إبراهيم سعده ميخائيل بروخوروف (46 عاماً) هو ثالث أغني رجل في روسيا، ورقم 39 في قائمة أغني أغنياء الكرة الأرضية بثروة تقدر بنحو 16ألف مليون يورو. بدأ بروخوروف كخبير اقتصادي شاب لدي أحد البنوك السوفيتية، قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وتفتته إلي دول ودويلات. وخلال سنوات التسعينيات التي شهدت تحوّل روسيا إلي الاقتصاد الحر والخصخصة العشوائية، والمريبة، لأي شيء وكل شيء قفز كثيرون من خانة محدودي الدخل إلي خانة أصحاب المليارات، أبرزهم: الأسطورة بخودوركوفسكيي ملك البترول، الذي اختلف فيما بعد مع الرئيس الروسي السابق بوتين فألقي به وراء القضبان حتي الآن و ميخائيل بروخوروف الذي استوعب الدرس مما حدث للأول، فآثر الابتعاد آنذاك عن السياسة ومصائبها وتفرغ لعمله في استثمار كنوز المناجم، وعاش حياته بالطول والعرض متنقلاً جواً علي متن إحدي طائراته، وبحراً علي ظهر أحدث يخوت الأحلام الذي صنع خصيصاً له مقابل حفنة تحسب بمئات الملايين من الدولارات. حافظ ميخائيل روخوروف الذي يدللونه باسم: "داندي الملياردير" علي العلاقة الودية التي ربطته بالرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين"، واستمرت هذه المودة بين الرجلين بعد أن أنهي بوتين فترته واستبدل رئاسة الجمهورية برئاسة الحكومة كفترة انتقالية يعود بعدها إلي الرئاسة مرة أخري! في ربيع عام 2011 طلب بوتين من "صديقه " الملياردير بروخوروف أن ينخرط في السياسة ويتولي رئاسة حزب يميني معارض Juste Cause لتجميل صورة روسيا كدولة ديمقراطية متعددة الأحزاب والآراء. أراده بوتين معارضاً مستأنساً، لكنه أي "داندي الملياردير" استحلي السياسة وأعجبته صورته الجديدة كمعارض شرس يقول ما يقتنع به وليس ما يملي عليه. وفوجئت الأوساط السياسية في موسكو بالمعارض المستأنس يستأسد ويدلي بتصريحات هاجم فيها الفساد وتعهد بمكافحته من خلال برنامج حزبه اليميني المعارض! وسرعان ما جاء الرد قاسياً من خلال قرار للكرملين أي من بوتين بإبعاده عن الحزب الذي سبق منحه رئاسته بأمر من بوتين نفسه! صدم "داندي" في صديقه بوتين الذي أطاح به، و قرر الرد عليه معلناً في منتصف ديسمبر الماضي ترشحه ضده في انتخابات الرئاسة المنتظر خوضها في مارس المقبل. أصحاب ومعارف ميخائيل بروخوروف حاولوا إقناعه بالابتعاد عن السياسة ومصائبها، وذكّروه بما حدث لزميله ملك البترول ودوركوفسكيي الذي اختلف مع بوتين فكان مصيره السجن وبئس المصير. "داندي" لم يقتنع بنصائحهم ولا بتحذيراتهم. علي العكس أدلي بحديث طويل مع مجلة "باري ماتش" الفرنسية أكد فيه أنه يحب المغامرة، ولا يتحسب مخاطرها. و وصف نفسه بأنه: "رجل بروجماتيك"، وأضاف مفسراً: " إذا اختارت الأغلبية بوتين فهذا يعني أنه الأصلح، وإذا فشل في الفوز بأصوات الأغلبية فأنا من سيفوز بها". .. وأواصل غداً.