علي الرغم من الاشتباكات التي شهدها محيط وزارة الداخلية بين قوات الامن والمتظاهرين واهالي عابدين وقيام المتظاهرين بالقاء الطوب والحجارة علي قوات الامن ورد قوات الامن باطلاق الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع ووصول رائحتها الكريه الي ميدان التحرير الا ان الميدان لم يخل من الباعة الجائلين وانقسم ميدان التحرير لمجموعة من الحلقات النقاشية الكبيرة حول مستقبل تسليم السلطة والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتحول الميدان الي جراج سيارات كبير ودخول بعض الميكروباصات لمناطق الاشتباكات لنقل المتظاهرين الي المناطق المختلفة . وبسبب برودة الطقس والامطار التي شهدها ميدان التحرير مساء اول امس انتشرت عربات " البليلة والبطاطا " في محاولة منهم لاقناع المعتصمين المتواجدين بالميدان لتناول هذه الوجبة الدسمة والتي يشعر الفرد بعد تناولها بالدفء الشديد كما انتشر بجانب الباعة الجائلين بعض الاشخاص الذين اتخذوا من ميدان التحرير غرفة نوم كبيرة واستسلموا للنوم العميق مستخدمين الملابس الثقيلة والبطاطين للهروب من برودة الطقس . كما شهد الميدان انتشارا مكثفا "لعربات الفول والفلافل " محاولين دعوة المعتصمين لتناول هذه الوجبة الشعبية والتي يأتي اليها السياح من جميع انحاء العالم وقاموا بتجهيز " قدر الفول " و" العيش البلدي الساخن " استعدادا للجموع الغفيرة التي ستحتشد علي العربات بعد هذه الاشتباكات لاستعادة الطاقة وهربا من برودة الجو. رفض اصحاب المقاهي والمطاعم اغلاق محالهم مساء اول امس علي الرغم من ارتفاع حدة الاشتباكات بين المتظاهرين واهالي منطقة عابدين وعبر اصحاب المطاعم عن رفضهم لذلك لكي يستطيعوا حماية المتظاهرين داخل محالهم واقناعهم علي تناول بعض الوجبات الطازجة والدافئة لتحميهم من برودة الطقس.. كما امتلأت معظم المقاهي المحيطة بمناطق الاشتباكات بالعديد من المتظاهرين واهالي منطقة وسط البلد لتناول المشروبات الساخنة و" حجر الشيشة الفاخر ". ومن اللافت للنظر قيام بعض سائقي الميكروباصات بالتوجه الي اماكن الاشتباكات لنقل المتظاهرين من هناك الي المناطق المختلفة وعلي رأسهم منطقة السيدة عائشة ورمسيس وعتبة وامبابة وسئل احد المتظاهرين سائق ميكروباص خط السيدة عائشة كيف تدخلون الي هذه المناطق ورائحة القنابل المسيلة للدموع منتشرة في كل مكان فكانت اجابته " ياباشا المصري عارف يكسب لقمة عيشه ازاي " في ظل هذه الاشتباكات وقف شاب يقوم بركن السيارات بالميدان ويقوم بتنظيفها دون ان يلفت نظره سيارات الاسعاف وسقوط المصابين من حوله لكي يكسب لقمة عيشة علي الرغم من تعرضه للخطر ويحصل في المقابل من كل سيارة جنيه واحد في الساعة وتزيد الاجرة اذا طلب منه صاحب السيارة تنظيفها وتمركزت تلك الجراجات العشوائية بالقرب من شارع طلعت حرب ومدخل المتحف المصري وامام مسجد عمر مكرم. وعلي طريقة السخرية وضرب الامثال قام بعض المتظاهرين بالميدان بعرض فيلم وثائقي علي احد الخيام عن اسلوب الشرطة في التعامل مع المواطنين والعذاب الذي كان يتعرض له الشعب علي ايدي رجال الشرطة ضاربين امثال " لكل عظيم كبوة " و" اصبر علي جارك السو".