فساد الآثار ونهب الثروات والكنوز الأثرية حكايات لا تنتهي لكن الجديد هو قيام حارس آثار بسيناء بالإبلاغ عن جريمة سرقة مقبرة كاملة متورط فيها مسئولون كبار بهيئة الآثار، وتحرير محضر بذلك. "المشهد" تنشر رواية الحارس على مسئوليته بكل تفاصيلها. يروي حارس الآثار محسن حسن محمد عمرو حارس آثار بالمركز العلمي لآثار شمال سيناء قصة استيلاء كبار رجال الدولة وفي مقدمتهم رجال زاهي حواس في الآثار على كنوز مصر التاريخية والتي لا تقدر بثمن. أبطال أحداث السرقة حسبما يدعي الحارس في محضر شرطة بالمنطقة التابع لها وايضا في شكوى الى الامين العام للمجلس الاعلى للآثار في ذلك الوقت زاهي حواس، هم الدكتور محمد عبد السميع مدير منطقة اثار شمال سيناء وعلي سليم عثمان مدير أمن المنطقة ورمضان حلمي كبير المفتشين ورفعت الجندي مدير المركز العلمي بمركز القنطرة شرق ومعهم الامين العام السابق للمجلس الاعلى للآثار دكتور محمد عبد المقصود.
وتلك رواية الحارس محسن محمد لاحدى سرقات الكبار لآثار وكنوز مصر منذ اكثر من عامين، المقبرة التي تمت سرقتها هي مقبرة كاملة "بتل حبوة بالوظة"، قال الحارس: "نحن حراس المقبرة جلسنا حتى جاء الأستاذ رمضان حلمي والأستاذ رفعت الجندي ومعاهم عمال الحفائر فقلنا لهم ما يجري فاتصلوا بالدكتور محمد عبد المقصود، وسألته هل نبلغ الشرطة فرفض وقال انه قادم، و حوالي الساعة 9 حضر الدكتور محمد عبد السميع و معه "لودر" ليقتلع أحجار المقبرة وسوى مكان المقبرة باللودر وأخفى معالمها نهائيا وطلب منا أن نذهب معه مكتبه في المنطقة". ويكمل الحارس: ولما وصلنا مكتب دكتور عبد السميع حذرنا من الكلام في الموضوع ونتائجه قائلا: "أحسن لك تكفي على الخبر مجور". وبعدها فوجئ الحارس محسن بقرار نقله بناء تعليمات من الدكتور عبد السميع من المركز العلمي الى المخزن المتحفي وعدم صرف اي مكافأة وحوافز له و"عندما ذهبت لمكتبه قام بطردي". و"لما دخل الأستاذ علي سليم للدكتور عبد السميع بالمذكرة سحبها منه وقال له "هعمل لك مكافأة وأسكت". وبعد كده أرسل لي الدكتور عبد السميع وقال لي أنا مش قلت لك متتكلمش مع حد ومتعملش حاجة إلا بأمري أنا، أنا سحبت المذكرة من علي سليم عثمان. كنت في نوبتجيتي بالمركز العلمي بشمال سيناء جائني بعد صلاة المغرب الأستاذ رفعت الجندي مدير المركز العلمي بالقنطرة شرق وطلب مني الذهاب معه لمقابلة د.محمد عبد المقصود على كافيتيريا الشاويش بمدينة القنطرة الجديدة، لأن فيه مقبرة جديدة تم الكشف عنها، وطلب مني الذهاب لتل حبوة 2 لحراسة المقبرة الجديدة فأخبرته بأني غير مسلح فقال لا تخاف في ناس تانية منتظرة عند أمن الدولة هناخدهم معانا ونروح التل وهنمر عليكم الساعة 12 مساء والساعة 6 صباحاً، و لما ذهبنا لكافيتيريا الشاويش لم يكن د.محمد عبد المقصود موجودا، فذهبنا لمبنى المنطقة الإداري وأخذنا معنا مراقب الأمن ناصر بحيري وطلعنا على المكان الذي ذكره الأستاذ رفعت. قال إنهم سيبيتون معكم بالتل فلم نجد أحدا فذهبنا وكان ذلك قبل آذان العشاء، فقابلنا د.محمد عبد المقصود والأستاذ رمضان حلمي كبير المفتشين وكان راجع من التل وقالوا لي ولزميلي ناصر حسين بحيري خلوا بالكم وهنمر عليكم الساعة 12 مساء فسألت الأستاذ رفعت الجندي عن غفر المنطقة المسلحين فقال لا نعلم عنهم شيئا ومتخافوش هنمر عليكم الساعة 12 مساء وهنكون عندكم الصبح الساعة 6. و بعد وصولنا التل قال لنا المقبرة هنا ودلنا على مكانها وقال خلوا بالكو منها ومن الآثار اللى فيها، وتركنا وذهب وقال أنا في المركز العلمي، واكتشفنا أننا قد نسينا إحضار مياه و أكل، فاتصلنا بالدكتور عبد المقصود فأرسل الأستاذ رفعت الجندي ومعه ابن عمه اسمه السيد ومعاهم أكل ومياه وكان ذلك حوالي الساعة 9 مساء، و بعد ما مشيوا تناولنا الاكل وصلينا، وحوالي الساعة 12 إلا ربع هجم علينا فجأة حوالي 20 رجلا ملثمين ويحملوان بنادق آلية قاموا بضربنا وتوثيقنا بالحبال وسألونا: فين المقبرة اللى هنا. ثم جاءت أربع سيارات ثلاثة ملاكي وواحدة ربع نقل بيضاء تويوتا مارادونا ومن غير نمر، وبدأوا المرور في التل وعثروا على المقبرة و بدأوا يشتغلوا فيها، كان معهم كريكات ومقاطف وفلوس وقالوا لنا محدش يتحرك اللى هيتحرك هنضربه بالنار، وقعدوا ساعتين شغالين في المقبرة حفروها كلها وكان فيهم مجموعة ماسكة تليفونات موبايل ومجموعة بتعمل أكل وشاي ومولعة نار، كانوا جايبين فحم معاهم، كل ده أنا وزميلي متكتفين وحاطين السلاح فوق رؤوسنا وإحنا مكفيين على وجهنا وطلبت من واحد منهم إنه يفك الرباط من أيدينا عشان نتنفس فقال لي لما أسأل المعلمين اللى معانا اللى راكبين في سيارة ملاكي واقفة في الظلام فسألته مين المعلمين دول قالي إتنين دكاترة و واحد لواء، فسألته دكاترة منين من الآثار، قال لي متسألش كل ده و فيه ناس شغالة في المقبرة، بعد ما خلصوا شغل في المقبرة حوالي الساعة 2 أحضروا سيارة بيضاء ربع بدون لوحات معدنية رجعت بظهرها لحد المقبرة وحملوا عليها لوحتين طول الواحدة حوالي إتنين متر، كان كل لوحة بيشيلها حوالي 16 رجلا والباقي كان مراقب الطريق وفيهم ناس راكبة في السيارة جاهزين وناس ثانية على التليفونات وبعد ما حملوا اللوحتين مشيت السيارة المحملة بالآثار ووراها بقيت السيارات ماعدا سيارة واحدة فضلت معانا لحد بقية السيارات ما بعدت و بعد ذلك الثلاثة رجالة اللى كانوا في السيارة دي، حلونا من الرباط وغادروا المنطقة بسرعة، وطبعاً كل ده حصل و لم يسأل عنا أحد ولم يمر علينا أي مسئول زي ما قالولنا".