حمد بن جاسم ونبيل العربى خلال الاجتماع أنهي وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم الماراثونية امس وسط خلافات وتباينات في وجهات النظر بين الوزراء حول صياغة الموقف من سوريا، وخاصة الاعتراف بالمجلس الوطني بعد الالغاء المفاجئ لاجتماع اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة الازمة السورية بناء علي طلب الجزائر وموافقة باقي اعضاء اللجنة، وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد بدأوا صباح امس اجتماعا مغلقا ضم وزراء خارجية الست دول برئاسة الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي التي تتولي بلاده رئاسة الدورة الحالية للمجلس، وبمشاركة عبد اللطيف الزياني الامين العام لمجلس التعاون الخليجي. وقد اقترح الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة إعادة طرح الأزمة السورية علي مجلس الأمن لتدعيم بعثة المراقبين العرب لتشكيل قوة مراقبين مشتركة بين الجامعة والامم المتحدة ويتم تجهيزها وزيادة عددها لتتولي الاشراف علي وقف جميع أعمال العنف في مختلف أنحاء الاراضي السورية ومراقبة تنفيذ الوقف الشامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين من أعمال العنف والانتهاكات وكذلك الإشراف علي تنسيق مهمات الاغاثة الانسانية العاجلة للمتضررين من الأحداث الأخيرة، وأكد علي ضرورة إطلاق تحرك عربي ودولي منسق لإعادة طرح الموضوع السوري علي مجلس الأمن مجددا ولكن هذه المرة بالتنسيق بوجه خاص مع روسيا والصين حتي لا ترتطم المطالب العربية بفيتو جديد وذلك بهدف استصدار قرار عملي وإجرائي يضمن إلزام جميع الاطراف المعنية بتنفيذه بالوقف الفوري لجميع أعمال العنف وإطلاق النار من أي مصدر كان، مؤكدا أن طبيعة المهمة المقترحة تختلف جذريا عن المهمة السابقة، فالمهمة السابقة هدفها التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها، أما المهمة الجديدة، فهي متزامنة مع مسار سياسي، وضرورة وجود رؤية متفق عليها لحل سياسي، فيما أكد سعود الفيصل أن الأحداث في سوريا بدأت تتداعي بشكل مأساوي وعنيف، وتجاوز عدد قتلاها ستة آلاف، وعشرات الآلاف من الجرحي والمصابين، وتجاوز عدد المعتقلين سبعين ألفا والنازحين 10 آلاف وتم إبادة احياء بأكملها في حماه وحمص وقال ان مايحدث في سوريا ليس من الدين ولا من الاخلاق العربية الأصيلة موضحا ان الاوضاع في سوريا وصلت الي مفترق طرق لا يعلم سوي الله الي اين ستؤدي، وامامها خياران لا ثالث لهما اما الحكمة او الانجراف الي اعماق الفوضي والضياع، وللأسف الشديد فان القيادة السورية فضلت الخيار الآخر. واضاف الفيصل ان مايحدث في سوريا ليست حربا طائفية او حرب عصابات بل هي حملة تطهير جماعية للتنكيل بالشعب السوري، وانتقد تراخي البعض وتقاعس بعض الدول وفشل مجلس الأمن في التوصل الي قرار.. ومن جهته دعا رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي الي استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا، علي ان يكون في 24 من فبراير الجاري، يشارك فيه اطراف دولية واقليمية وعربية، مطالبا بالزامه بإدانة كل ألوان العنف والقتل، وكذلك بالتعبير عن مطالب الشعب السوري ومقتضيات الحل العربي. ومن جانبه طالب الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر بممارسة اقصي الضغوط الممكنة علي النظام السوري للتجاوب الكلي مع المبادرة العربية وليس التعامل مع اجزاء منها وبشكل انتقائي ومحاولة تطويعها واعطائها تفسيرات مختلفة وتلافي او تجاهل اجزاء أخري، وعلمت الاخبار ان الوزراء ناقشوا عددا من المقترحات الخاصة بحل الازمة السورية وانهاء نزيف الدم وعمليات القتل والعنف، منها مقترح خاص يجدد دعوة الدول العربية الي تنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب في نوفمبر الماضي بسحب السفراء العرب من دمشق وتطرد السفراء السوريين من العواصم العربية احتجاجا علي استمرار التعنت الذي يبديه النظام السوري تجاه المبادرات العربية . بالاضافة الي ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد من مشروع القرار السعودي الذي سيتم مناقشته اليوم امام الجمعية العامة للامم المتحدة والذي يدعو ضمن بنوده الي دعوة المنظمة الدولية الي دعم القرار العربي الغربي الخاص بسوريا. كما ناقش الوزراء فكرة اقناع الدول العربية بإمكانية الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري كممثل للشعب السوري بديلا عن الحكومة ودعوته الي المشاركة في اجتماعات الجامعة العربية بديلا عن الحكومة، كوسيلة ضغط علي النظام في دمشق للاستجابة الي المطالب العربية خاصة وان المجلس الانتقالي قد استكمل مقومات ذلك، كما انه نجح في الآونة الأخيرة في الاتفاق علي برنامج عمل للمرحلة الانتقالية مابعد بشار الأسد، كما انه يحظي بتأييد واسع من قطاعات الشعب السوري..كما طرح وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي فكرة تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا بمشاركة اقليمية وعربية ودولية وهو المقترح الذي تقدمت به فرنسا وتركيا. وعلمت "الاخبار" ان الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب قد ناقش تقريرا موسعا من الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة عن تطورات الاوضاع خلال الفترة السابقة منذر نهاية آخر اجتماع للوزراء في 22 يناير الماضي والجهود التي بذلتها الجامعة باتجاه نقل الملف الي مجلس الأمن والمشاورات التي أجراها في نيويورك علي هامش تلك المشاركة لاقناع اعضاء المجلس ال15 بضرورة تبني مشروع القرار العربي الغربي وهو ماووجه بالفيتو الروسي الصيني، بالاضافة الي المشاورات التي أجراها مع المسئولين في موسكو وبكين لتعديل مواقفهم..كما ناقش الاجتماع ايضا آخر تطورات الفكرة التي تقدم بها العربي الي بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة مشتركة من الجامعة والامم المتحدة لمراقبة اوضاع سوريا والاستفادة من امكانيات وخبرات المنظمة الدولية في ذلك وامكانية الصعوبات التي ستواجه مثل هذا المقترح خاصة وانه سيستلزم موافقة الحكومة السورية علي ذلك..كما قدم الفريق محمد أحمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا تقريرا متكاملا عن أوضاع البعثة في الفترة التي سبقت قرار تجميدها قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي بيوم، نتيجة تدهور الأوضاع الامنية في سوريا وقد ترددت انباء عن تقديم الفريق محمد احمد الدابي لاستقالته من رئاسة بعثة المراقبين العربية في سوريا الي الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة، وفي سؤال الاخبار للدابي عن صحة استقالته رفض تأكيد او نفي الخبر، مشيرا الي انه سواء قام بتقديم استقالته او لا فإن الامر لم يعد يفرق في ظل تدهور الاوضاع في سوريا وتجميد عمل المراقبين، ويذكر ان بعض الدول العربية قد تحفظت علي اداء البعثة ورئيسها في الاونة الاخيرة . من جهة اخري اكد مصدر عربي مسئول ان الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي قرر بالفعل قبول استقالة الفريق الدابي التي قدمها امس، واقترح الامين العام للجامعة العربية تعيين وزير خارجية الاردن الاسبق عبدالاله الخطيب مبعوثا له الي سوريا، تنفيذا لقرار وزراء الخارجية العرب الاخير..وكان العربي قد استقبل امس الخطيب قبيل اجتماع مجلس الجامعة العربية، وقد قبل الخطيب المهمة.