مازالت المرأة رغم كل ما حصلت عليه من حقوق تعاني الأمرين خاصة في دول العالم الثالث.. فكثيرا ما نسمع عن تعرض النساء للعنف والتحرش.. وكلما سألنا عن السبب قيل: ملابس المرأة هي الدافع.. وهذه بالتأكيد ليست الاجابة الصحيحة. علي مدي يومين بمركز سوزان مبارك الاقليمي لصحة وتنمية المرأة بالإسكندرية.. تمت مراجعة حديثة لأسباب العنف وأشكال التعامل معه من خلال مؤتمر العنف ضد المرأة بين المجتمع والقانون..وشاركت فيه طوائف مختلفة من المجتمع المصري وجامعة هوبكنز الامرييكية. . في البداية قال د.حسن سلام مدير مركز سوزان مبارك الاقليمي لصحة وتنمية المرأة :عندما نتحدث عن العنف ضد المرأة نقصد بلا ادني لبس الموقف من حرية المرأة.. واوضح مدير مركز سوزان مبارك : أن هذا يؤدي بشكل مزعج إلي ازدياد التفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين الرجل والمرأ. فالنساء يشكلن أغلبية الفقراء والأميين في العالم كما يعملن ساعات اطول وبإجور أقل ويتعرضن للعنف الجسدي والجنسي داخل وخارج المنزل. وقد بذلت مصر في السنوات الأخيرة جهودا حثيثة علي طريق تحديث وتطوير وضع المرأة . تفعيل القوانين وفي كلمه المستشار محمد عبد العزيز الجندي النائب العام الأسبق قال : العنف ضد النساء قديم قدم الأزل فتتعرض له المرأة في كل العصور بصور متعددة ..وضرب الزوجات ظاهرة عالمية أثبتت الإحصائيات وجودها في أغلب دول العالم ..ففي أمريكا ودول أوربا المختلفة تشيع ظاهرة ضرب الزوجات إلي حد أحداث الإصابات والعاهات أحيانا كما تشيع في المجتمعات النامية والمتخلفة علي حد سواء. . وقد أشارت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلي أن 30٪ من النساء المصريات تعرضن للضرب ولو لمرة واحدة من أزواجهن..وأظهرت الدراسة أن غلاء المعيشة وعدم قدرة الرجل علي تلبية احتياجات أسرته كانت من أهم الأسباب التي تؤدي إلي ضرب الزوجات . وأوضح النائب العام الأسبق قائلا: ليس بالضرب وحده يمارس العنف ضد المرأة فهناك العديد من صور العنف تمارس ضد النساء وتزخر بها وسائل الإعلام..والعجيب في تبرير هذه الظاهرة هو ألقاء اللوم الدائم علي المجني عليهن بمقولة أن مظهرهن وملابسهن هي التي تدفع الشباب إلي التحرش بهن وهو تبرير ينقضه أن من بين المجني عليهن نساء محجبات بل ومنتقبات يستحيل أن يكون مظهرهن هو الباعث علي التحرش وارتكاب الجريمة ولكنه الخلل المجتمعي الذي أصاب الشارع المصري واهتزاز القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية وانحراف الشباب نتيجة لما يعانونه من ضياع وإحباط بسبب الفقر والبطالة والفراغ.. يضاف إلي ذلك الغياب الأمني فلم يعد هناك وجود لرجال الأمن في الطرقات كما كان في الماضي. عالم بالا أمان وقالت د. فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة: إن الأضرار الصحية والنفسية التي يخلفها العنف ضد المرأة في ابسط صورها تشعر المرأة أنها تعيش في عالم تفتقد فيه أمنها الإنساني.. مما يؤثر علي قدرتها علي العطاء داخل الأسرة وتربية الأجيال.. وحيث ان تعزيز قدرات المرأة علي المشاركة والعطاء سواء علي مستوي الأسرة أو المجتمع هو أحد أهم الأهداف التي يسعي المجلس القومي لتحقيقها فمن ثم أصبح الاهتمام بموضوع العنف ضد المرأة واجبا رئيسيا للمجلس القومي للمرأة.. وقد اتضح من دراسات قام بها المجلس أن العنف بكل أشكاله سواء كان العنف الجسدي أو النفسي يبدأ من البدايات المبكرة للحياة في بعض الأحيان ويستمر في الطفولة وخلال الزواج وحتي عند التقدم في السن مما جري تعريفه في الادبيات »بدورة حياة العنف ضد النساء« ومرتكبو العنف عاة يكونون الزوج الحالي أو السابق او حتي غير الزوج مثل الاب والأشقاء الذكور وكانت احيانا الأنثي مرتكبة العنف مثل الام أو زوجة الاب في عديد من الاحيان. وجرائم العنف المرتبط بالشرف هو من المجالات التي برزت كشكل من أشكال العنف الذي يوجه إلي المرأة سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة.. واكدت د.فرخندة : أنه لا يمكن القضاء علي ظاهرة العنف ضد المرأة في غياب الإرادة السياسية المتمثلة في التشريعات والسياسات وخطط العمل القومية.