحلة الي ماريلاند "هذا التقرير اشارة الي أن اقتصادنا يزداد قوة يوما بعد يوم." وقالت كريستينا رومر رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الابيض ان تقرير الوظائف لشهر مايو يظهر استمرار دلائل انتعاش سوق العمل لكن ما زال هناك طريق طويل قبل أن تنتعش سوق العمل الامريكية بالكامل. واعلنت وزارة العمل أمس ان الوظائف زادت 431 ألف وظيفة مع توظيف الحكومة 411 ألف موظف لاجراء الاحصاء السكاني. من ناحية اخري هبطت الاسهم الامريكية الي أدني مستوياتها منذ فبراير بعد ان أحدثت بيانات الوظائف لشهر مايو خيبة أمل لدي المستثمرين الذين تساورهم بالفعل مخاوف من أزمة ديون اخري محتملة هذه المرة في المجر.