شرىف رىاض لست متشائما بطبعي.. لكن الشواهد من حولي تدفعني للاحباط والتشاؤم حتي أصبحت لا أري مخرجا مما نحن فيه إلا بثورة ثانية أو انقلاب عسكري.. لا الشعب ولا الجيش سيقبل أن تقع مصر في قبضة التيار الإسلامي بالصورة التي يدفعنا إليها المشهد الحالي بعدما سيطر الإسلاميون علي الجمعية التأسيسية للدستور بنسبة 56٪ وضمنوا تفصيل دستور علي هواهم يتحول بمصر عن طبيعتها كدولة مدنية إلي دولة دينية.. ملامح الصورة ستتضح أكثر إذا ما انتهي اجتماع مجلس شوري الإخوان اليوم بالاتفاق علي ترشيح خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة للرئاسة بعد فشل الاتفاق مع المجلس العسكري علي مرشح يدعمه الطرفان وبعد ضمان تأييد السلفيين للشاطر بما يمهد له الطريق للفوز.. وبنجاح الإخوان أيضا في تشكيل حكومة ائتلافية مع السلفيين سواء الآن أو بعد انتخاب الرئيس الجديد تكون مصر قد وقعت كليا في قبضة التيار الإسلامي. الإخوان والسلفيين لم يعبأوا بالاعتراضات علي استحواذ البرلمان علي 05٪ من عضوية الجمعية التأسيسية والتي وصلت إلي حد تقديم طعون ينظرها القضاء الإداري اليوم ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية.. ولم يعبأوا بالاستقالات التي قدمها بعض رموز القوي السياسية من عضوية الجمعية وهم ماضون في مخططهم وسيعقدون غدا أول اجتماع للجمعية التأسيسية.. نفس الأسلوب الذي كان يتبعه الحزب الوطني مع المعارضة »افعلوا ما شئتم.. وسنفعل ما نريد«. حاجة غلط عندما ينسحب من سباق انتخابات الرئاسة مرشح بحجم وثقل وتاريخ وأخلاق منصور حسن فلابد أن هناك حاجة غلط في منظومة الانتخابات الرئاسية.. وعندما يعلن عمر سليمان نيته الترشح في نفس اليوم وقبل ساعات من توقع ترشيح خيرت الشاطر فلابد أن تشهد معركة الرئاسة مواجهة بين الإخوان والعسكر !