تنوعت القضايا التي طرحت نفسها علي مائدة الحوار مع د. أبوبكر القربي وزير الخارجية اليمني في مكتبه بالوزارة في صنعاء سواء الابعاد الخارجية لمشاكل اليمن الداخلية وزيارة مخاطر تنظيم القاعدة والدعوة الي الانفصال في الجنوب وتمرد الحوثيين في صعدة.. وهذا نص الحوار: نتساءل في البداية هل كانت دعوة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار مع احزاب المعارضة في جزء منها استجابة لمطالب دول عربية ودولية ومجموعة دول اصدقاء اليمن؟ الدعوة للحوار هي جزء من التراث اليمني اذا جاز التعبير فنحن ملتزمون بالحوار لحل المشاكل التي تواجهنا منذ سنوات طويلة، حتي قبل تحقيق الوحدة في زمن الصراعات بين الشمال والجنوب.. والحوار هو الذي قاد اليمن للوحدة ونأمل ان يكون الحوار حلا لكل مشاكل اليمن.. كما ان الرئيس علي عبدالله صالح سبق له منذ عام ونصف طرح فكرة الحوار مع المعارضة للبحث في حل المشاكل المطروحة وقد تكون الدعوة هذه المرة اكثر وضوحا وشجاعة، ونأمل ان تستوعبها احزاب المعارضة، فلم يعد هناك اي مجال للشك في وجود توجهات لانهاء ازمات اليمن بالصورة التي طرحها الرئيس في بيانه، وقد اتفقت معنا دول عربية ودولية عديدة علي منهج الحوار كأساس لتجاوز ازمات اليمن. لماذا لم يطلب اليمن تسليم علي سالم البيض والذي يتخذ من المانيا مقرا للتحريض علي الوحدة اليمنية واستقرار اليمن وأمنه؟ نحن نتعامل مع قضية البيض في اطار دبلوماسي وهو ظاهرة اعلامية ونتخذ مواقف في هذا الاطار للتعاطي مع هذه التحركات. ولكني أسأل عن تسليمه؟ هذا امر يخضع للاجهزة الامنية باتصالاتها مع الانتربول واعتقد انه يجب ان يتم سؤالها في هذأ الشأن. تختلف المواقف باتجاه خطورة تنظيم القاعدة ما بين التهوين من وجوده في اليمن والتهويل عن آثاره في المرحلة القادمة هل اليمن استفاد من حالة عدم وضوح الرؤية؟ اعتقد ان مؤتمر لندن في يناير الماضي.. والذي ضم دولا عربية ودولية عديدة كان واضحا في التأكيد علي اهمية اليمن ووحدته واستقراره ومعالجة الاوضاع الاقتصادية والتنموية.. وخلق فرص العمل ودعم الاجهزة الامنية لمواجهة التطرف والارهاب ونحن لا نقبل التدخل في الشئون الداخلية اليمنية او المساس سيادتها.. وقد يكون الاهتمام باليمن من قبل دول العالم هو جزء من ادراك الجميع بالاهمية الاستراتيجية لليمن ودعني اقول ان القاعدة ربما تكون قد نبهت الغرب الي خطورة تدهور الاوضاع الامنية في اليمن.. عموما لن تكون اليمن ملاذا للقاعدة وتواجدها والامر يتطلب تعاونا امنيا واستخباراتيا ودعما اقتصاديا لليمن. وماذا عن التداعيات الخارجية لبروز ظاهرة الحراك الجنوب ومطالبة البعض بالعودة الي التشطير وانهاء دولة الوحدة؟ الحكومة اليمنية تهتم تماما بأي مطالب مشروعة يطرحها اهالي المحافظات الجنوبية والشرقية كجزء من اهتمامها بكل طوائف الشعب اليمني الا ان هناك رفضا عاما للانفصال والعودة للشطرين، الحراك الجنوبي نبه الدول الشقيقة والصديقة الي اهمية الوحدة اليمنية والسعي الي دعمها كجزء من الرغبة في استقرار المنطقة. وماذا عن العلاقات المصرية اليمنية؟ هي تجسيد حي لترابط الامن القومي العربي فمن يحاول تجزئته يرتكب خطأ استراتيجيا جسيما.. وجود القوات المصرية لدعم ثورة 62 سبتمبر ونضال الشعب اليمني من اجل التحرر كان تجسيدا لهذا الوعي بالامن القومي العربي.. واقدام اليمن علي اغلاق باب المندب اثناء حرب اكتوبر كان تأكيدا جديدا لمفهوم تكامل الامن القومي وما أود ان اؤكد عليه هو استمرار التنسيق والتشاور بين قيادتي البلدين وكذلك كل الاجهزة المعنية وعلي جميع المستويات. أتساءل عن موعد الاجتماع الوزاري الخماسي.. للبحث عن آليات تطوير العمل العربي المشترك وفقا لقرارات قمة سرت؟ هناك اتفاق علي تكليف الامين العام للجامعة عمرو موسي والامانة العامة، باعداد ورقة حول تصوراتها لتوجهات العمل العربي المشترك وتفعيله، والنظر في المبادرة اليمنية والمبادرات العربية الاخري وبعد الانتهاء من هذه الورقة سيتم تحديد موعد اجتماع اللجنة الخماسية خاصة ان هناك نشاط لعدد من اللجان المعنية بهذا الامر خاصة وفقا للرؤية التي قدمها الرئيس اليمني في قمة سرت فهناك تهديد حقيقي للاوضاع في المنطقة العربية.. والعمل العربي المشترك .