حان وقت الصراحة والمصارحة ..لابد ان ندافع - بكل حماس وطني - عن ثورتنا وبلدنا .. نتصدي لدعاوي السير بالوطن الي طريق المجهول ..ندرك الفرق بين الاحتجاجات والتظاهرات السلمية وبين العصيان المدني الذي يصيب حياتنا اليومية بالشلل .. ندرك ايضا ان الاستجابة للعصيان يعني اننا نحرم اولادنا من لقمة العيش ..لان عجلة الانتاج متوقفة في معظم المجالات ..و الاقتصاد يمر بمرحلة حرجة و اي ضربة توجه لما تبقي من قواة تمثل اطلاقا لرصاصة الرحمة عليه . ان الاستجابة من عدمها لدعوة العصيان المدني تمثل استفتاء علي موقف الشعب من ثورة 25 يناير ..والي التفاصيل في هذا التحقيق في البداية يقول الدكتورعلي لطفي رئيس مجلس وزراء الاسبق انه في البداية يجب ان نفهم ونعي جيدا قبل ان ننساق وراء الدعوات التي تحرض الي عصيان مدني خاصة ان وضع الاقتصاد المصري الان يمر بمرحلة في غاية الخطورة تنذر بكارثة مضيفا ان كل المؤشرات تؤكد هذا المعني واولها تزايد العجز في الميزان التجاري وتحويل فائض المدفوعات الي عجز بالاضافة الي تزايد عجز الموازنة العامة للدولة الي 143مليار وزاد علي ذلك اغلاق عدد كبير من المصانع الكبيرة والصغيرة وانهيار البورصة. ويضيف رئيس الوزراء الاسبق ان الدين العام في تزايد مستمر حيث تجاوز 1.2 تريليون جنيه وانخفض احتياطي النقد الاجنبي الي 16.4مليار دولار بالاضافة الي تزايد حالات الافلاس وارتفاع معدلات التضخم وزيادة البطالة وتوقف الاستثمارات الاجنبية والتعدي علي اراضي الزراعية مضيفا انه من ضمن المخاطر التي تعرض لها الاقتصاد المصري ايضا تخفيض التصنيف الائتماني ل4 مرات الي جانب انهيار القطاع السياحي هذة المؤشرات تدل علي ان الاقتصاد المصري في خطر ويتسال كيف يمكن ان يدعو الي العصيان المدني في ظل هذة الكارثة الاقتصادية ؟ مؤكدا ان هذة الدعوات تعتبر تخريب مدني وليس مظهر من مظاهر الاحتجاج مطالبا الشعب المصري بالعمل والانتاج وليس التخريب يري الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء الاسبق ان الدعوة الي العصيان المدني منافية تماما لاهداف ومطالب الثورة وانه يصب في مصلحة النظام السابق الفاسد معبرا عن اندهاشه من الدعوات التي انتشرت بقوة والتي تدعو الشعب المصري الي التوقف عن العمل والانتاج مشيرا ان الان تمر بمراحل اقتصادية خطيرة ولاتحتاج هذه الدعوات الهدامة مؤكدا ان فكرة العصيان المدني سوف تؤثر علي من الداخل والخارج وتعطل الاستثمارات وتصيب قطاع السياحة بالشلل التام , وتوقف الحياة وتصيب بالشلل وهذا عكس ما نادت به الثورة التي جاءت من اجل الاصلاح والبناء وليس من اجل الهدم . ويضيف رئيس وزراء الاسبق ان علي القوي الثورية في المتمثلة في شباب وحركات وائتلافات الثورة ان تدعوا الي مليونية بعنوان العمل والانتاج وليس الي الاضراب والعصيان مؤكدا انه يري ان الان نسير في الطريق الي انتخاب رئيس جمهورية وذلك بفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة يوم 10مارس وهذة خطوة طالما انتظرها الجميع وها هي قد تحققت . بدائل سلمية ويؤكد حجازي اننا الان في ثورة وفي مرحلة جديدة تحتاج تكاتف كل القوي والتيارات السياسية من اجل استعادة مكانتها , مضيفا ان هناك العديد من الطرق السلمية للتعبير عن الراي مثل التظاهر او الاحتجاح لان العصيان المدني فيه تعطيل لحركة الإنتاج ويشكل خطورة كبيرة علي الاقتصاد المصري فضلا عن التأثير السلبي علي الناتج المحلي والذي انخفض بفعل هذه التظاهرات والاحتجاجات و الاضطرابات موضحا انه يعطي صورة سلبية للمستثمرين في الداخل والخارج ويؤثر بدرجة خطيرة علي حركة الاستثمار ويهز الثقة في اقتصادنا الوطني، وقدرة بلادنا علي جذب، وتأمين الاستثمارات الخارجية . ويضيف الدكتور حمدي عبد العظيم استاذ الاقتصاد و الرئيس الاسبق لاكاديمية السادات ان تطبيق العصيان المدني سيكون ضربة قاتلة للاقتصاد المصري لان معدل النمو الاقتصادي انخفض في الفترة السابقة من 1.5٪ الي 1٪ بالاضافة الي انخفاض الاحتياطي من 36 مليار دولار في يناير 2011 الي 16 مليار دولار الان مما يهدد بكارثة اقتصادية في ظل وجود عجز في الموازنة بلغ 143 مليار دولار ومتوقع زيادته في الفترة القادمة مما يؤدي الي زيادة في المديونية الداخلية و الخارجية , واضاف ان تطبيق العصيان المدني سيجعل الدولة لا تحصل ضرائبها من الجمارك والي شلل تام في حركة التعاملات البنكية , مما يجعل المستثمرين الاجانب ينهون مشروعاتهم وسحب استثماراتهم من مصر , مما يؤدي الي زيادة نسبة البطالة في الوقت التي بلغت نسبة البطالة حاليا 20٪ , وبالتالي يرتفع معدل التضخم الي اكثر من 12٪ , ويطالب الخبير الاقتصادي الداعين الي العصيان الي تبني دعوات بناءة تهدف الي التحفيز علي مواصلة العمل والإنتاج في كل القطاعات للخروج من الأزمات الاقتصادية التي تمر بها التصنيف العالمي ويتوقع الخبيرالاقتصادي ان مصر ستفقد ترتيبها في التصنيف العالمي اذا طبق العصيان المدني و بالتالي سنواجه ازمة في عملية بيع الاوراق المالية و تضخم سعر صرف الدولار في حين انخفاض سعر صرف الجنيه المصري , ويضيف ان كل المؤشرات الاقتصادية تتجه الي الاسوأ اذا طبق العصيان المدني ولكنه يثق جيدا في شعب الذي يفهم و يقدر الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد . ويضيف الدكتور محمدالنجار استاذ الاقتصاد جامعة بنها ان الاهم من العصيان المدني الذي دعا اليه عدد كبير من الشباب اعتبارا يوم 11 فبراير أن نحتفل بذكري خلع الدكتاتور الفاسد الظالم الذي خلعه شعبه مضيفا ان العصيان المدني من اخطر صور الاحتجاج لتاثيرة علي الخريطة الاقتصادية والسياسية فهو "وقف حال " للدولة وسيترتب عليه وقف كل الاستثمارات الاجنبية وخسائر كبيرة في الاقتصاد المصري الهش. ويشير استاذ الاقتصاد ان المجلس العسكري المسئول عن ادارة البلاد هو الوحيد الذي يستطيع ايقاف الدعوات الي العصيان المدني بالاستجابة بمطالب وهداف الثورة والحرص علي تنفيذ الدعوات المتعددة من شباب الثورة بتسليم السلطة الي رئيس مدني منتخب . ويري ان القوي الثورية ايقنت ان المطالب لاتتحقق الا بضغط جماهيري كبير علي الحكومة والمجلس العسكري وهذا فتح الباب امام مختلف الاطياف السياسية الي اتباع هذة الطريقة من الاظراب والاحتجاج وساعد علي ذلك فتح باب الترشح للانمتخابت الرئاسية دون تحديد لمواعيد وتوقيتات محددة . ويؤكد ان الوصول الي مرحلة العصيان المدني تمثل كارثة حقيقية تمتد الي التاثير علي كل القطاعات والمجالات في الداخل والخارج مضيفايحدث مزيدا من الفوضي والانفلات الامني بالاضافة الي توقف عجلة الانتاج مشيرا الي ان العصيان وطالبت الدكتورة عالية المهدي استاذ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الشعب ألا ينساق وراء هذة الدعوات المتكررة لوقف عجلة الانتاج وتدمير الاقتصاد المصري حتي نستطيع المرور من هذه المرحلة الحرجة مضيفه انه امر مرفوض وتدعو الشعب المصري الذي قام بالثورة من اجل بناء وطن حر ان يقف في وجه هذة الدعوات وان يقوم بالعمل فاتورة الخسائر وتضيف ان الاقتصاد المصري الان في مرحلة الانهيار واذا اردنا نقيم حجم الخسائر التي سيحدثها الاستجابة لدعوات العصيان المدني فنستطيع بعملية حسابية بسيطة معرفة ذلك فالعام الواحد 365يوما وناتج الاقتصاد بليون و300جنيه ناتج نقسم هذا الرقم يعطينا الخسائر اليومية مشيره ان مدي الخسائر الذي يتعرض لها الاقتصاد المصري ايام العصيان تتوقف ايضا علي مدي مشاركة القطاعات المختلفة فيه ومدي حيويتها ومدي الاستمرارية التي تتوقف فيها .