فاجأنا أديبنا وكاتبنا الكبير جمال الغيطاني بوصف الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح بالنزاهة والمصداقية.. والشجاعة.. وطهارة اليد.. والتاريخ النضالي الناصع.. وإن لم تكن هذه الصفات في أبو الفتوح غائبة عني.. إلا أنها فجائية لي لأنها من أستاذ له اتجاه وطني آخر غير الاتجاه الذي يميل إليه أبو الفتوح.. وما قاله الغيطاني درس في حرية الرأي والتعبير.. ودرس لمن يختلفون في التوجهات والايديولوجيات كي يحترم الرأي والرأي الآخر.. ولا يمنع اختلافي معك أن أقرر ما بك من صفات حميدة وهذه أخلاقيات الفرسان. المكان قاعة رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم.. الحضور المرشح الرئاسي عبدالمنعم أبو الفتوح وأعضاء حملته الانتخابية في ضيافة أسرة »الأخبار« بحضور رئيس التحرير ياسر رزق وكتابها من قيادات الجريدة وشبابها.. الحوار حول برنامج أبو الفتوح الانتخابي.. إضافة إلي رؤيته لما يجري من أحداث علي الساحة. وإذا كان نص الحوار منشوراً في الجريدة.. فإن لي رؤية ومشاهدات حول الحوار وحول شخص الدكتور عبدالمنعم.. وربما كنت من أوائل من أعلن تأييده للدكتور أبو الفتوح للمصداقية العالية التي يتمتع بها.. وحبه لوطنه رغم انه كان وقتها منتمياً للإخوان المسلمين.. وأنا لا أفضل الانتماء لأي تيار أو حزب.. لأن الصحفي مهمته تحقيق التوازن بين الجميع.. ومعاملتهم علي قدم المساواة.. وهذا لا يمكن أن يتحقق والصحفي ينتمي لتوجه أو تيار ما.. وقد تعلمت هذه القاعدة الأساسية في الصحافة علي يد أستاذ الأجيال الصحفية جلال الدين الحمامصي. كما أنني أميل إلي التيار الوطني الذي يفضل الانتماء للوطن علي أي توجه حزبي.. أو فكري. حيث أري أن مصر أولاً وأخيراً.. ومصر فوق الجميع سواء أحزاباً أو تيارات أو توجهات.. وأري أن الشعب هو القاعدة العريضة لمصر.. ويحتاج منا إلي انتشاله من الفساد والظلم والديكتاتورية إلي الحرية والديمقراطية وعصر الطهارة والنزاهة.. وهذا ما يراه الدكتور أبو الفتوح.. ويلخصه في جملة بليغة صادقة يقول: »أصحاب الوطن لهم الحق في المعرفة«.. ولم أسمع د. أبو الفتوح يمس المعارضين له بأي سوء ولا حتي هفوة.. إنه حريص كل الحرص علي أن يحافظ علي صداقته وعلاقته الطيبة بالجميع.. سواء المرشحون المنافسون أو حتي أصحاب التيارات والتوجهات الحزبية أو الجماعات.. حريص في رأيه ألا يمس الآخرين.. حاول معه المحاورون من أسرة »الأخبار« في أن يتحدث بأي شيء عن المنافسين له.. وكان رده حاسماً في أنه يقدر كل توجه وطني وأنه لا يشكك في وطنية أحد.. ويعطي كل ذي حق حقه.. ولا يمانع من المناظرة مع أحد.. وكان قاطعاً عندما سأله زميل: هل يمكن أن تتنازل لمرشح ما.. قال: أنا تقدمت لخدمة الوطن.. ولن أتنازل لأي مرشح آخر.. حتي وإن كانت زوجتي الدكتورة علياء. كما كان أبو الفتوح واضحاً وصادقاً مع نفسه.. عندما قال: »أنا ضد سياسات الغرف المغلقة.. أنا مع الشفافية وحق المواطن في المعرفة.. وأرفض أي تصرف غامض«.. وأكد أن المجلس العسكري وطني.. وتصرفاته علي الرغم من بطئها وسوء إدارتها أحياناً وطنية.. وأرفض تخوينه.. ويري أن تكون الأولوية للقوات المسلحة ليستمر الأقوي في المنطقة«. وافتتح الحوار أديبنا الكبير جمال الغيطاني فوجه التحية لعبدالمنعم أبو الفتوح ووصفه بأنه ينتمي إلي فئة المرشحين الذين هم ضمير الثورة ومن الذين يعبرون عنها.. وليس من الفئة الثانية المرشحة للرئاسة وهي ضد الثورة. وقال الغيطاني: »إنني أتعجب كيف يكون للإخوان كادر مثلك ولا يؤيدونك.. ومشكلة الإخوان أنهم ليس لهم كوادر«. واختتم الغيطاني »أتمني لك النجاح.. وأرجو أن أعرف ما رؤيتك للثقافة والإبداع.. وأؤكد أنك نزيه اليد.. طاهر السيرة.. ليس في مصادر تمويلك ما يشينك«. وكانت إجابات عبدالمنعم أبو الفتوح تنم عن ذكاء فطري حباه به الله سبحانه وتعالي: »إن البشر هم أعظم ثروة في مصر.. ولن نفرط في قيمة الإنسان المصري«. وأضاف »تربيتي الصوفية تجعلني لا أحمل حقداً أو ضغينة لأحد.. ولا أشعر بمرارة من موقف الإخوان مني.. لأنني في خدمة الوطن.. ولست ممثلاً للإخوان أو لأي حزب.. وتقدمت مستقلاً بتوكيلات شعبية تفوق ال44 ألف توكيل.. وأراهن علي التيار الرئيسي لمصر.. والأولويات في برنامجي تبدأ باستقرار الأمن ثم دوران عجلة الاقتصاد فالتعليم والصحة وتحقيق استقلال القضاء والنائب العام من السلطة القضائية«. ولفت إلي أنه مع حرية الإبداع الثقافي.. ولا قيد عليها إلا بحكم قضائي دون أي تدخل من السلطة التنفيذية أو رئيس الجمهورية.. وأنا مع فتح الباب للمواطن ليعبر عن رأيه كاملاً. لم ينس أبو الفتوح وقف حنفية الفساد.. فمصر لديها موارد كثيرة لكنها نهبت وأُسيء إدارتها.. وقال: »دور رئيس الدولة اللجوء إلي أهل الاختصاص والاعتماد عليهم في مواجهة أورام المجتمع وقضايا ومشاكل المواطنين.. وأن تدار الدولة من خلال آلية رقابية يخضع لها رئيس الدولة لمنع فساده.. كما تخضع لها كل المؤسسات.. نحن نريد بناء الوطن علي أساس من الطهارة.. كما لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يعمل بشكل انتقامي.. بل يعمل بشفافية ووضوح وتحت رقابة الشعب والدولة«. وأكد أبو الفتوح »حينما أفقد مصداقيتي مع الشعب.. أقول لهم احنا فشلنا ونتحمل نتيجة الفشل«. وحول الموقف من إسرائيل.. قال »أنا ضد زيارة إسرائيل.. وفي نفس الوقت ضد المواقف العنترية وسوء تقدير الموقف.. المهم مصلحة مصر«. وحول مطالب أقباط مصر في المادة الثانية من الدستور قال أبو الفتوح: لهم كل الحقوق في أن تكون لهم مبادئ شرائعهم في أحوالهم الشخصية.. مؤكداً أن مصر السمحة هي التي صدرت للعالم الإسلامي الوسطية.. والتي يمثلها الأزهر الشريف.. وأري أن المرجعية العلمية للمحكمة الدستورية تكون للأزهر الشريف.. لذلك كله سوف أنتخب عبدالمنعم أبوالفتوح رئيسا للجمهورية. دعاء يريح البال اللهم إنك تختص برحمتك من تشاء.. فاختصنا برحمتك وبركاتك ولطفك وعافيتك حتي لا نحتاج لأحد من خلقك. آمين يا رب العالمين