بعد مناقشات ساخنة استمرت 12 ساعة، أدان مجلس الأمن الدولي المجزرة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية فجر أول أمس ضد "أسطول الحرية" المتضامن مع أهالي غزة، ودعا في بيان رسمي غير ملزم - لكن تبنيه تطلب اجماع الاعضاء ال15- الي الافراج الفوري عن السفن وعن النشطاءالذين تعتقلهم اسرائيل. وقال كلود هيلير سفير المكسيك الذي ترأس بلاده دورة المجلس في ختام الاجتماع: "يأسف مجلس الأمن لمقتل وإصابة الأشخاص بسبب اللجوء إلي العنف خلال العملية التي جرت في المياه الإقليمية، ويدين المجلس ذلك العمل الذي أدي إلي مقتل عشرة نشطاء علي الأقل". ويدعو الي تحقيق عاجل وحيادي وله مصداقية وشفاف يتماشي مع المعايير الدولية. وبدوره، ولكن السفير أليخاندرو وولف نائب رئيسة بعثة الولاياتالمتحدة لدي الأممالمتحدة دعا إلي تحقيق إسرائيلي وليس دوليا. وقال مندوب فلسطين لدي الأممالمتحدة إن السلطة الفلسطينية ولبنان وتركيا - اللذين تقدموا القرار المطالب بإدانة إسرائيل- يطالبون بفتح تحقيق دولي مستقل لمعرفة ملابسات العملية، وأشار الي أنه "يجب أن يكون التحقيق مستقلا ويتسم بالمصداقية". وكانت المناقشات في المجلس قد استهلت بهجوم شديد اللهجة من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي اعتبر ان اسرائيل فقدت كل شرعية دولية وان ما قامت به القوات الإسرائيلية عملية مثل أعمال القراصنة وقطاع الطرق. وافاد دبلوماسيون ان خلافا بين تركيا التي صاغت مشروع النص والولاياتالمتحدة الحامية التقليدية لاسرائيل في الاممالمتحدة، منع تبني البيان في اسرع وقت. واشاروا الي ان واشنطن سعت بكل قواها لتفادي صدور بيان شديد اللهجة ضد الدولة العبرية وان لا يشتمل البيان الدعوة الي اجراء تحقيق "مستقل". وكانت مسودة النص الاصلي ترمي للحصول علي ادانة واضحة لاسرائيل بعد شنها الهجوم علي "اسطول الحرية". واعلن سفير بريطانيا مارك جرانت انه اصبح "من الواضح اكثر من اي وقت مضي ان القيود التي تفرضها اسرائيل للوصول الي غزة يجب رفعها وفقا لقرار مجلس الامن 1860". وعبر معظم اعضاء المجلس عن رغبتهم في رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة. لكن المندوب الاميركي اليخاندرو وولف اكتفي بالتأكيد ان واشنطن تستمر في "حث الاسرائيليين، بشكل يومي علي توسيع حجم وتنوع السلع التي يسمحون بدخولها الي غزة". وانتقد مبادرة "اسطول الحرية" مشيرا الي ان "هناك آليات لنقل المساعدة الانسانية الي غزة من قبل الدول او المجموعات الراغبة في ذلك". وشدد علي "ان هذه الوسائل غير الاستفزازية هي التي يجب استخدامها". ومن جانبه، اتهم ممثل إسرائيل في الأممالمتحدة دانيال كارمون "أسطول الحرية" بأن دوافعه لم تكن إنسانية،وأضاف "أي نوع من النشاط السلمي يستخدم السكاكين والعصي وغير ذلك من الأسلحة لمهاجمة جنود صعدوا الي متن سفينة وفقاً للقانون الدولي"؟ وأكد كارمون أن "لا وجود لأزمة إنسانية في غزة"، مشيراً الي أن السلع والمواد المخصصة لقطاع غزة يجب أن تسلك نقاط العبور المسموحة. علي صعيد آخر، ناقش أمس مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة العدوان الاسرائيلي علي أسطول الحرية. ومناقشة الجريمة من خلال هذا المجلس يمكن كما يقول المراقبون ان تشكل ضغطا اكبر علي اسرائيل. ومن جانبها دعت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان الي تحقيق مستقل ورفع الحصار عن غزة. من جهة أخري، أصدرت الخارجية الامريكية بيانا باهتا يخلو من أي ادانة لاسرائيل أو حتي تعنيف ازاء المذبحة التي ارتكبتها . واكتفي البيان بابداء الاسف للارواح التي ازهقت وان واشنطن تشعر بالقلق تجاه معاناة المدنيين في غزة. وقال بيان الخارجية ان " حماس" تتدخل في شحنات المساعدات الدولية واقرارها لما اسماه البيان بالعنف يعقد من الجهود في غزة. وأشار أيضا الي أن ماحدث يؤكد الحاجة الي المضي بسرعة في المفاوضات التي يمكن أن تفضي الي سلام شامل في المنطقة.