الباحث والمترجم الايراني "موسي بيدج" رئيس تحرير مجلة "شيراز" المعنية بترجمة الأدب العربي في طهران ،هو أكثر الباحثين حضورا في ملتقي مجلة " العربي" بالكويت قبل أسبوع ،فلا أحد يعرف شيئا عن الثقافة الإيرانية المعاصرة ،ومن المهم أيضا معرفة كيف هي الثقافة العربية في ايران.. الغريب واللافت أن موسي بيدج لا يستخدم كلمة (ايران) ولكن يستخدم دائما تعبير (بلاد فارس)! كان مدهشا جدا أن الجغرافيا القريبة لم تكن تعني شيئا، وأن اللغة العربية رغم تصاعد الاهتمام بها بعد الثورة الايرانية الإسلامية، أيضا لم تعن شيئا، وأن ترجمة الأدب العربي الي الفارسية تتم في الأغلب عبر لغات وسيطة!! كان مدهشا جدا ، أن حدود ما تعرفة ايران عن الثقافة العربية قبل الستينيات لم يخرج عن ترجمة "جورجي زيدان"، وفي الستينات لم يخرج الأهتمام بالثقافة العربية عن حدود الاهتمام بثقافة المقاومة، ودعم المقاومة الفلسطينية ، يعني العلاقة بالإبداع العربي ارتبط أساسا بموقف المبدع السياسي، وحجم تأييده للقضية الفلسطينية، ترجمت أعمال محمود درويش، وسميح القاسم، وغسان كنفاني ، ومعين بسيسو ، والبياتي، وامل دنقل، واحمد مطر.. الآن ترجمة الأدب العربي الي الفارسية ربما أكثر حركة واتساعا ، كما يقول موسي بيدج ،لكن دون منهج واضح ،ودون خطة، وبقدر كبير من العشوائية، ويعتبر "نجيب محفوظ" من أكثر الكتاب شهرة في ايران ، ترجم له 25 رواية، ورغم ترجمة "أولاد حارتنا" فقد رفضت وزارة الثقافة الأيرانية طبعها وتداولها.. بينما يعتبر"جبران خليل جبران " من أكثر كتاب العالم شعبية في ايران بسبب أسلوبه الشعري البسيط والسهل..