كمال الهلباوى - عزة كريم هل أصبحنا نعيش الآن في كابوس الاغتيالات السياسية؟ .. هل دخلنا مرحلة التصفية الجسدية لكل من ساند الثورة ووقف بجوارها ؟! هل دخلنا مرحلة الخطر ، وهل دخل التواجد الامني " غرفة الانعاش " ..اصبحنا نري الانفلات في أبشع صوره ، واصبحت الجرائم ترتكب تحت اسم الانفلات الامني .. فما تعرض له الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والدكتور حسن البرنس وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب يحتاج الي وقفة متأنية .. البعض يراه استكمالا لسلسلة الاغتيال السياسي للمرشحين الثورين الذين ساندوا الثورة وكانوا ضد النظام السابق قبل الثورة؟...والبعض الآخر يري أنه حادث عادي يندرج تحت حوادث البلطجة والسرقة بالاكراه التي انتشرت كثيراً خلال الايام الماضية . "الاخبار " تدق ناقوس الخطر من خلال الخبراء والمتخصصين .. بلهجة شديدة الحزن والأسي. قال د. جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق : ان ما تعرض له د. عبد المنعم ابو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ود. حسن البرنس وكيل لجنة الصحة في مجلس الشعب من محاولة اغتيال هو عبارة عن حلقة جديدة من مسلسل الانفلات الامني ، هذا المسلسل الذي بدأ عقب الثورة ولم ينته الي وقتنا هذا. يشير الدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم الاخوان المسلمين في الغرب الي ان هذه الاحداث هي بمثابة رسالة من بعض الفلول والداعمين للثورة المضادة ليؤكدوا انهم متواجدون علي الساحة ، ولكي يجعلوا الناس يكفرون بالثورة ويتمنون العودة لعصر مبارك ، ويجب علي الشعب المصري الواعي ضرورة مساندة وزارة الداخلية لكي تؤدي دورها. يؤكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الامني ان ما تعرض له الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ليس فقط حادثا مؤسفا ولكنه يثير قلق طائفة كبيرة من المصريين ويجعلهم يشعرون بالخوف و الحذر من الآن وحتي انتخاب رئيس الجمهورية القادم، مناشدا سلطات التحقيق و رجال الداخلية بسرعة البحث عن الجناة و التحقيق في جميع الاتجاهات لأن كل الاحتمالات واردة، مؤكدا ان الشارع يشعر بحالة من الاحباط بسبب تأخر اعلان نتائج التحقيقات. ويضيف اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجة بالقوات المسلحة سابقا ان ماحدث للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح هو حادث سرقة عادي مثل كل الحوادث التي تقع علي الطرق السريعة في هذة الفترة بسبب غياب رجال الداخلية عن تأمين الطرق مستبعدا ان الحادث مخطط لأنه لو كان مخططا لتم الاعتداء باستخدام آلة حادة أو اطلاق النار عليه أو الضرب بشكل مبرح. يشير اللواء حسين حمودة الخبير الامني إلي ان الانفلات الامني له اسباب عديدة وسيجعل الكثير من البلطجية يحاولون تكرار هذه الجرائم، فالواقعتان اللتان وقعتا منذ ايام قليلة الخاصتان بالاعتداء علي حسن البرنس والدكتور ابو الفتوح جميع الاحتمالات بهما مفتوحة حيث توجد مبررات للاستهداف، وغياب دور الامن سيفتح المزيد من المحاولات لأن المجرم يعرف جيدا ان الامن ضعيف ولا توجد حراسة خاصة للشخصيات المهمة، ويظل ايضا احتمال ان تكون هذه الحوادث جنائية قائم ايضا. اللواء رفعت عبدالحميد خبير العلوم الجنائية يحذر من انتشار ما اسماه الجريمة المنظمة لخطورتها علي المجتمع، لأن الجاني فيها يكون أشد عنفا فهو لا يخاف العقاب ولا يخشي القانون، وساعده في ذلك غياب التواجد الامني ، واحساسه بأن هناك انفلاتا امنيا. وتضيف الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية انه أصبح العنف هو لغة الحوار في الشارع المصري وان هناك عناصر تابعة للنظام السابق تدعمه وتسانده بتوجيهاتها لاشاعة الفوضي في المجتمع المصري مضيفة انها تحمل المسئولية في الانفلات الامني الي وزارة الداخلية موجهة اتهامات اليهم بأنهم تراخوا في اجراءات العزل والمحاكمات لاعضاء الحزب الوطني مؤكدة ان انتشار العنف يرجع الي سببين الاول اصرار اعوان النظام السابق المتعمد في نشر الفوضي في الشارع وذلك ليدخل الشعب في جدال بين الامن والامان ما قبل الثورة وما بعدها، والثاني ضعف جهاز الشرطة وفقد هيبتها وانتشار ظاهرة العنف المعدي بين افراد الشعب ساعد علي انتشارها واصبحت لغة السلاح والقتال هي السمة السائدة.