جلال عارف أرجو الا يكون صحيحا ما قرأته منسوبا للفنان ايمان البحر درويش نقيب الموسيقيين ردا علي تصريحات وزير الثقافة التونسي بمنع بعض الفنانين المصريين من الغناء في مهرجان قرطاجبتونس. حيث اعتبر نقيب الموسيقيين ما صدر عن الوزير التونسي اهانة لكل الفنانين المصريين، مهددا بالمعاملة بالمثل ومنع كل الفنانين التونسيين من الغناء بمصر! كنت قد كتبت هنا عن تصريحات الوزير التونسي التي قال فيها انه - حفظه الله وابقاه - يخاف من ان يتحول المهرجان الي مهرجان للعري والابتذال، ولذلك فان بعض الفنانين اللبنانيين ومعهم المطربة شيرين والمطرب تامر حسني لن يغنوا الا علي جثتي!! كما قال الوزير الهمام، وكأنه يخوض حربا مقدسة!! تصريح الوزير التونسي مرفوض، وهو جزء من حملة لو تركناها، فستنتهي بكل المبدعين »وليس المطربين والمطربات فقط« امام محاكم التفتيش. ولكن الرد عليها لا يكون بهذا الاسلوب الذي جاء في تصريح نقيب الموسيقيين عندنا ايمان البحر درويش. والقضية ليست بيننا وبين الفنانين الاشقاء في تونس الذين سيكونون اول الضحايا لمثل هذا التوجه المتطرف الذي رأينا نحن في مصر صورة اخري منه بتهديد البعض بمصادرة اديب عظيم مثل نجيب محفوظ واعتبار ما انتجه خروجا علي الادب وربما خروجا علي الدين! وبالطبع فان ما ينطبق علي الراحل العظيم نجيب محفوظ سينطبق علي كل ابداع في كل مجالات الفن والثقافة. فلنأخذ ما نشاء من قرارات ضد وزير الثقافة التونسي وضد اي مسئول مصري او عربي يعادي الابداع ويصادر الحريات، ولكن.. فلنمد ايدينا الي كل المبدعين العرب في كل انحاء الوطن العربي، نتضامن معا في وجه الهجمة المتخلفة، ولنتذكر ان هناك من سيحاول شق الصفوف حتي لا تكون هناك جبهة المبدعين العرب التي تناضل صفا واحدا ضد اي عدوان علي حرية التعبير التي وضعها الازهر الشريف في وثيقته التاريخية بانها ام الحريات عندما وقعت الاحداث المأساوية في مباراة الكرة بين مصر والجزائر، تسابق - كالعادة - بعض المنافقين يدعون للمقاطعة الثقافية والفنية ويومها قلنا ان هذه جريمة وان هذا هو الوقت الذي يتقدم فيه المثقفون والفنانون لعبور الازمة وليس لتعميقها كما يريد الساسة الجهلاء والمتآمرون، وقد اثبتت الايام بعد ذلك انه لا يصح الا الصحيح وهو ما لا ينبغي ان ننساه ابدا. الظروف الان اصعب وهجمة التخلف شديدة ووحدة المبدعين العرب في كل انحاء الوطن العربي ضرورية لحماية الحرية فلنقاطع كل مسئول يعتدي علي الحرية او يحاكم الابداع. ولكن فلتكن امامنا قاعدتان واضحتان انه لا مفر من وحدة كل المبدعين العرب في وجه هذه الهجمة التي لن تستثني احدا، ثم ان مصر ينبغي ان تظل - كما كانت دائما - مفتوحة امام كل مثقف او فنان عربي.. يجد فيها علي الدوام الامن والامان، والارض التي تتكلم بالعربي وتغني للحرية والجمال والانسانية.