تحولت الجزيرة الوسطي بميدان التحرير الي ساحة قبور مفتوحة قام معتصمو الميدان بحفرها لرموز النظام السابق وعلي رأسهم حسني مبارك الرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته الذين يحاكموا امام القضاء بتهمة قتل المتظاهرين، كما قام المعتصمون بحفر مقابر لهم اشارة الي استعدادهم الي الموت في أي لحظة دفاعا عن شرعية اعتصامهم المطالب بترك المجلس العسكري للسلطة الي مجلس رئاسي منتخب.. كما نظم العشرات من المتظاهرين من بينهم نشطاء حركة 6 أبريل مسيرة احتجاجية انطلقت من ميدان التحرير الي مجلس الشعب مطالبين بسرعة القصاص لشهداء الثورة وسرعة تسليم السلطة من المجلس العسكري لحكومة مدنية رافعين علم مصر مرددين هتافات "قول متخفشي المجلس لازم يمشي" "لا سلفية ولا اخوان الشرعية للميدان" في الوقت الذي ساد فيه الهدوء في ميدان التحرير وتراجع اعداد خيام المعتصمين التي تقلصت الي 27 خيمة فقط بعضها في الجزيرة الوسطي بينما فضل مصابو الثورة نقل خيامهم الي حديقة مجمع التحرير بعيدا عن الاحتكاك مع الباعة الجائلين والبلطجية الذين سيطروا علي الجزيرة الوسطي.. واستمر انسياب الحركة المرورية بميدان التحرير وداخل شارع محمد محمود بعد ان تم ازالة عدد من الكتل الخرسانية بعد سقوط الجدار الاسمنتي بهذا الشارع في الاحداث الاخيرة.. بينما استمرت الجدران الخرسانية بشوارع قصر العيني و الشوارع الجانبية المحيطة بوزارة الداخلية في الفلكي ومنصور ونوبار و يوسف الجندي مما يعطل مصالح المواطنين القادمين لمنطقة الوزارات والمصالح الحكومية بعابدين و وسط القاهرة ويستدعي قيامهم بالدوران لمسافات طويلة في شوارع جاردن ستي ووسط البلد لتجاوز الجدران الخرسانية.. الغضب مازال يسيطر علي اهالي عابدين فلم تأت وقفتهم الاحتجاجية امام مجلس الشعب بثمارها حتي الآن لتحقيق مطلبهم وازالة الجدران الخرسانية بالمنطقة ومازال نزيف الخسائر لشركات السياحة بالتحرير مستمرا بعد ان امتنع المواطنون عن القدوم الي مكاتبهم بالميدان. في الوقت الذي تراجعت فيه الحلقات النقاشية بالتحرير بعد ان سيطر علي المارة والمترددين علي الميدان شعور سلبي تجاه المعتصمين نظرا لتكرار حوادث السرقة بالاكراه بالميدان وانتشار مكثف للباعة الجائلين واستوطانهم بالتحرير وتحول الامر الي اقامة بصفة دائمة حيث انتشرت عربات الباعة في كل ارجاء ميدان التحرير ليتحول الي مطعم ومقهي شعبي كبير بدون رقابة أو سيطرة.. وامام مجمع التحرير الأمر يزداد سوءا بعد ان كثف الباعة من تواجدهم لدرجة تكاد تغلق مدخل المجمع وتسبب ذلك في اعاقة حركة دخول وخروج المواطنين الباحثين عن قضاء مصالحهم بالاضافة الي موظفي المجمع.. كما قامت ادارة مجمع التحرير بتركيب نوافذ حديدية جديدة علي شبابيك الادوار الاولي والثانية بعد ان اشتكي موظفو المجمع من تكرار حوادث سرقة المكاتب ليلا واتهموا المتواجدين بالتحرير بسرقتهم. من جهة اخري مازالت اعمال الترميم متواصلة داخل مبني المجمع العلمي وحقن الحوائط بمواد خرسانية لتثبيت الجدران تمهيدا للمرحلة الثانية لعملية الترميم لاعادة اقامة وبناء الجدران المنهارة في الجزء العلوي من المبني.. وامام مجلس الشعب واصل خريجو كلية هندسة البترول العاطلون عن العمل وقفتهم الاحتجاجية لليوم الثالث علي التوالي مطالبين بتوفير وظائف تناسب تخصصاتهم في شركات البترول كما طالبوا الحكومة باشتراط تشغيل عمالة مصرية ومهندسين في شركات البترول الاجنبية التي تطلب التنقيب عن البترول في مصر.