نعم الباز أما لهذا الموت من رادع؟.. سبحانك ربي لا راد لقضائك.. ينفلت عقد الأحبة وكلهم عظماء وتفقد مصر جواهر من تاجها يخطفه ملك الموت ويترك لنا الفراغ والحسرة.. ويرحل الملك محسن محمد في وقت ما كان أحوجنا إلي قلمه الشريف الذي لم يتلون من أجل بشر ولا منصب ولا مال. رحل ملك الوثائق الذي عشق القارئ فأصبح ملتزما أمامه بالثقافة والخبر والتحليل.. رحل القدوة الصحفية الذي جهز نفسه لها ثقافيا مدعما باللغة من أجل التواصل والترجمة حاملا في عقله حسا صحفيا بالغ الدقة للحوار والخبر.. رحل أستاذي وزميلي تاركا لي ميراثاً أغلي من الماس ترك لي شرف استخدام القلم من أجل القارئ وأن القارئ هو صاحب الجلالة وليست الصحافة! رحل أستاذي الذي فاجأني أستاذ موسي صبري قائلا: - جالك رئيس جديد.. جاء محسن محمد نائبا لرئيس التحرير إنه لا يخاف في الحق لومة لائم. وقدمت له محتويات باب أخبار الأطفال الذي كنت أحرره في الأخبار كانت في المحتويات نتيجة مسابقة لعيد الأم كتبت أسماء الفائزين، فقال لي بعبارة هادئة ولكنها كانت درسا لم أنساه - فين عناوين الأطفال؟ - ليه يا أستاذ محسن؟ - علشان الشارع كله يفرح معاه ويزيد عدد القراء ويبعتوا يشاركوا بعد كده هذا الصغير سوف يكون من أهم قرائك حينما يكبر.. الشارع كله سوف يقرأ باب الأطفال. رحل صاحب ال 52 مؤلفا كلها تفك علامات استفهام القارئ وتثري ثقافته ووجدانه اغترف من الوثائق في أهم كنز وثائقي في العالم هو المتحف البريطاني كشف لنا الحجاب في كتابه »سرقة ملك مصر« عن ما حدث عند اكتشاف أغلي مقبرة في العالم وهي مقبرة توت عنخ آمون تنبأ بما يحدث الآن منذ عشرين عاما في كتاب »حرب البترول« ولعل كتابه »من قتل الشهيد حسن البنا« ضرورة هذه الأيام للمراجعة ولمعرفة السيرة الحقيقية لهذا الرجل الذي انفلتت بعده الجماعة وأصبح لديها نهم للسلطة هو المشروع الأول والأخير. أما عن قلم الملك محسن محمد فحدث ولا حرج فقد ظل شاهرا قلمه كسيف بتار يوجع حتي الإفاقة للمخطئ وقاتل للشرير.. سواء شريرا سياسيا أو شريرا مجتمعيا.. ترك لنا الملك قيماً جميلة ورائعة أما أعظم ماترك لنا هو وشريكة كفاحه الاعلامية رئيسة التليفزيون السابقة هند أبوالسعود.. ترك لنا الاعلامية المتميزة الدكتورة ميرفت محسن والسفير الدكتور أشرف محسن وأعزي من قبلهم بالذين سوف يشرفون بجدهم وقدوتهم طول العمر الاعلامية رحمة زين الدين والصغار محمد وعمر أشرف محسن. لقد رحل الملك بعد أن اثبت حرفيته للصحافة إلي ان يوصل بها توزيع الجمهورية من 021 ألفا إلي رقم المليون وكان هذا الرقم منذ ثلاثين عاما رقما فلكيا بكل المقاييس. هل يعرف السلفيون النبي؟ لم يكن خطأ السلفيين حينما لم يقفوا حدادا علي رحيل قداسة بابا مصر شنودة الثالث ولكنه كان خطأ المنصة وتعجبت من خطأ المنصة في مجلس الشعب أكثر من مرة وتفسخ الأعضاء الذين قال أحدهم وهو وكيل المجلس انه لم يكن يتوقع أن يصل إلي هذا الشرف، ان الدكتور الكتاتني مناضل له قيمة وقامة ولكن وجوده في مجلس كله زعماء مشتاقون للسلطة ركلوا الشعب الذي اختارهم بأرجلهم وحدثت لهم إفاقة في رؤوسهم علي النهم للسلطة وفرض قواعد اللعبة كان يجب أن تتكلم المنصة وتفرض احترام الشعب الذي خرج خلف البابا مسلمين ومسيحيين وشاهدتهم بالآلاف زحفا إلي وادي النطرون وظلت ابنتي شيرين إسماعيل ثابت تتحدث إلي مأمور القسم حتي تستطيع ان تذهب بعد أن ينفض الزحام ولا فائدة فلا انقضاض لموكب احترام الموت الذي أصبح من كيمياء المصريين منذ آلاف الأعوام وأكبر مبني في بلادنا مقبرة.. الدم! تعجبت من هؤلاء السلفيين الذين لم يعلموا أن النبي صلي الله عليه وسلم كان جالسا أمام بيته مع بعض صحابته فمرت جنازة فوقف الرسول فقال له أحد صحابته: - إنها لميت يهودي؟ فقال رسول الله - أليست نفس خلقها الله؟ ان السلفيين لم يعرفوا ثقافة ولم يقرأوا القرآن جيدا ولكنهم يعيشون دستورا خاصا بهما وسلفا صالحا غير سلفنا الصالح الذي تعيش مصر علي مقولاتهم انهم يختارون ما يهين النفس التي خلقها الله. أرجوا ردا من الدكتور الكتاتني واحترام هذا الرد مهما كان الخلاف. قبل الطبع التحية لمحافظ الأقصر النبيل في جريدة صوت الأمة حاور الزميل حمدي من الأقصر المحافظ السفير عزت سعيد كان الحوار شديد الرقي من سفير أصبح محافظا بدرجة نبيل وهي بادرة لم تحدث في مصر منذ العصر الفرعوني وتشهد »خراطيش« رمسيس الثاني علي أعمدة الكرنك والتي إزاحت اسماء الملوك ووضع بدلا منها اسمه تلك العادة التي استمرت حتي الآن انه أول بشر يعترف بفضل ما قبله ويعد باكمال المشوار ولعل الدكتور سمير فرج سعد بهذه الشهادة أكثر من سعادته بالدكتوراة.