يبدو ان هناك" تار بايت"مع الصحف القومية.. ففكر مجلس الشوري الجديد مستنسخ من فكر مجلس صفوت الشريف الذي كانت آخر جرائمه فرض دمج صحف دار الشعب والتعاون في اخبار اليوم والاهرام ودار التحرير والاستيلاء علي اصولهما ومطابعهما وتحويلها الي القومية للتوزيع والنشر! لم اجد من قريب اوبعيد في الاعلان الدستوري او دستور 71 اي "مادة" تعطي لمجلس الشوري الحق في ممارسة ديكتاتوريته علي الصحف القومية او اختيار رؤساء التحرير ومجالس الادارة.. فالصحافة سلطة شعبية مستقلة.. والصحف القومية تخضع في ملكيتها وتمويلها لرقابة الشعب.. ومهام مجلس الشوري طبقا للدستور والاعلان الدستوري هي دراسة واقتراح ما يراه كفيلا بالحفاظ علي الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وحماية المقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة.. ويؤخذ رأيه في مشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.. وما يحيله له رئيس الجمهورية من مشروعات القوانين و الموضوعات التي تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها الخارجية. الحديث عن علاقة الشوري بالصحف القومية جاء في مواد قانون تنظيم الصحافة عندما قال ان الصحف القومية هي المؤسسات الصحفية ووكالات الأنباء وشركات التوزيع التي تملكها الدولة ملكية خاصة ويمارس حقوق الملكية عليها »مجلس الشوري«.. وقال ان الصحف القومية مستقلة عن السلطة التنفيذية وعن جميع الأحزاب .. وتعتبر منبرا للحوار الوطني الحر بين كل الآراء والاتجاهات السياسية والقوي الفاعلة في المجتمع.. وتحدث القانون عن اختيار الشوري لرؤساء مجالس الادارات عندما تكلم عن تشكيل مجلس إدارة لكل مؤسسة يتكون من "رئيس مجلس ادارة" يختاره "مجلس الشوري" و6 من العاملين يتم انتخابهم منهم 2 عن الصحفيين و2عن الإداريين و2 عن العمال و6 يختارهم "الشوري" علي أن يكون من بينهم 4 علي الأقل من ذات المؤسسة.. وذكر اختيار رؤساء التحرير عندما تحدث عن تكوين مجلس تحرير لكل صحيفة يشكل من 5 أعضاء علي الأقل و يرأسه "رئيس التحرير" الذي يختاره "مجلس الشوري".. ويختار مجلس الإدارة الأعضاء الباقين. يبدو أن الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري لا يعرف ان الدنيا تغيرت وان التغيير الذي احدثته ثورة يناير ليس فقط في رئيس واعضاء مجلس الشوري.. ولكنه تغيير في كل نواحي الحياة بما فيها ممارسة حقوق الملكية للصحف القومية وطريقة اختيار رؤساء التحرير ومجالس الادارات.. فمن العجيب ان يمارس مجلس يعين رئيس الجمهورية ثلثه حقوق الملكية.. وان يختار من هم ليسوا من أبناء المهنة.. وكل علاقتهم بالصحف انهم من قرائها رؤساء التحرير ومجالس الادارات. مع كل احترامي الكامل لنواب الشوري الذين اختارهم الشعب فما افهمه هو ان تمارس هيئة مستقلة منتخبة او مكونة من شيوخ الصحفيين حقوق الملكية واختيار رؤساء التحرير ومجالس الادارت لأنها الأدري بالكفاءات المهنية في الوسط الصحفي..وتعلم علم اليقين من هم القادرون علي انجاح المؤسسات الصحفية.. وفي رأيي ان تكون مدة الرئاسة لرؤساء التحرير والادارة محددة بدقة ولدورة أو دورتين.. فلو تحقق ذلك سيكون "الصحفي المناسب في المكان المناسب" ولن تكون رئاسة التحرير والادارة من المهد للحد.. وسيختفي من قاموسنا الولاء لولي النعم "صفوت بيه" او أي رئيس جمهورية أو حزب !.