خلال يومين فقط وصل عدد الراغبين في الترشح للرئاسة والذين قاموا بالفعل بسحب أوراق الترشيح إلي 603 مواطنين.. وإذا استمر معدل الإقبال كما هو فسوف يتجاوز عدد المرشحين عدة آلاف قبل إغلاق باب الترشح يوم 8 إبريل المقبل!! وخلال أول يومين لسحب الأوراق شهد مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بشارع صلاح سالم العديد من المشاهد المثيرة للجدل أحيانا وللسخرية أحياناً أخري. فهناك سمكري السيارات الذي يؤكد أنه يضمن في جيبه أصوات 52 مليون حرفي، وهناك من قال إنه رشح نفسه استجابة لرؤية في المنام، وثالث تقدم لترشيح نفسه بعد أن أفلس مشروعه التجاري وأصبح متعطلاً عن العمل ويري أنه الأدري بمشاكل مصر ومعاناة التعاطلين. وهناك أيضاً طبيب التجميل الذي كشف قضية النائب أنور البلكيمي. وقد أثار حالة من الفوضي حينما تقدم لسحب استمارة الترشيح حيث قدم نفسه علي أنه محام بينما أكد نصف الحاضرين أنه طبيب وأكد النصف الآخر أنه مدرس تربية رياضية!! وعلي جانب آخر قام العديد من المرشحين المعروفين بشن هجوم كبير علي اللجنة العليا وعلي شروط الترشيح فهاجم مرتضي منصور غيره من المرشحين الذين لم يأتوا بأنفسهم لسحب استمارات الترشيح ووكلوا غيرهم لسحبها.. كما شن هجوماً حاداً علي رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية منتقداً قراره بمنع الدعاية خلال فترة الترشح. وأكدت المرشحة بثينة كامل أن هذه الانتخابات »طبخة« ومسرحية هزلية ولكنها مصرة علي خوض التجربة للنهاية من أجل إقرار رسالة للمرأة في مصر بعد الثورة. والحقيقة أنني أري ان كل هذه المشاهد التي يرفضها البعض هي في رأيي ظاهرة صحية تعكس نسيم التغيير والحرية الذي تشهده مصر. وأنا شخصياً أثق كل الثقة في ذكاء المواطن المصري ووعيه الفطري الذي يكشف له دائماً حقيقة كل من يحاول خداعه بوعود وكلمات براقة. والغريب أنني رغم مئات المرشحين الذين يحاصروننا حتي الآن أشعر أن رئيس مصر القادم لم يظهر بعد!!