جلال دويدار تستمر أعمال القتل المتبادل بين جيش السلطة الحاكمة في سوريا وقوات المعارضة ورافدها المسمي بالجيش الحر رغم عدم توازن القوي. في نفس الوقت تتواصل عمليات الدمار وتداعيات المحنة التي يعيشها غالبية الشعب السوري الذي يعاني من هذه الفوضي السائدة والمستندة الي عناد الاطراف المتصارعة دون اي اعتبار للمصلحة الوطنية.. في هذا المناخ المروع اصبحت سوريا تحت رحمة وجذب القوي الخارجية المختلفة التي وجدت فرصتها في تصفية الحسابات وتحقيق حلم تمزيق الدولة السورية المتاخمة لاسرائيل.. حصان طروادة الذي تقف وراءه الولاياتالمتحدة دولة القطب الواحد والحلفاء الذين يأتمرون بأمرها. ولم يعد خافيا ان ارادة اسرائيل ومصالحها هي التي اصبحت تتحكم في حركة وتعامل امريكا والغرب مع الازمة السورية سلبا وايجابا. من المؤكد ان هذا التحالف الشيطاني المتآمر علي المصلحة العربية يخضع تماما لما تراه اسرائيل يصب في مصلحتها. وهو الامر الذي يغل ايديهم عن التدخل السافر كما حدث في ازمة ليبيا التي لا تشارك اسرائيل حدودها.. لهذا السبب جري اطلاق يد الغرب للعبث والتدخل في الازمة الليبية التي انحصرت واقتصرت بشكل ظاهر علي المصالح البترولية والصراعات القبلية. من المؤكد ان الموقف الاسرائيلي المؤثر في تطورات الازمة السورية إنما يعود من حالة القلق والتشكك فيما يمكن ان يحدث في حالة اسقاط النظام الحاكم في سوريا وهو ما قد تنعكس تطوراته علي الامن القومي لاسرائيل. انها تضع في اعتبارها حالة الهدوء التي سادت الحدود خاصة منطقة الجولان السورية المحتلة طوال ما يقرب من 93 عاما منذ حرب 3719. لاجدال ان اسرائيل تجد صالحها في الوضع الحالي في سوريا وما يدور علي ارضها من تقاتل يقترب من حافة الحرب الاهلية. الشيء الغريب في هذه المعادلة الغريبة هو موقف العرب الخليجيين الذين قرروا ان يصبحوا ملكيين اكثر من الملكيين انفسهم والمتمثلين في اسرائيل ومن ورائها امريكا والغرب.. انهم وفي نفس الوقت الذي اتخذوا فيه موقف التطرف بكل مظاهره بسحب السفراء فانهم لجأوا الي خوض حرب اعلامية ضد نظام الاسد. هذا الموقف الغريب بديل التهدئة ومحاولة اطفاء النيران ساهم في اشعال الفتنة وكأنهم يريدون الا يكون هناك حل يعيد السلام الي الارض السورية. انهم يتلاقون في ذلك مع امريكا والغرب المتورطين في تمثيلية التظاهر بتأييد المعارضين السوريين بينما يعملون في الخفاء علي استمرار الصراع لعرقلة أي حل يساعد علي الخروج من هذه المحنة. مع تصاعد الازمة وسيل الدماء تقف روسيا علي الخط دعما وتأييدا للأسد بالاضافة الي المشاركة الفعالة مع الصين لمنع اتخاذ المجتمع الدولي لاي غطاء من مجلس الامن يسمح بالتدخل الذي يروج له الغرب علنا ويرفضه سرا.. ومع ازدياد تعقيد الازمة وعدم ظهور حل لها حتي الآن يظهر علي الساحة مشهد روسي هزلي بطله وزير خارجيتها الذي برر مساعدة نظام الاسد بالخوف والتحذير من سيطرة ابناء المذهب السني السوريين والذين يمثلون ما يزيد علي 57٪ من تعداد الشعب علي مقاليد الحكم. حجتهم الخوف علي ما يمكن ان تتعرض له الاقليات السورية من اخطار. وكما هو معروف فإن الاسد وجماعته ينتمون للمذهب العلوي الذين يمثلون اقل من 5٪ من تعداد الشعب السوري. ان معني ذلك من وجهة نظر روسيا انه ليس من حق الاغلبية الشعبية حكم بلادها وانهم مع حكم الاقلية لسوريا!! طبعا الكل يبكي علي ليلاه كما يقولون باعتبار ان روسيا تضع في الحسبان مشاكلها في مواصلة سيطرتها وهيمنتها علي الدول الاسلامية الآسيوية خاصة في منطقة القوقاز وهو ما يؤكد ان الجميع يبحث عن مصالحه إلا اخواننا العرب الضائعين إلي يوم الدين!!