وظائف الحكومة ثلاث.. حفظ الأمن في الداخل.. وإقامة العدل بين الناس.. وصد الغزو من الخارج الأحداث المحزنة تتوالي بسرعة كبيرة وكأنها في سباق، حتي إنني لا أجد الفرصة لألتقط أنفاسي، مصر التي في قلبي وعقلي تتلقي الطعنات في مقتل، ولا أحد يبادر ويسرع لإنقاذها، بل نتركها تنزف، دماؤها تسيل أمام أعيننا ولا نعرف ماذا نفعل، فهل قوي الشر أقوي منا، هل نحن عاجزون عن صدها والانتصار عليها، إن ما يؤلمنا أننا لا نعرف شيئاً عن هذه القوي الشريرة التي تريد إسقاط مصر، نقرأ ونسمع فقط أن هناك طرفا ثالثا يدير هذه المعركة الدامية، هناك »لهو خفي« يلعب بمقدراتنا، ويحرق قلوبنا وأعصابنا، ولكن لا أحد من ولاة الأمور يريد أن يفصح لنا عنه، إنهم بكل تأكيد يعرفونه، ولكنهم مصرون علي التستر عليه وإخفائه، لا ندري لماذا يحيطونه بالضباب حتي لا نراه، لماذا يريدون حمايته رغم هول الكوارث والمصائب التي ارتكبها، وعدد القتلي والجرحي الذين أسقطهم، لمصلحة من ما يفعلونه، إن الأمر غامض، وهذا الغموض يجعل ثقتنا تهتز في كل القيادات، إن أي مواطن يحب مصر لابد أن يصاب بالحزن الشديد مما يجري حوله، كيف يقول لنا الكبار إن هناك »لهو خفي«، ولكنهم لا يعلنون عنه، أليس هذا استهتار بعقولنا وامتهانا لكرامتنا، أليس هذا استهزاء بإنسانيتنا، لقد أحيل كل المقبوض عليهم في الأحداث الدامية، التي وقعت علي مدي عام كامل إلي جهات التحقيق، وللأسف لم يعلن المسئولون عن إدارة البلاد عن مجرم واحد قدم للمحاكمة، أو قاتل ثبتت عليه التهمة، أو ممول وجه إليه اتهام بالدليل القاطع، هل يمكن أن يحدث هذا الهزل في دولة ديمقراطية، هل يمكن أن تقع هذه الكوارث دون فاعل، هل أذناب النظام الفاسد يمكنهم بهذه الكفاءة إدارة المعركة من خلف القضبان بكل جرأة واطمئنان ودون أن يخافوا شيئاً، هل يمكن لهذه العصابة المجرمة أن تنتصر علي شعب بأكمله.. إن الإجابة علي هذه التساؤلات التي تحير الملايين، عند جهة واحدة فقط، هي المجلس العسكري. ومادام المجلس العسكري لا يريد أن يتكلم لشيء ما في نفسه، فليترك المسئولية لمن يستطيع أن يصارح الشعب ويتكلم! لقد رأينا ضباطاً وجنوداً من الشرطة والجيش يسقطون شهداء في ميادين الشرف أثناء مطاردتهم للخارجين علي القانون، من أجل إعادة الأمن الذي فقده الوطن لفترة، وهذا يدعونا إلي الكثير من التأمل، خاصة بعد أن تكررت تلك الأحداث في الفترة الأخيرة، وبلغ اعتداء المجرمين والأشرار في بعض الأحيان حداً من الاستهتار يجب أن يدفع المسئولين إلي مواجهة الأمر بحزم أكثر، وأسرع، فإن قوة الحكومات تجيء من الهيبة التي توحيها قداسة النظام، وسيادة القانون. وقد لخص »آدم سميث« وظائف الحكومة في ثلاث: حفظ الأمن في الداخل، إقامة العدل بين الناس وصد الغزو من الخارج، فهو يجعل حفظ الأمن أولي هذه الوظائف، ليس لبث الطمأنينة في نفوس الناس فحسب، ولكن لأن الأمن الخاص للفرد يمكنه من مزاولة عمله والإبداع في الإنتاج، والاشتراك في تنمية الثروة القومية، فهو يربط بين الأمن الداخلي ورواج التجارة وازدهار الأعمال. وقضية حفظ الأمن ليست بالبساطة التي تبدو أمام البعض، فنحن ندرك أنها مهمة شاقة تتداخل فيها عناصر كثيرة، بعضها مما يدخل في رقابة وزارة الداخلية، وبعضها الآخر يرجع أحياناً إلي الظروف المحيطة بالوطن وسوء الحالة الاقتصادية أو الخلقية. ولا شك أن رجال وزارة الداخلية ومعاونيهم من الضباط والجنود يبذلون غاية جهدهم في أداء واجبهم في حدود الإمكانات المتاحة، ونحن نعرف الكثيرين منهم ممن يعدون قدوة في الحرص علي القيام بمهام وظائفهم والتضحية في سبيل ذلك بأرواحهم، ونعرف أيضاً أن المرحلة الانتقالية، وما تبع الثورة من انفلات أمني نتيجة لغياب الشرطة، خلقت في بعض النفوس الشريرة موجة من الاستهتار والشهوة في الكسب، واستخدام العنف، إلي جانب ما أدت إليه من توفير الأسلحة في أيدي المجرمين والأشرار والعملاء المأجورين. ونحن علي ثقة أن وزارة الداخلية سوف تولي الأمر عناية أكثر خاصة بعد الأحداث الأخيرة وما لاحظناه من انفلات أمني، ولكننا علي يقين أيضاً أن عملاء النظام السابق والموالين له مازالوا يعبثون بالأمن، ويخططون لإعاقة جهود الشرطة وإحباط وزيرها وإشاعة الفوضي في أرجاء البلاد، فلنأخذ جميعاً الحذر منهم، ونقف في مواجهتهم يداً واحدة. نماذج من الناس الثلاثاء: عرفت من الناس من يثور ويزمجر حتي ليبدو شرسا لا قلب له ولا وجدان، فإذا هدأ وسع قلبه الدنيا وشف وجدانه عن إنسان ينفعل كإنسان أينما كان. وعرفت من الناس الناعم في الحديث الوديع في التصرف، الرقيق، فيما يأخذ وفيما يدع، وعرفت فيه، مع ذلك، قلبا قاسيا لا ينبض بالرحمة ووجدانا لا يضطرب لما يضطرب له الوجدان. الأسلوب مهم، لأنه الواجهة التي يقترب بها الإنسان من الناس ولكنه يخون في كثير من الأحيان، أما المعني فهو الجوهر الثابت يتغير ولا يخون إلا ان تتغير طبيعة الإنسان، وقلما تتغير الطبيعة إلا في النادر من الأحيان. ان حدة الطباع ونعومتها وكذلك خشونة الخلق ووداعته ليسا في الواقع إلا تعبيرا عن حالة الجسد والأعصاب، وما إذا كانت قوية أو ضعيفة. ونحن حينما نصف الطباع بالحدة أو الخلق بالخشونة لا نعرف ما إذا كانت طباعا طيبة أو سيئة ولا نعرف ما إذا كان خلقا حسنا أو سيئا فقد تكون الطباع حادة وفي الوقت نفسه جميلة، وقد يكون الخلق خشنا وفي الوقت نفسه طيبا أمينا. الحدة أو النعومة في الطباع، وكذلك الخشونة أو الوداعة في الأخلاق، كل أولئك أسلوب في التعبير لا دخل له بالطيبة والشر، وانما مرجعه إلي تكوين الجسد، أما الطيبة والشر فينبعثان من جوهر آخر أعمق وأثبت وأدوم هو الجوهر الذي خلق منه الإنسان، هو الروح والوجدان. وإنك لتحس مع الحدة في الطباع والخشونة في الخلق روح الطيبة أو روح الشر، فان أسلوب التعبير لا يمكن ان يحجب روعة المعني أو تفاهته. الأسلوب يتأثر بأشياء كثيرة خارجية، أما المعني فينبع من جوهر ثابت في الروح والوجدان. تحذير للعائلات! الأربعاء: سمعت عن شاب سجل الرقم القياسي في سرعة الزواج والطلاق. تزوج خمسة في 42 ساعة، وطلق واحدة بعد 41 ساعة! أحكم خطة السطو علي خمس عائلات، ضرب عليها الحصار بالأكاذيب والأباطيل، لبس أمام كل منها مسوح الاتقياء المتعففين، زحف في كل ميدان بالأسلحة نفسها، فالفرائس سهلة طيبة القلب، تحلم بالمثل العليا والسعادة في فردوس الزواج، أما صاحبنا فكان كالنمر كثير المخالب، وكالقط الخيانة في دمه، يضرب بالخنجر من وراء الظهر والبسمة الخادعة علي شفتيه. تاجر باشرف العلاقات، وسخر من انبل العواطف، تنقل من خدر الي خدر، كيف كان يكذب، وكيف كان ينافق ويخادع؟ ولكن ما أعدل القدر، سرعان ما انكشف كذبه ونفاقه وخداعه. وإذا كان القانون لا يعاقبه لأن الزواج حلال، فان العائلات يجب ان تحذر أمثاله ممن يتقدمون بثروة لا حد لها من الأدب الجم، واللفظ المعسول، والمظاهر الكاذبة، يخفون في ثياب الحمل أخلاق الذئاب. علق أحد أصدقائي علي هذا الحادث فقال ان بعض العائلات تستحق ان يحل لها الانتقام من مثل هذا النصاب، فقد تقدم زميل لي في العمل اشتهر بحسن السيرة والخلق إلي احدي العائلات لخطبة ابنتها، ولم يكن بهذا الزميل من عيب إلا انه كان موظفا عاديا، فرفضت العائلة المصون طلبه، ويشاء الله بعد شهور ان تنشر الصحف خبر ترقيته إلي مدير إدارة، فإذا بالتليفون يدق في بيته وإذا بالمتحدث احد من سعوا في زواجه، وإذا به يقول له ان العائلة العريقة في الحسب والنسب قد قبلت طلبه، فوضع الصديق سماعة التليفون في هدوء بعد أن قال لمحدثه الكبير »لقد جئت بعد فوات الأوان، فقد عدلت عن الزواج«. الروح.. هي الأقوي الخميس: هي: أحس الآن أنني شيء مهم في حياتك.. وأنني أعيش في داخلك.. هو: لاتتوقفي عن الكلام.. تحدثي.. أحب نبرات صوتك.. هي: وأنا معك أشعر بهدوء النفس والخاطر.. وأنسي أن الدنيا فيها شر وحسد وصراع.. هو: منذ عرفتك.. وحياتي تحولت إلي انتظار طويل.. انتظرك في كل لحظة ان تتصلي بي.. وأظل متلهفا مشتاقا قلقا مسهدا حتي اراك.. هي: وأنت لا تبرح وجداني وقلبي.. أنت تعيش معي دوما.. هو: يقترب منها ويلفها بذراعيه. هي: تغمض عينيها.. وكأنها تحلم.. هو: افتحي عينيك.. هي: إنني أراك بقلبي واحساسي.. هو: أنت لا تعرفين كم تأسرني هاتان العينان.. إنني أري فيهما أجمل الأحلام والأماني.. أري فيهما سعادتي وهنائي.. هي: أحيانا أظن أن ما بيننا مجرد لهو ومتعة.. هو: وأنا معك لا أشعر بالجسد.. الروح تكون دائما هي الأقوي.. هي المسيطرة.. وأنت.. ماذا تشعرين؟ هي: أشعر أنك ترتفع بي عن الأرض.. وتأخذني في رحلة حالمة فوق السحاب.. هو: روحي تربطني بك.. وتجعلني أسيرك إلي الأبد.. هي: لقد نذرت قلبي ونفسي لك.. استمد الحياة من حنانك وحبك.. هو: »ينظر في عينيها«: وأنا استمد الحياة من ابتسام عينيك.. لقد أحببت الحياة بعد أن عرفتك.. هي: تضع رأسها علي صدره.. وتغمض عينيها.. وكأنها تعيش في حلم جميل.. كلمات مضيئة.. الجمعة: يقول شاعر فارسي »ان الله غضب علي المرأة، فجعل النار وجهنم والهاوية والخطيئة والرذيلة اسماء مؤنثة، وجعل النعيم والفردوس والنور والصلاح أسماء مذكرة«! الرجال يتزوجون تعبا، والنساء يتزوجن فضولا، والجميع يبوءون بالخيبة والفشل! الضمير والجبن أسماء لشيء واحد، ولكن الضميرهو الاسم الرسمي! ان أحسن طريقة للتخلص من الاغراء.. هي الخضوع له! تفرح المرأة بالكلمة النابية، لانها فرصة تظهر فيها قدرتها علي الخجل! مهما تدهور الإنسان، فإن فيه دائما بقية لا يغمرها الوحل! أين الشاعر الذي يرينا جمالا مثل الذي نراه في عين امرأة!! الفضيلة عجز!! يختبر الذهب بالنار، والمرأة بالذهب، والرجل بالمرأة! خلق الله المرأة لكي تستأنس الرجل! الكلام كالدواء إذا أقللت منه نفع، وإذا أكثرت منه قتل! تتذكر المرأة دائما الرجل الذي أراد ان يتزوجها، ولكن الرجل يذكر دائما المرأة التي رفضت أن تتزوجه! يقول الرجل المتشائم أنجبت ستة أولاد.. ماتوا جميعا ما عدا خمسة!