عمرو الخياط ليس هناك حرج في أن تري سيدة أن مصر في حاجة لأم فترشح نفسها لمنصب رئيس الجمهورية أو ميكانيكي يري في نفسه القدرة علي قيادة البلاد فيسحب أوراق الترشح للمنصب الاعلي في مصر ولا في من رأي مناما فاستيقظ ليعلن نفسه مرشحا للرئاسة أو من يفاخر بأنه ابن غير شرعي ليكون ذلك مؤهله لخوض انتخابات رئيس مصر ولا أيضاً لراغب شهرة يطمع في الظهور علي شاشات التليفزيون فلا يجد الوسيلة إلا أن يتقدم للترشح الرئاسي. جميعهم استهانوا بالمنصب ومبررات الترشح له وهو إفراز طبيعي لحالة الفوضي التي نعيشها في مصر، وعلي الجانب الاخر نغرق في بحر التوقعات والتكهنات حول دعم القوي السياسية لمرشحين محتملين حتي هذه اللحظة، وكأن الفوز بهذا المنصب الهام والحساس يحتاج إلي مناورات وتربيطات لابد أن تحدث بعيدا عن إرادة الشعب الحقيقية التي غالبا لن تكون هي الأساس في وصول مرشح بعينه إلي الفوز بالمنصب. وفي المقابل فإن هناك مفاجآت غير متوقعة قد تحدث في الايام القادمة تقودنا الي صفقة بين القوي الاكثر تماسكا في البلاد حاليا تؤدي إلي إفراز مرشح بعينه هو ما يمكن ان نطلق عليه توافقيا وسيكون الطريق ممهدا له نحو القصر الرئاسي ولكنه في ذات الوقت سيكون محملا حال وصوله الي المنصب بأفكار ومطالب من اجتمعوا عليه وهم ليسوا الشعب الذي كان يحلم بديموقراطية غير منقوصة وليست توافقية. ويؤكد ذلك الشروط التي تصل لحد التعجيز نحو الترشح سواء في ضغط عدد الايام الخاصة بقبول أوراق الترشيح أو طريقة جمع التوكيلات وهي التي أفرزت طوابير ممتدة امام مكاتب الشهر العقاري ولا تعبر هي الأخري الا عن حالة الفوضي التي نعيشها علي جميع المستويات. وبينما الجميع اصبحوا مشغولين بالانتخابات الرئاسية، يتم صياغة الدستور الجديد لتنفرد قوي سياسية واحدة لتمريره وكتابته بعيدا عن شعب ثار علي ظلم وغياب العدالة ليصحو علي حقيقة مؤلمة بعد وقت ويكبل بمواد في الدستور تعيده الي نقطة الصفر مرة اخري. حالة الضبابية التي نعيشها حاليا غريبة وتؤدي الي مزيد من فقدان الثقة بين الشعب الذي ما تصور انه استيقظ إلا وسرعان ما اكتشف ان احلامه تسرق جهازا علي كل المستويات. وتكمن الخطورة هنا في الإحساس الذي يمكن ان يطول الشعب بأنه هزم في معركة الديمقراطية التي ناضل من اجلها وسقي بدمائه شجرتها ولكن هناك من يريد خطفها وغرس أشجار اخري سيكون من الصعب اقتلاعها الا بثورة جديدة .